بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد فقد استأثر الله عز وجل بالبقاء وكتب الفناء على مخلوقاته، فقال جل من قائل: (كل شيء هالك إلا وجهه)
إذا مر قرن كفى نسله :: وأورثه بعده آخرينا
نشب وتهلك آباؤنا :: وبيننا نربي بنينا فنينا.
هو الموت عضب لا تخون مضاربه :: وحوض زعاق كل من عاش شاربه
وما الناس إلا واردوه فسابق :: إليه ومسبوق تخب نجائبه
ولسنا نسب الدهر فيما يصيبنا :: فلا الدهر جاليه ولا هو جالبه .
فالدنيا كما تعلمون دار عبور، والسعيد فيها من عمل لآخرته وترك ذكرا حسنا بعد موته.
وقد علمت -مساء الأمس- ببالغ الحزن وعميق الأسى؛ بوفاة من جمع خصال البر ، رجل الدنيا والآخرة، والدنا الفاضل “خطري أحمد إبراهيم” وبوفاته نفتقد، ويفقد محيطنا وموريتانيا جميعا، رجل لا كالرجال، رجل جمع خيري الدنيا والآخرة، فقد كان -رحمه الله- أبا للجميع، ويحب الخير للجميع ، منفقا ماله على الضعفاء والمحتاجين، سخي الكف، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
لذا فإنني أعزي نفسي ، وأعزيكم، وأعزي الإخوة والأبناء، وباقي الأسرة الكريمة أهل أحمد إبراهيم، وأعزي أهلنا جميعا في كامور، وكرو ، وباميرة، وولاية لعصابة عامة ، وموريتانيا جميعا ، فلكم مني أخلص التعازي وأصدق المواساة.
فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنا لله وإنا إليه راجعون، رضى بقضاء الله وقدره، ورجاء لما وعد من أجره .
قال جل من قائل: (وبشر الصبرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) .
فالمصاب حقيقة من حرم الثواب.
وعوضت أجرا من فقيد فلا يكن :: فقيدك لا يأتي وأجرك يذهب.
فإنا لله وإنا إليه راجعون، أخذا بوصاياه، وانتهاء إلى أمره، ورضى بمواقع أقداره، واعترافا بالمرجع إليه، ورجاء لما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه .
ولنا في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن العزاء، جمعنا الله تحت لوائه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
فقد استأثرت رحمة الله بالسيد الفاضل والدنا “خطري أحمد ابراهيم” فقد كان -أحسن الله إليه- حسن الخلق، شريف النفس، رضي الطباع، نقي القلب، كريم الشيم؛ تقبله الله في الصالحين، وأفسح له في قبره مد البصر، وآنس وحشته بعمله الصالح، ورفعه إلى مقام الشهداء والصالحين ، وبارك في خلفه.
أسأل الله أن يرفع درجته في المهديين وأن يخلفه في عقبه خيرا .
ألهمكم الله الصبر، وأجزل لكم الأجر، ولا أراكم مكروها فيما تحبون.
وكان السلف الصالح يقول: بأن التهنئة على آجل الثواب، أولى من التعزية على عاجل المصيبة.
أحبتنا الكرام إن لسان حالي لينطق:
اصبر نكن بك صابربن فإنما :: صبر الرعية عند صبر الراس
خير من العباس أجرك بعده:: والله خير منك للعباس.
إنا معزوكم لا أنا على ثقة :: من البقاء ولاكن سنة الدين
فلا المعزى بباق بعد ميته:: ولا المعزي وإن عاشا إلى حين.
ولتعذروني فلم أتح فرصة الحضور لحضرتكم العامرة ، نظرا لظروف قاهرة، لاكن قلبي معكم.
أحبتنا إخواننا أهل ودنا :: نشاطركم هذا المصاب وأزيدا.
تقبلو خالص التعازي وأصدق المواساة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: يعقوب ، الشيخ محمد عبد الودود ، الشيخ محمدو ، البنيه.