في مشهد مليء بالمشاعر والتقدير، بكت الجالية الموريتانية في إسبانيا على فراق السيدة مريم بنت أوفى، التي شغلت منصب القنصل العام للجمهورية الإسلامية الموريتانية في جزر الكناري. لم يكن رحيلها مجرد تغيير إداري، بل فقدانًا لشخصية دبلوماسية نادرة جعلت من العمل القنصلي رسالة إنسانية واجتماعية قبل أن يكون مهمة مهنية.
أشاد الدكتور عبد ولد أحمد لعلي، رئيس اتحاد الجالية الموريتانية في إسبانيا، بالدور الاستثنائي الذي قامت به القنصل مريم بنت أوفى، قائلاً: “لقد قدمتم مثالًا يُحتذى به في المسؤولية والتفاني، حيث كنتم دائمًا قريبين من الجالية، داعمين ومساندين لكل من احتاج إلى رعاية القنصلية العامة”. وأكد على أنها “حققت ما لم يحققه أي قنصل أو سفير قبلها”، مشيرًا إلى مساهماتها في دعم المساجد وتعزيز الوحدة بين أفراد الجالية، وزياراتها المستمرة للمرضى، وتقديم التعازي لأسر المفجوعين.
السيدة مريم بنت أوفى رمز النزاهة والصرامة في إدارة المهام الدبلوماسية. حرصت دائمًا على حل مشاكل الجالية بأقصى درجات الجدية، وكانت قريبة من الجميع دون استثناء، مما أكسبها احترامًا عميقًا بين أفراد الجالية الذين لم يتوانوا عن الإشادة بها في كل مناسبة.
إن شهادة الشكر والتقدير التي مُنحت لها من اتحاد الجالية، مصحوبة بوسام شرف، تعكس حجم الحب والاحترام الذي تكنّه لها الجالية الموريتانية. وقال رئيس الاتحاد في رسالته: “ستظل بصماتكم شاهدة على عطائكم المتميز، وذكراكم خالدة في قلوبنا”.
لقد كانت السيدة مريم بنت أوفى نموذجًا للدبلوماسي الذي يجمع بين الصرامة والنزاهة، وبين الحزم والإنسانية. استطاعت بحنكتها أن تُحول القنصلية إلى بيت دافئ يحتضن الجميع، وأن تكون ملاذًا لكل من واجه صعوبات. إن تميزها في أداء مهامها لا يعكس فقط كفاءتها الشخصية، بل أيضًا التوجيه الحكيم الذي يُحسب لإدارة وزير الخارجية، محمد سالم ولد مرزوك، الذي يُشهد له بقيادته الرشيدة للدبلوماسية الموريتانية.
رحيل السيدة مريم بنت أوفى عن منصبها في إسبانيا ليس إلا محطة جديدة في مسيرتها الزاخرة بالعطاء. سيظل اسمها محفورًا في ذاكرة الجالية، وسيبقى إنجازها علامة فارقة في العمل الدبلوماسي الموريتاني، رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة الوطن والمغتربين.
اليوم انفو