أشرف معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة السيد المختار ولد داهي، مساء اليوم الأربعاء في نواكشوط على حفل إطلاق تقرير حالة حرية الصحافة في الوطن العربي، الذي تنظمه رابطة الصحفيين الموريتانيين، لاستضافتها اجتماع اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب.
وتهدف التظاهرة التي تستمر من 16 إلى غاية 21 مارس الجاري، إلى تسليط الضوء على واقع الحريات في العالم العربي، وتشخيص الاختلالات الجوهرية لحقل الصحافة العربية عموما.
وفي كلمة له بالمناسبة، عبر معالي وزير الثقافة عن سعادته بالحضور لهذه المناسبة الهامة، ذات الصلة بقيمة الحرية، مبرزا أنها تحتل مكانة هامة من خلال سقف ممارستها العالية بالبلد، وتصدره الدائم لقوائم الحريات بالمنطقة.
وأضاف أن الحرية هي أساس الوجود ومنطلقه، مشيرا إلى ارتباط الحريات الإعلامية بالديمقراطية، إذ من خلال الإعلام الحر فرضت المساواة والديمقراطية، ومن خلاله حورب الفساد وفرضت الشفافية، فالإعلام الحر هو الطريق الأسلك إلى التنمية والاستقرار.
وأوضح أن موريتانيا منذ بداية المسار الديمقراطي، حرصت على توفير الحرية الإعلامية، رغم ما شاب ذلك من نقص واختلال أحيانا، إلا أن تراكم التجربة والرغبة في تصحيح الأخطاء كانا كفيلين بانتصار الحرية الإعلامية في النهاية، مبرزا أن بلادنا تحتل اليوم مكانة متقدمة بقائمة بلدان المنطقة في مؤشر حرية الإعلام، كما يعزز الواقع ذلك إذ لا مضايقة لحرية رأي، إضافة لسقف الحرية العالي الذي تكتب من خلاله الصفحات بكل حرية وفق القانون.
وأكد معالي الوزير أن الطموح إلى الحرية يظل أكبر بكثير مما تحقق، موضحا أن القناعة بالحرية هي المحفز على ذلك الطموح، وذلك ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مع إعلان ترشحه، إذ أكد أن رأسمال الديمقراطية الأول هو الحرية والمساواة.
وبين أن اجتماع اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب بنواكشوط اليوم، يعتبر مناسبة للتأكيد على الإرادة القوية والصادقة لفخامة رئيس الجمهورية في ترسيخ وتجذير قيم الحرية والمساواة، مذكرا بسلسلة الإنجازات التي بدأت في هذا السياق كلجنة إصلاح الصحافة، التي تم اختيارها من الحقل نفسه، ومن أشخاص يشهد لهم بالخبرة والمهنية، لتقديم المقترحات والحلول، مشيرا إلى خروجهم بتقرير التزمت الحكومة بتنفيذ الممكن من مضامينه.
وقال إن الوزارة المكلفة بالإعلام أعدت وفق منهجية تشاور موسع، نصوصا قانونية من بينها مشروع ” الصحفي المهني” سعيا لوضح حد لسيل الميوعة الذي عانى منه الحقل الصحفي، كما أعدت مشروع قانون يوسع صلاحيات السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية لتضطلع بجميع المهام المتعلقة بضبط المؤسسات الصحفية والأفراد، إضافة إلى اتخاذ إجراءات للشروع في تحرير وتحيين نصوص متعلقة بدفاتر الالتزامات وعقود البرامج، والقانون المنظم للإشهار والمرسوم المنشئ للصحافة الجمعوية.
وأشار إلى زيادة تمويل صندوق دعم الصحافة بنسبة 50 % عام 2021، بما يسمح بزيادة المستفيدين، وزيادة قيمة الاستفادة، كما تم تمويل مشروع لاقتناء دار للصحافة وكذا إنشاء مرفق إعلامي خاص بالصحافة الحرة.
وبين أنه من الواجب وضع حد فاصل بين الحرية والفوضى، معتبرا أن المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها، بل العاملين بالقطاع والمقتنعين بقدسية الحريات.
ومن جهته عبر رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين السيد موسى ولد بهلي، عن سعادته باحتضان موريتانيا لأعمال اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب، لإطلاق تقرير الحريات لسنتي 2020 – 2021 ، لتقرير الحريات العربية في الاتحاد العام للصحفيين العرب .
وأضاف أن هذه التظاهرة هي الأولى من نوعها في نواكشوط، وسيكون لها ما بعدها، متمنيا لكل المشاركين من مختلف البلدان العربية الشقيقة النجاح في المهمة الصعبة.
وبدوره بين رئيس اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب، السيد عبد الوهاب ازغيلات، أن حرية الصحفيين في بعض الدول العربية لا زالت تعيش وضعا سيئا، من خلال تكميم الأفواه، مبرزا أن تقارير المنظمات والهيئات الدولية يستخلص منه استمرار الانتهاكات التي تمارس ضد الصحافة، مع الضغوط الجمة التي يعيشونها.
وطالب من وزراء الاعلام العربي، مناقشة القوانين الناظمة للصحافة وخلق جو ترابطي بين الاعلام العربي العربي، حتى لا يكون حجر عثرة بين اتصال الشعوب العربية فيما بينهم.
حضر الحفل مستشار الوزير الأول المكلف بالاتصال ورئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، وشخصيات من الصحافة الوطنية والدولية