ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية أن الضابط الروسي غليب كاراكولوف -الذي نجح في الفرار من كازاخستان إلى تركيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- كشف عن عدد من التفاصيل المهمة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعض خفايا ما يجري داخل أجهزة الأمن الروسية.
وحسب لوموند، فإن أهمية ما صرح به كاراكولوف تأتي من كونه ضابطا في قسم الحماية الفدرالية المكلف بأمن الاتصالات، وسبق أن قام بنحو 180 مهمة خارج روسيا، وكان العديد منها برفقة الرئيس بوتين.
وكانت آخر مهمة له في كازاخستان حيث كان الرئيس بوتين يقوم بزيارة رسمية إلى هناك، ونجح كاراكولوف في الاحتفاظ بجواز سفره فهرب إلى تركيا، وتمكن من جلب زوجته وابنته.
ولأسباب أمنية، نشرت تصريحات كاراكولوف قبل يومين فقط، علما أن حواره مع وسيلة إعلام روسية خاصة أجري نهاية 2022.
لا إنترنت
وقالت لوموند إن كاراكولوف أوضح أن الرئيس الروسي لا يستخدم أي هاتف نقال، ولا يستخدم الإنترنت، ومصدره الوحيد للحصول على المعلومات هم المقربون منه.
لكن الرئيس لديه استثناء وحيد، حيث يفرض دائما أن يكون بإمكانه مشاهدة التلفزيون الروسي حتى خلال أسفاره.
إجراءات أمنية خاصة
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تصريحات كاراكولوف أكدت ما سبق وتحدثت عنه فايننشال تايمز من أن الأجهزة الأمنية بدأت تنتزع جوازات السفر من كبار المسؤولين والموظفين ورؤساء الشركات العمومية. ولم يكذب الكرملين ما نُشر، وتحدث في المقابل عن ضوابط أمنية صارمة لتأمين العمل في الوظائف الحساسة.
كما أكد كاراكولوف أن بوتين يتوفر على قطار مصفح ذي محطات خاصة به، إلى جانب اليخت “شهرزاد”، وقصر خاص كانت وسائل الإعلام الروسية تحاول تقديمه على أنه مجرد “فندق” في مدينة غيليندجيك، في الوقت الذي كان فيه معارضون -على رأسهم أليكسي نافالني المسجون حاليا- يؤكدون أنه قصر لبوتين.
وتحدث أيضا عن حالة من “الهلع الأمني” تعيشها الأجهزة للحفاظ على أمن بوتين، وعن مواكب رسمية وهمية لمحاولة الكشف عن مخربين، وعن العمل من داخل مقرات مضادة للقنابل، إلى جانب إجراء فحوص يومية للكشف عن الإصابة بكورونا في صفوف المحيطين بالرئيس.
ونقلت لوموند عن كاراكولوف قوله إنه بدأ يطرح علامات استفهام حول نظام بوتين منذ السيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014، خاصة عندما بدأ يطلع على المبالغ المالية الكبرى التي تصرف على تنقلات بوتين وكبار المسؤولين.
وأضاف أنه عاش صدمة مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث قرر بصفة نهائية استغلال أول فرصة للهروب من روسيا، واصفا بوتين بأنه “مجرم حرب”.
المصدر : لوموند