عبر الرئيس ولد عبد العزيز عن تخوفه من عودة وباء إيبولا لقارة افريقيا على المديين المتوسط والبعيد.
وقد استعرض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطاب ألقاه صباح اليوم الثلاثاء أمام مؤتمر مالابو الإفريقي حول الإيبولا التحديات التي تواجه القارة جراء مضاعفات هذا المرض القاتل.
ورصد ولد عبد العزيز في كلمته التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية التطور المشجع لوسائل العلاج، معتبرا أن ذلك يعزز الأمل في التغلب على الوباء على المدى القصير، داعيا إلى استمرار اليقظة والعمل على القضاء التام على ايبولا.
وخلص إلى أن التحدي الذي يواجه القارة اليوم يتمثل في مواصلة التعبئة حتى لا يتفشى الوباء من جديد، وفوق ذلك استخلاص العبر من هذه الأزمة الصحية الحادة وتحمل مسؤولية تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم،
– صاحب الفخامة السيد اتيودورو أوبيانغ انغيما امبازوغو، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية،
– صاحب الفخامة السيد روبرت موغابي، رئيس جمهورية زيمباوبوي، رئيس الاتحاد الافريقي،
– أصحاب الفخامة، السادة والسيدات رؤساء الدول والحكومات،
– أصحاب المعالي رؤساء الوفود
– صاحبة المعالي الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي،
– أصحاب المعالي السادة والسيدات، شركاء المؤتمر،
أيها المدعوون الكرام،
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي، بداية أن أتوجه بخالص الشكر إلى أخي صاحب الفخامة السيد اتيودورو أوبيانغ انغيما امبازوغو، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، ومن خلاله إلى الشعب والحكومة في غينيا الاستوائية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما والوفد المرافق لي منذ وصولنا مدينة مالابو الجميلة. كما نعرب عن ارتياحنا لانعقاد هذا المؤتمر الذي كنا جميعا ننتظره ونهنئ الاتحاد الافريقي، وجمهورية غينيا الاستوائية، وشركاءنا في التنمية على المبادرة إلى تنظيمه في ظروف ممتازة.
وأود أن نغتنم هذه المناسبة لنتذكر معا الضحايا التي خلفها إيبولا، معبرين عن مواساتنا جميعا لكل من فجعهم هذا المرض في أعزائهم ومهنئين أولئك الذين شفوا من هذا الوباء كما أحيي صمود شعوب غينيا وليبيريا وسيراليون الشقيقة المتضررة من الوباء وحكوماتها ومجتمعاتها المدنية الذين يضربون للعالم مثلا في الشجاعة والقيم الانسانية الرفيعة من خلال تعبئتهم الشاملة لمقاومة الداء وآثاره المختلفة. وهو ما لاحظناه باعتزاز وتقدير كبيرين، خلال زيارة التضامن التي أديناها لهذه البلدان الشقيقة في شهر يناير المنصرم.
إن من واجبنا جميعا أن نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الفرق الطبية الإفريقية والدولية، وإلى مئات المتطوعين الذين تنادوا من مختلف الآفاق إلى هؤلاء الجنود المجهولين الذين خاطروا بأرواحهم فساهموا بفاعلية كبيرة في الجهود الجبارة التي أدت إلى الحد من انتشار الوباء ولا تزال تعمل على القضاء عليه بشكل كامل.
أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
ينعقد هذا المؤتمر الدولي حول جهود افريقيا في مكافحة إبولا في ظرف دقيق. فالتطور المشجع لوسائل العلاج يعزز أملنا في التغلب على الوباء في المدى القصير ومع ذلك، ينبغي أن تستمر اليقظة والعمل على القضاء التام على ايبولا. فالتحدي الذي يواجهنا اليوم يتمثل في مواصلة التعبئة حتى لا يتفشى من جديد، وفوق ذلك استخلاص العبر من هذه الأزمة الصحية الحادة وتحمل مسؤولية تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد أظهر انشار فيروس ايبولا ضعفا في منظوماتنا الصحية فلم يكن العالم مهيئا بما فيه الكفاية لرد ناجع على وباء فاقت خطورته وانتشاره كل التوقعات، لذلك فان بناء منظومات صحية قادرة على دمج وظائف المراقبة والكشف والتحسيس والعلاج يقع على رأس الأولويات.
إن التنسيق المحكم بين الفاعلين على المستوى المحلي والوطني والإقليمي والدولي، يشكل مقاربة أساسية لمواجهة الأزمات الصحية أيا كانت طبيعتها وينبغي في هذا الصدد، تشجيع تبادل الخبرات وتعزيز الخدمات الصحية القاعدية في البلدان المتضررة والبلدان الأخرى التي تظهر منظومتها الصحية ضعفا مشابها.
وعلى نطاق أوسع، فإن السياسات التنموية ينبغي أن تولي اهتماما متزايدا بالاستثمارات في قطاع الصحة لبناء منظومات وطنية ذات قدرات استيعابية كبيرة وفاعلية مؤكدة في مواجهة الأوبئة وامتصاص الصدمات.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
تمثل الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس إيبولا تحديا جسيما أمام النهوض بإعادة إعمار البلدان المتضررة، فضلا عن نتائجها السلبية على المستوى الإنساني. فبالإضافة إلى القطاع الصحي تأثرت قطاعات عديدة أخرى بشكل مباشر، مثل التعليم، والزراعة واستخراج المعادن والخدمات والتجارة والسياحة والنشاط غير المصنف.
كل ذلك أدى إلى تباطئ عام هدد أسس التنمية المستدامة التي عملت البلدان المتضررة جاهدة على تحقيق أهدافها. لذلك ينبغي إعطاء الأولوية لاستعادة دينامية النشاط الاقتصادي لتجديد الفرص في مجال التشغيل وتحسين الدخل على نطاق واسع. وزيادة على تعزيز المنظومات الصحية فإن جهدا خاصا ينبغي أن ينصب على تطوير قطاع التربية، وتحسين الولوج إلى الخدمات القاعدية، وتقديم العون للمجموعات الأكثر هشاشة. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف دعما للبلدان المتضررة، تضامنا وتعبئة واسعة ومستمرة من البلدان الشقيقة والصديقة والشركاء في التنمية.
في هذا السياق فإن مبادرة التضامن الافريقي فكرة رائدة لأنها تهدف إلى تمكين القارة من محاربة الأوبئة بوسائلها الخاصة، فروح هذه المبادرة الذي حركنا، عند صياغة الاتفاقية الافريقية المشتركة للتعاون التقني: افريقيا تساعد افريقيا، لم يعد مجرد شعار بل أصبح واقعا معيشا.
وفي الختام أتمنى لأعمال مؤتمرنا موفور السداد والتوفيق.
عاش التضامن الافريقي.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله