يقول احد المعلقين فى الفيسبوك انه لوكان مكان الرئيس لأصدر اوامره للجيش لينضم الى الصحراويين لضرب الجيش المغربى.
وها نحن نقول له:
الحمد لله على انك لم تكن مكانه.
فالحرب ليست لعبة ولا هى نزهة كما تتصورها ومساندة طرف ضد طرف آخر يعنى اعلان حرب على بلادنا. والرئيس ولله الحمد جنرال محنك مجرِّب قد عركته التجارب وسبر اغوار الحروب والنزاعات ويعرف جيدا ما يحيط ببلاده وله خبرة واسعة فى قيادة المخابرات وقيادة الأركان وبعد نظر عميق .
ويعى جيدا فاتورة دعم هذا الطرف اوذاك وقرارته لايتخذها بانفعال ، بل رأيناه كيف تعامل بهدوء وترو وكياسة وحكمة مع امور لاتقارن من حيث الخطورة مع قرار شن الحرب على المغرب دعما للصحراويين او على الصحراويين دعما للمغرب.
فخيار الحياد الذى اتخته البلاد منذ أواخر السبعينات واخلت بموجبه مساحات واسعة سبق وان سيطر عليها جيشنا الباسل هو خيار استيراتيجى لا رجوع عنه يصب فى مصلحة بلادنا التى ينبغى ان تكون هى المعيار الاوحد لكل قرار يتعلق بالحرب وتبعاتها.
وهنا استحضر وينبغى للجميع ان يستحضر معي مقولة المغفور له العقيد فياه ولد المعيوف : ( الصحراويون ابناء عمومتى وهذا وطنى ) ، ومعنى ذلك ان التفكير يجب ان ينصب لصالح هذا الوطن ولا يزج بأبنائه الاذودا عن حياضه ، وعند ئذ سيكون الجميع يقف خلف قيادته وجيشه الا من طبعه الشذوذ من المنافقين.
إننا سبق وان زجينا بجيشنا الباسل فى الحرب إبان السبعينات واستولى على العديد من الأراض وكان الثمن الذى دفعناه كبيرا ومؤلما ولا نريد تكراره الا إذاكان ذلك مفروضا علينا خارج إرادتنا وحينئذ لامفر من الدفاع عن ارضنا وعرضنا وشرفنا ايا كان المعتدى وايا كانت الجهة التى وقع منها الاعتداء.
فبعد ان خسرنا كل شيء فى حرب الصحراء وخرجنا منها بخفي حنين كما يقال، فلارغبة لنا ولامصلحة الآن فى دخول غمارها من جديد الا إذا فرضت علينا.
فاطلاق الكلمات على عواهنها دون التفكير فى عواقبها امر فى غاية الخطورة.
فالحرب ليست تسلية لإضاعة الوقت ، وإنما هى دماء ودمار وخراب وقتل وتشريد وافلاس وخضوع تام لمن يساعدك فى اشعالها بسلاحه ومواقفه ، حيث يصبح اقتصادك مرتهنا لغيرك وتتحول إرادتك ومواقفك الى مادة خاضعة للإبتزاز والمساومة.
دعوا عنكم قرع طبول الحرب …وحثوا قيادتكم على لعب دور الوسيط النزيه علها تنجح فى كبح جموح الاطراف نحو الحرب والإسغاء الى لغة السياسة المهدئة بعيدا عن قعقعة المدافع والتلويه بصب حممها.
وتضرعوا الى الله سبحانه وتعلى ان لا تتطورالامور الى الأسوأ بين اشقائكم الصحراويين والمغاربة كي لاتتطاير شرارتها وتمتد اليكم السنة لهبها، أما أنكم تدعمون هذا الطرف لأن عواطفكم تقول ذلك ، فتلك لعمرى سقطة سياسية لاتقل خطورتها عن تلك التى وقع فيها نظامنا فى سبعينيات القرن الماضى.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.