هذه الانقطاعات الأبدية للتيار الكهربائي في جميع انحاء انواكشوط, مع التأكيد على فائض الانتاج من الطاقة المتنوعة, تشكل فضيحة ودليلا على تجذر الفساد والفشل في شركة الكهرباء.
لقد فقدنا الأمل تماما في هذه المؤسسة العتيدة, والاخطر من ذلك فقدان الأمل في إرادة السلطة إصلاح هذا القطاع الحيوي.
فإذا كانت المشكلة من الطواقم الفنية فلماذا لا يسرح هؤلاء المهندسون والفنيون الفاشلون ويؤتى بآخرين أكفاء ولو من آخر الدنيا؟
وإذا كانت المشكلة من التجهيزات والشبكة, فلماذا لا تستبدل ويقبض على المتلاعبين بصفقاتها الذين يشترون الرديء من الأجهزة بأغلى الأثمان ويقبضون الفرق؟
إن استمرار مأساة الكهرباء وفساد وفشل مؤسستها على مدى العقود, رغم ما أمدت به من مصادر الطاقة التقليدية والشمسية والهوائية والنهرية… لجدير بأن يؤرق الرئيس ويسقط الحكومة التي لا تبالي بعذاب الناس وظلمهم بما يدفعون من اموال مقابل خدمة تخذلهم كل حين ولا يستطيع أحد اليوم أن يثق بها… لو كنا في دولة تقدر المسؤولية.
هذه الانقطاعات المزمنة منذ عشرات السنين, كما كانت زمن المحطة اليتيمة, ترافقها معاملات سيئة للمستهلكين, ابتداء من سوء التوصيلات وقطع الخدمة ظلما, ومضاعفة الاسعار, وانتهاء بعدم الاشعار بالفواتير فضلا عن توصيلها في وقت مناسب, ومرورا بالرشاوى والتمالؤ مع سراق الكهرباء… وانعدام الانارة العمومية التي يدفعها كل مستهلك!!
إن معضلة الكهرباء باتت لعنة ترعب الناس وتكبدهم من الخسائر المادية والمعنوية ما لا يطاق…
ومع ذلك فالسلطات على تعاقبها مسلمة بهذا الواقع تسليما, لأن منازلهم مزودة بمولدات خاصة تنطلق لحظة الانقطاع اللعين دون ان يشعروا بأي إزعاج!
معذرة فأنا أكتب في الظلام… وللظلام!
من صفحة الكاتب محمد محفوظ أحمد على فيسبوك