مرة أخرى تعج صفحات فيس بوك، والمواقع الألكترونية بأخبار غير سارة، إنه ابن آخر بلغ به العقوق، والفسوق، والفجور أن تحدث عن الإسلام بما لا يليق، بل مس معتقدات المؤمنين بالله ربا في جميع أنحاء المعمورة، ليست المفاجأة هنا، فهذا الشاب ليس بدعا من الملحدين، فما أراه يقول إلا رجيعا،
ومعادا من كلام الملحدين مكرورا، وهل غادر الملحدون، المجرمون من متردم ؟!!
إن هبة المسلمين – وشبابهم خصوصا – للدفاع عن دينهم، ونبيهم هي مسألة مفهومة، بل ومطلوبة، فمقولة ” القافلة تسير، والكلاب تنبح” لا تجدي مع كلاب الإلحاد، بل يجب إلقامهم جمرا، وفضح مكائدهم، وتبيين إفلاس أفكارهم، لكن تناول ما كتبه الشاب الموريتاني لا ينبغي أن يكون بطريقة تمنحه مكانة بين كبار المجرمين الملحدين.
لقد تفاجأت،- حد الصدمة – عندما لاحظت أن هذا الشاب يحمل أجمل، وأفضل الأسماء على الإطلاق ” محمد” ومن أسرة طيبة، ما بين محمد، وعلي، وعبد العزيز، لكن “وكم من مسمى ليس مثل سميه.. وإن كان يدعى باسمه فيجيب”.. إن ما كتبه هذا الشاب يعكس تنامي ظاهرة “المتاجرة بالإلحاد” وهي ظاهرة غريبة على جميع الشعوب، وخاصة على مجتمعنا المسلم، ويجب الوقوف بحزم في وجهها، فمن يسترخصون دينهم لدرجة بيعه مقابل تأشرة دخول، أو الإقامة في بلد غربي لا يستحقون الحياة.
لقد أكدت ظاهرة المتاجرة بالإلحاد مدى تعلق الموريتانيين بدينهم، واستعدادهم للتضحية من أجله، فأسر الملحدين هي أول من يتبرأ منهم، فور مجاهرتهم بآرائهم الإلحادية، وتلك رسالة بالغة الدلالة لهؤلاء، ولمن قد يسلك طريقهم المهلك، فمن ولد امخيطير، إلى هذا الشاب، الذي اختار له أهله أفضل الأسماء، لكنه احتار أسوء الأفعال، والأقوال.
إن من يجاهرون بآرائهم الإلحادية يقعون في تناقض فاضح، فهم ينكرون على المتدينين من المسلمين ممارسة عبادتهم، وشعائرهم الدينية بكل حرية، وعلنية، وفي نفس الوقت يجاهرون هم بآرائهم المسمومة، ما يعني أن هدفهم يتجاوز مجرد التعبير عن الرأي، لمحاولة التأثير في توجهات الآخرين، لجرهم لمستنقع الفجور.
إنني أدعو الجميع أن لا يصنعوا من هذا الشاب بطلا في نظر الملحدين، .. نعم إن هذا الفجور هو من ذاك الإلحاد، لا جديد، لو لا أن الملحد هذه المرة سليل أسرة طيبة، ومن بيئة طيبة، لكن كرم المنبت، وطيب المحتد لم يشفع لمن أراد الله به شرا، لذلك فإن محاولات إنقاذ هذا النوع من البشر قد تكون مضيعة للوقت، والجهد، والأولى إنقاذ المجتمع من سمومهم، ومن هنا فإن على الدولة الموريتانية أن تقرر القيام بمجموعة من الخطوات للتعامل مع موجة الإلحاد هذه، ومن أهمها:
أولا: إسقاط الجنسية الموريتانية مباشرة عن من تصدر منه آراء تناقض صريح الإسلام، وتنكر ما علم من الدين بالضرورة
ثانيا: مطالبة الدول الأخرى بعدم توفير مأوى للملحدين، المرتدين عن دينهم، وهذا مطلب واقعي، لأن الأشخاص المشمولين في لائحة الإرهاب تجمد أموالهم، ويمنعون من الإقامة في الدول، ومن يرتد عن دينه أولى بأن تطبق في حقه هذه الإجراءات
ثالثا: مراقبة المدارس، والجامعات لاكتشاف بذور الإلحاد، والتعامل معها مبكرا، ووأدها في المهد، بالفكر، والحوار، والإقناع، قبل أن تخرج للعلن، لأن معظم الملحدين يكون دافعهم في الغالب جهل بالدين، أو خلل في الفكر، أو عوز وفقر، وكلها أسباب تمكن معالجتها.
.بهذه الخطوات يمكن محاصرة موجة الإلحاد هذه، وتقديم مقاربة شاملة تستجيب لكل أبعاد الظاهرة الخطيرة