سألت ذات مرة محمد ولد عبد العزيز -حين كنت وزيره ومستشاره- عن سبب تعيين سيدي ولد الشيخ عبد الله لولد الوقف امينا عاما لرئاسة الجمهورية .
فقال : “.. لقد كانت مجموعة اهل عبد الله تريده رئيسا للوزراء مقابل دعمهم لمرشحي…وتفاوضوا معي عبر عبد الله ولد المختار صهر الشريف ولد عبد الله…!
لم يكن منصب الوزير الأول ممكنا بسبب وعد انتخابي للزين ولد زيدان فاسترضيتهم بمنصب الامين العام للرئاسة. ..”
تمكن ولد الوقف من الاقتراب من الرئيس السابق وظن ولد الشيخ عبد الله انه ماهر في المراوغة وكلفه بالطبقة السياسية وشكل حكومة موسعة لكن بأسلوب استفزازي فاتت مسخا مشوها..
جل افرادها من قبيلة واحدة ..
وسقطت في اسبوعها الأول بموجب سحب الثقة.
اعاده ولد الغزواني للساحة…وكان يسوق في مقاربته مسافة مزعومة مع عزيز…ونسى الناس انه تودد له خلال ٨ سنوات من حكمه وانه استقبله… وكان من موالاته …!
نجحت مناورة العودة بدعم من اصدقاء قومجيين.. فانتبه له ولد الشيخ الغزواني وكلفه بالحوار …
فتلاشى الهدوء وعم التوتر …
وكيف لا يتزايد التوتر وهو يعتقد في سماجة وغفلة ان من الممكن فتح ملفات ١٩٩٠ ١٩٩١ التي سبقت تسويتها…!
اكتشف كل الناس ان حوار ولد الوقف سيحتجز موريتانيا في تلافيف الماضي… فتم اجهاضه في اليوم الأول.
على هامش عودته انزل على المالية احد جرسوناته… وعلى الصيد مدير ديوانه ..
ولا يستغربن احد من مناقلات الجمارك وتحويلات موظفي الضرايب فكلها تمت بنفس النفس القبلي المعروف. …
وكلها تمت بالتقسيط والسرية ..لإخفاء حقيقتها السوسيولوجية.
(…بمقدوري نشر اسماء الموظفين وقبيلتهم لولا الحرج..ولولا قليل من أخلاق الجمهورية….)
جرسونه في وزارة الصيد يقترب هو الاخر من تفجير البحر …!
اسألوا اتحادات الصيادين ..!
اليوم أتى باسطول من الصهاريج والجرافات العمومية وقام.. بترصيص درب مدعم لمنزله فتدافعت الامواج نحو جيرانه …حتى دخلت كاراج بيتي الذي يبعد منه ٢٠٠ متر.
لا غرابة اذن اذا تطير منه الناس…!
فطريقته في التعامل مع الناس تعوزها الحصافة والموضوعية.
لقد كان اول من فطن لمحدودية المهارة السياسية لولد الوقف هو السفير العتيد محمد غالي ولد البو الذي لما شاهده متبخترا يجلس في كرسي متقدم على الناس يوم تشكيل حزب عادل قال له : هل تعلم أن بريجينيف ايام كان الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي كان يخاطبه الناس بكلمة رفيق وكان يجلس بين مناضلي الحزب بتواضع. ..وانت تجلس وحدك فوق المنبر وكل الناس تحتك…؟
بهذه الطريقة لن يذهب هذا الحزب بعيدا…!
وبالفعل لم يذهب ذلك الحزب بعيدا..
سبحان الله انظروا طريقة جلوسه في اليوم الأول والاخير من الحوار الذي لم يذهب هو الاخر بعيدا..!
سياسة موريتانيا تتطلب اليوم كما الأمس… قراءة صحيحة للواقع وللخريطة المجتمعية…فموريتانيا اكبر من عوايل تجارة … ومن مجموعات وظيفية تريد مصالح صغيرة ..
ولا حول ولا قوة الا بالله…
من صفحة الأستاذ محمد أمين على فيسبوك