في مجتمعنا يتم تمييع كل شيء؛ فقد أصاب التمييع حقل الإعلام في مقتل ونالت جهود محاربة الفساد نصيب الأسد من التشويه ليختلط حابل الاستقامة بنابل الفساد. وتُبذل الجهود لتصوير مساعي الحكومة في الإنجازات،والإصلاح على أنها مجرد فرقعة إعلامية.
كما امتدت أيادي التمييع لتطال مجال التوشيحات، حيث ألقت الوساطة والمحاباة بموشَّحين لم يقدموا مثقال ذرة من الخير أو التضحية خلال مسيرتهم الوظيفية. تراهم يدّعون قائلين: “تم توشيحي نظير ما قدمت من خدمات للوطن”، وهو ادعاء يشبه تمامًا حكاية الذبابة التي نزلت على قرن ثور الحراثة ولما عادت، سألتها ذبابة أخرى: “أين كنتِ؟” فأجابت بفخر: “كنا نحرث!”
