بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في سورة الإسراء،الآية: 27
﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾
وقال النبي صلَّ الله عليه وسلم
{كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة}
وقال ابن عباس: <كل ما شئت والبس، ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة>
إنّه والله لمشهدٌ يندى له الجبين حفل زفاف وفي الغربة،وفي رُكن قصيٍ من بلاد العم سام، وهذ التبذير المُشين، وكأننا في مرابع وأوكار شقق تفرغ زين وفي مناسبة اجتماعية لأهل لخيام أقصد ذلك الصنف منهم الذي يكسبُ بغير وجه حق، والآخر الذي يشقى ولعقود من الزمن في الغبربة ليأتيَ بمحصول من عرق الجبين كي يُنفقه في ليلة ماجنة بين المُغنين،والمُخنثين!! إنها وصمة سوداء في جبين مجتمعنا الموريتاني لكنها أكثرُ سوداوية إذا حصلت في مدن الغرب حيثُ الحضارة والأنوار،والأدهى أنّ أصحاب هذه الأفعال يُعطون صورةً سيئة عن مُجتمعهم،وثقافتهم ودينهم!!!•
غريب أمرُنا نحنُ الموريتانيين ترى الواحد منا يُبذرُ ويصرُفُ كلما يملك في هكذا مناسبات، ويدُهُ مغلولة عن صرف درهم على أرملةٍ أو يتيم أوبائس ولوكانت من أقرب المُقربين لديه!!!
أليس الأفواه الجوعى، والأجسادُ العُراة من بني وطننا أكثر حاجة من هذا السرف المُشين!!؟؟،أنسينا أم تناسينا أنّ80% من أبناء وطننا الوافدين لازالو يعيشون في الملاجئ،وبحاجة ماسة إلى مد يد العون،أليسوا أحقَّ بهذه الدولارات التي تُكنسُ في هذا المشهد المُخجل؟؟؟!!!!
أليس صُراخُ اليتامى والثكالى والجوعى من أهلنا في غزة يطرُق آذاننا كل دقيقة؟؟
تبًا لنا معشر العرب ما أكثر ماتغيرنا وخدعتنا الحياة ببريقها الزائل!! تُرى ما عسانا نقول يوم العرض على الله؟؟ أجهلنا أم تجاهلنا، ماورد في الحديث الشريف:عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ}
إنّه والله لعملٌ مُشين ولو كان بين مرابع أهل لخيام، فكيف به في بلاد الغرب!!!
سيد محمد خين