مقالات

حول قضية الناشط الحقوقى المغفور له (الصوفى) / د. المحامى محمد سيدى محمد المهدى

فى هذا الظرف الأليم والمشهد الحزين لايسعنا الا التضامن مع ذوى الفقيد وتقديم العزاء لهم متضرعين الى الله جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وان يلهم ذويه الصبر والسلوان…وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومع تألمنا الشديد وتعاطفنا مع ذوى الفقيد وادراكنا لما يشعر به كل مواطن موريتانى من الم وغضب حيال التصرف غير المسؤول الذى اماط اللثام عنه وكيل الجمهورية فى انواكشوط الشمالية ، الامر الذى يستوجب تقديم المتورطين الى العدالة لينالوا الجزاء المناسب طبقا للمسطرة القانونية التى تحكم قضيتهم ، الا ان واجبنا جميعا هو الحرص كل الحرص على عدم تسييس هذه القضية والإبتعاد عن كل ما من شأنه خروجها عن السيطرة وانزلاقها الى امور لاتحمد عواقبها.
فالشعب الموريتانى بكافة اطيافه السياسية والإجتماعية والشرائحية يدين هذه الجريمة النكراء باعتبارها تمسه جميعا وموجهة ضده ولا تقتصر آلامها وآثارها السلبية على اسرة الفقيد الضحية ، ويطالب المعنيين فى هذا البلد بتقديم الفاعلين مهما كانت رتبهم ومكانتهم الإجتماعية والسياسية الى العدالة لينالوا جزاءهم على ما اقترفوه من جرم بحق انفسهم وبحق وطنهم وبحق مواطن بريء قتل بدم بارد.
لذا لا داعي للقلق…فما قامت به الجهات الرسمية حتى الآن غاية فى الأهمية والوضوح والشفافية… ومن واجبنا جميعا الوقوف خلفها لإعانتها على اظهار الحقيقة كاملة بعيدا عن الفوضى واثارة الشغب وتعكير صفو الأمن والسكينة ، لأن مجتمعنا ووطننا لايحتمل الفوضى، فلديه من المخاطر المحدقة به ما يجعل ابناءه الغيورين على وحدته ولحمته الإبتعاد عن كل ما من شأنه ان يوقعهم فى شرك المخططات الهدامة التى تحاك ضد بلادنا من جميع الإتجاهات والحدود.
ينبغى لنا جميعا أن نضع الأمور فى نصابها والا نحمل الأمر مالا يحتمل،
فهذه جريمة شنيعة ندينها جميعا ونقف صفا واحدا ضد مرتكبيها ونضغط من اجل تقديمهم لمحاكمة شفافة وعادلة….
ومع ذلك ينبغى ان لا تجرفنا العاطفة الى مايؤدى الى هدم كياننا ويزعزع امننا ويضر بوحدتنا ولحمتنا ومصيرنا، فتلك امور يفترض انها من الخطوط الحمراء التى يجب عدم الإقتراب منها ومن باب اولى هدمها او اختراقها او المساس بها.
فانحراف افراد من الأمن الوطنى وارتكابهم لجريمة منافية لوظيفتهم التى من أجلها حملوا شعار الأمن ولبسوا زيه الوطنى لايجعل الشرطة الوطنية التى تسهر على امننا واستقرار نا شرطة اجرامية ينسحب عليها فعل شاذ قام به افراد ينتسبون اليها.
فهذا التعميم فيه قدر من عدم الإنصاف ان لم يكن ظلما للشرفاء من هذا القطاع الذى اوكل اليه النظام العام حمايتنا من المخاطر المحدقة بنا من الداخل.
مع احترامنا للمثل العربى الخليجى القائل( إن سمكة واحدة خائسة اي نتنة تخيس السمك كله اي تجعل رائحته نتنة )
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى