إثر الموجة الجديدة من كوفيد ١٩ أعيد نشر تدوينة لي سابقة يحتاج لها في التعامل مع كلمات الله القدريّة، وكلماته الشرعيّة:
لطفا ، اقرأها بتمعّن :
لِنَعْلَمْ جميعا أنّ كلمات الله إمّا قدريّة، و إمّا شرعية .
فالأولى تقتضي منّا الإيمان، والأخرى تقتضي العمل.
موجبه اللبس الواقع عند بعض الناس عندما ينصح باتخاذ الاحتياطات الاحترازيّة من الوباء يقول : ( المقدّر كائن ) وهي كلمة قدريّة يجب الإيمان بها،ونسي المسكين أنّ ( خذوا حذركم ) كلمة شرعيّة يجب العمل بها.
وكلتا الكلمتين من الله : ( وتمّت كلمت ربّك صدقا وعدلا )
ولا تعارض – والحمد لله – بين الكلمتين؛ لأنّ من شرطه التوارد على محلّ واحد، وقد علمت أنّ مورد إحداهما الإيمان، ومورد الأخرى العمل.
وعلى فرض صحّة ما يقول – وهو فرض متعذّر القبول – فإنّ علينا أن نقعد عن التكسّب وغيره من الأسباب بحجّة : ( أنّ المقدّر كائن ) هذه الحجّة التي استند إليها من ليس قولهم بحجّة : ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )
والخلاصة أنّ اتخاذ الأسباب شرع ، وأنّ جريان المسبّبات أو تخلّفها قدر، والعمل بالشرع واجب، والإيمان بالقدر فريضة عَقَدِيّة.
اللهمّ أرنا الحق حقا، وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه .