ان دراسة تاريخ الرؤساء السابقين توضح مآلاتهم ,منهم من ترك السياسة فكسب التقدير والتبجيل مثل الرئيسين السنغاليين ألسابقين , ليوبولد سنغور الذي عاش برخاء بين فرنسا وبلده سنغال الي ان مات سنة 2001 حيث دفن في دكار وعبدو ضيوف الذي خسر الانتخابات الرئاسية سنة 2000 لصالح غريمه عبد الله واد , فترك عبد ضيوف السياسة حتى لا يشوش علي خلفه الذي قدر موقفه فساعده علي نيل رئاسة المنظمة لفرانكفونية 2002-2010 ،وكذلك الرئيس المالي السابق الفا عمر كناري1992-2002 الذي ترأس مجلس المفوضية الاتحاد الافريقي 2003-2008 وحتى في العالم الغربي فان الزعماء السابقين ينأون بأنفسهم عن السياسة المحلية لبلدانهم ,فيؤسسون معاهد للدراسات والبحوث من اجل حل النزعات في العالم, او مساعدة المرضي مثل رئيس الوزراء السابق البريطاني توني ابلار والرئيسين الامريكين اكلنتون و جيم كارتر فهؤلاء كلهم ينال التقدير والاحترام ويخدم وطنه من اماكن اخري.
عكس الصنف الاول من الرؤساء السابقين ,فان من غادر السلطة منهم حاول التأثير فيها ,خاصة ان كان قريب العهد بها, فان عواقب وخيمة قد تناله ,فالرئيس السنغالي الاسبق عبد الله واد لم يأخذ بالتجربة الحميدة لسلفيه المذكورين انفا ,فعندما هزم من طرف الرئيس الحالي ماكي صال سنة 2012 وبدل ان يترك السياسة المحلية لزملائه في حزبه وينصرف الي امور قد يفيد منها وطنه, فانه فعل عكس ذلك فسجن ابنه الوزير كريم واد في تهم فساد, و الذي كان يلقب بوزير البر والجو وتراجعت حصة حزبه في البرلمان السنغالي الي عدة نواب.
والرئيس السابق لغينيا بساو الفيرا, عندما تراس البلاد من 1980 الي 1994 وعاد من جديد وانتخب سنة 2005 إلا انه قتل في بداية سنة 2009 عندما اتهمه خصومه بأنه قتل وزير الدفاع تاكما نواي, والرئيس الفرنسي الاسبق ساركوزي عندما هزم سنة 2012 علي يد الرئيس الفرنسي السابق افرنسوا هولاند عاد من جديد ليترشح في سنة 2017 وتم اقصاؤه في الشوط الاول وكأنه لم يسمع بالمثل الفرنسي :
“les battus ne reviennent jamais”
أي مامعناه ان الرئيس اذا هزم لن يرجع ابدا , ففقد ساركوزي بذلك بعض التقدير فانكشف حجمه الحقيقي وكان في غني عن ذلك ونحن عندنا المثل يقول ” القلظ انهرب بيه ” من هنا فان علي الرؤساء السابقين ان يعرفوا قدرهم وياخذو حذرهم ويتعظو بمن قبلهم.
محمد محمود ولد عمار باحث اقتصادي
احد اطر مقاطعة باركيول