يشارك العراق بتاريخه المعروف والعريق في إكسبو 2020 من خلال معرض البريد العراقي والطوابع البريدية الأولى للعراق، ويشهد إقبالاً كبيراً ولافتاً من الزوار الذين يبدون إعجابهم بالطوابع المعروضة، حيث تحمل في طياتها تفاصيل ومعلومات غنية، ويتجلى فيها بعض محطات مهمة في تاريخ العراق عبر مراحل زمنية وسياسية مختلفة.
ومن بين الطوابع تلك السلسلة التي ظهرت في العام 1923؛ حيث التشكيلة ذات الـ 12 طابعاً والتي تضم ثمانية تصاميم مختلفة، تصور مناظر وصور من التاريخ القديم والحديث والمعاصر. ومن أبرز وأهم الطوابع ذلك الذي كانت تظهر عليه صورة ملك العراق فيصل الأول، وقد كانت قيمته السعرية روبية واحدة، وتم إصداره عام 1921 تبعه بعد ذلك إصدار سلسلة ذات 13 قيمة سعرية مختلفة، وذلك في العام 1931، وهو يعتبر من أغلى الطوابع العراقية، كما يعتبر طابع الملك غازي الأول الذي صدر في العام 1934 أحد الطوابع المهمة، ويعتبر أيضاً من أغلى الطوابع العراقية، وكان الملك غازي الأول أصدر 18 طابعاً.
وهناك أيضاً في الجناح طابع بريدي يعود لفترة مؤسس الجمهورية العراقية الرئيس عبد الكريم قاسم، الذي صدر سنة 1960 وكان عدد الطوابع التي إصدارها الرئيس عبد الكريم قاسم 26 طابعاً، وهو أيضا من أغلى الطوابع العراقية.
ويعود أصل بداية ظهور ووجود البريد في العراق إلى العهد العثماني، وفي العام 1868 افتتحت بريطانيا مكتبين بريديين في العراق، وبدأ الاهتمام بالبريد الحديث بعد صدور نظام البريد العثماني في العام 1869، وأخذ يتطور من حيث النقل والإدارة والمعاملة، وباشرت السلطات في العراق بتأسيس مكاتب بريدية، وأنشأت العديد من دوائر البريد والخطوط البريدية الحديثة وسن قانون البريد العراقي في العام 1930.
وقال السيد علاء الطائي، نائب مدير عام الشركة العامة للبريد العراقي، رئيس الوفد العراقي إلى إكسبو دبي، نحن سعداء بالتواجد في إكسبو دبي ٢٠٢٠، هذا الحدث الدولي المهم، ونشهد يومياً إقبال العديد من الزوار الذين يعربون عن اهتمامهم الكبير في التشكيلات المعروضة، حيث لكل منها قصص وتاريخ حافل وعريق يدل على عمق ومخزون التراث العراقي، ليشكل فرصة مهمة لسرد كنوزه أمام كافة زوار إكسبو دبي من مختلف بلدان العالم”. مشيراً إلى أن هذه الطوابع هي من تصميم المصمم المبدع سعد غازي لفتة، المعروف عالمياً.
وأضاف السيد الطائي: “إن التطورات الحاصلة في مجال تقنية المعلومات قد أثرت سلباً على الجيل الجديد ومدى اهتماماتهم بمعارض الطوابع، لكننا نعمل جاهدين كي لا ينسى هذا الجيل مكانة وأهمية الطوابع والحقبات التاريخية التي مرت عليها، ونشجع الجيل القديم بأن يغرسوا في أطفالهم حب وشغف جمع الطوابع كوسيلة لمعرفة تاريخ الشعوب والدول”.
ولفت إلى أن المشاركة جاءت على ضوء توجيهات السيد إدريس خالد عبد الرحمن، مدير عام الشركة العامة للبريد العراقي، وكان هناك تنسيق مع كل من مجموعة بريد الإمارات، وجمعية الإمارات لجمع الطوابع البريدية، وعملنا على توفير تشكيلة من الطوابع البريدية بمختلف الإصدارات، وكذلك توفير الإصدارات القديمة التي تخلد تاريخ العراق، حيث تعتبر إرثاً حضارياً وثقافياً، وسجلاً لتاريخ الأحداث والمناسبات الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية والرياضية، وغيرها من المناسبات المختلفة، وتشكل هذه المشاركة فرصة للاطلاع على الإصدارات المختلفة للطوابع من خلال المشاركات الدولية في هذا المعرض الذي يضم ١٧٤ عارضاً من ٢٧ دولة من مختلف أنحاء العالم، وهي مشاركة عالمية واسعة من الهيئات البريدية.
ولفت إلى أن مثل هذا الحدث يوفر منصة لتعزيز صور التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب وتوطيد الشراكات الاستراتيجية التي من شأنها إثراء الطوابع البريدية في المنطقة، وتقديم تجربة فريدة من جمع الطوابع البريدية من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري، ولأننا جزء أساسي في هذا المشهد نتطلع من خلاله إلى تعزيز التعاون بين بريد العراق والمؤسسات البريدية المشاركة ومختلف الجهات الراعية خدمة للمصلحة العامة.