فجع المسلمون اليوم برحيل أحد أفذاذ علماء هذا العصر إنه
العلامة الزاهد العابد محمد
الإغاثة بن محمد سالم بن الشيخ
من مواليد سنة 1940 م بقرية نواملين شمالي كيفة عاصمة ولاية العصابة بموريتانيا نشأ وترعرع في بيت علم وصلاح وما لبث أن بدأ تعلمه على يد والده وشقيقه الأكبر الشريف بن الشيخ ثم تنقل بين المحاضر والمشائخ فى شرق موريتانيا وغربها حتى استكمل جميع ما يدرس فى تلك الربوع من المتون والشروح ثم نذر نفسه لبث العلم وتعليمه للكبار والصغار ابتغاء وجه الله ولم يرض أن يأخذ أجرة على التعليم طوال حياته وكان لا يسأل الطالب عن اسمه ولا فنه اللذي ينوي دراسته وإنما يقول له ( قدم) عرف بالورع والابتعاد عن الظهور حتى فى التصوير الفوتوغرافي وكان يرفض تسجيل دروسه خوفا من الرياء ، قام على محظرة أسرته ثم انتقل إلى العاصمة نواكشوط وأسس بها محظرة من أشهر المحاضر محضرة المقاطعة الخامسة وكان شديد المحبة لجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسر الله له ذلك عام 1406 ه
فسكن المدينة وتفرغ للتعليم والتأليف وخدمة كتاب الله عز وجل فكان عضو اللجنة العلمية لمراجعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة أكثر من ثلاثين سنة وقد ألف فى القراءات والتفسير وعلوم القرآن والفقه واللغة والنحو والصرف والعروض والمنطق والتاريخ وله ديوان شعر ، طبع بعض كتبه ولاقت قبولا ورواجا منقطعي النظير وذلك لما حباه الله به من إخلاص ودقة ، وقد كان رحمه الله من أفذاذ العلماء الزهاد اللذين أدارو ظهورهم للدنيا وأقبلو على الآخرة فكان جل وقته ما بين تدريس أو تأليف أو تبتل في الروضة الشريفة وقد حقق الله له امنيته بأن يحيى بجانب الحبيب صلى الله عليه وسلم وأن يموت فى مدينته ويدفن فى بقيع الغرقد فصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها صبيحة يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الثاني 1442 ه
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يبارك فى ابنه فضيلة الدكتور محمد عبد الله الإغاثة وابنتيه الفاضلتين أم الفضلي وأم الخيري وفى أحفاده وطلابه وقرابته ومحبيه وأن يجيرنا جميعا فى مصيبتنا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كتبه على عجل وتحت وقع التأثر : زيدان ول يب / المدينة المنورة. قبل دفن الشيخ بدقائق.