شهدت مدينة نواذيبو حادثة فريدة من نوعها بطلتها سيدة محترمة وربة منزل قاطنة في نواذيبو ومنحدرة من مدينة العيون عاصمة ولاية الحوض الغربي كانت بمعية طفليها الصغيرين في منزلهم الكائن في أقاصي حي ” شرم الشيخ”.
كانت السيدة في سريرها تنام بسلام رفقة صغيريها وقد أحكمت إغلاق المنزل وكافة المنافذ في ليلة كان الزوج خارج المنزل يداوم خلال عمله الليلي.
وفي حدود الساعة الخامسة فجرا أفاقت على دوي صوت قوي فنهضت من السرير بتؤدة لتعرف مصدر الصوت وحين خرجت من الغرفة إذا بوقع آلات حادة وهمس وكلام خلف الباب الرئيسي للمنزل .
لحظتها اقتربت السيدة أكثر من الباب وصاحت فيه وجه المجموعة : من أنتم؟! ؛ وماذا تريدون؟!
ليأتي الجواب سريعا من المعنيين : لاتتسرعي ؛ دقائق قليلة وتعرفين ما أردتي ،؛ بعد أن نحولك لشطائر من اللحم ،ونغادر وفي جعبتنا ما في المنزل من أشياء ثمينة ؛ وتابعت المجموعة محاولاتها الحثيثة لكسر الباب ، وهذه المرة بجهد أكبر.
فما كان من السيدة إلا أن ردت على المجموعة بأن من مصلحتهم العودة لأدراجهم دون تكلف مشقة الدخول ومآله الوخيم عليهم ناصحة إياهم وواعدة بمغبة وخطورة أقتحام هذا المنزل تحديدا.
لم تكترث المجموعة للتوصيات الأخيرة للسيدة بتجنب المخاطرة بمواصلة محاولة كسر الباب فماكان منها إلا أن تراجعت إلى الخلف وسارعت الخطى نحو بيت النوم وفتحت دولابها الخاص حيث تضع أسلحة مرخصة تعود للزوج وكان يدربها في خرجاتهم خلال راحة الخريف على طرق وفنيات أستعمالها.
أختارت مسدسا خفيفا وعبأته بالرصاص وجعلته في وضع التهيئ لإطلاق النار وسارت بثقة عالية وأختارت إحدى الشرفات المطلة على واجهة باب المنزل وشقت ثقبا من عازل بلاستيكي في نافذة مختارة بعناية من أجل تحكم تام في التصويب ورصد كامل المجموعة.
بدأت باسم الله وأطلقت الرصاصة الأولى بين أقدام اللصوص الذين فزعوا وتفرقوا لايلوون على شيئ ولسان حالهم يتناسب وأبيات النشيد الوطني الجديد التي تقول:
سقينا عدوك صابا ومرا : فما نال نزلا ولامستقرا
نقاومه حيث جاس ومرا: نرتل “إن مع العسر يسرا”.
بعدها فتحت باب المنزل وهي من هي مهارة وأحترافية في إمساك السلاح والشجاعة لتجد المكان فارغا إلا من بقية نعال خفيفة غادر أصحابها وخلفوها وراءهم بعد أن خاب مسعاهم لتعود إلى غرفة نومها منتشية بنصرها المبين على هذه العصابة الدنيئة والحقيرة انها بطلة حقا”.