مقالات

الحَرْبُ ضدَّ الأَدْوِيَّةِ المُزَوَّرَةِ..مُبَرِّرَاتٌ و توْصِيَّاتٌ / المختار ولد داهى

دشن وزير الصحة الدكتور نذيرو ولد حامد حربا ضد الأدوية المزورة استيرادا و توزيعا و استعمالا لاقت حتى الآن صدى إيجابيا و رأيا عاما واقعيا صاغيا و رأيا عاما افتراضيا “مُحَارِبًا” كما لا يستبعد أن توجه لها الجهات المتضررة (أو ليس جهات ضارة؟) ضرباتٍ مُسْتَتِرَةٍ تحت الحزام و ضربات ظاهرة “فوق الحزام”.

و رأيى أن من الواجب على كل الحادبين على بيضة هذا الوطن مناصرةُ هذه الحرب ضد الأدوية المزورة عبر تبيان مبرراتها و التى منها استطرادا لا استقصاء:-

أولا-الوفاءُ بالتزام انتخابي لرئيس الجمهورية: يجدر التنبيه إلى أن البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى يضم تعهدات بإصلاح قطاع الصحة أكد منها اتخاذ إجراءات عاجلة (و أضع خطين تحت كلمة عاجلة)من أجل محاربة الأدوية المزورة و المغشوشة.

و لأن الشعب الموريتاني انتخب محمد ولد الشيخ الغزوانى رئيسا على أساس برنامج انتخابي فليس من المستغرب أن يباشر الرئيس و حكومته من أول الأيام الوفاء بالالتزامات العاجلة.

ثانيا-تواتر الثقاة على “وجود لافت” لأدوية مزورة بالسوق المحلي للأدوية: يجمع الثقاة من الأطباء و الصيادية و المرضى و مرافقى المرضى على وجود لافت(استخدمت مصطلح لافت فِرَارا من التهويل من جهة و التهوين من جهة أخرى) لأدوية مزورة تباع فى رفوف الصيدليات و المستودعات أدى استعمالها إلى وفاة بعض المواطنين و تأخر برء و شفاء آخرين و طُرُوِّ أمراض على فئة ثالثة من المتعالجين،..

و هذا التواتر و الإجماع على اختلاط حابل الأدوية السالمة مع نَابِلِ الأدوية المغشوشة المؤدى إلى أضرار بشرية هو ما يبرر الاستعجال فى إزالة هذا الضرر بكل صرامة و ثبات و استدامة،…

ثالثا-إجماع أهل القطاع على أن الإصلاح يبدأ بتطهير البلد من الأدوية المغشوشة: يعزز استعجالية الحرب على الأدوية المزورة إجماعُ الفاعلين بقطاع الصحة على أن الإصلاح الضروري للقطاع يبدأ بتطهير رفوف الصيدليات من الأدوية المزورة و المغشوشة؛ و لا أدل على هذا الإجماع من انخراط نقابات الأطباء و الصيادية و الممرضين فى حملة واقعية و “افتراضية”مناصرة للجهاد ضد الدواء المغشوش.

و لما كانت مبررات الحرب على الأدوية المزورة راسخة راسية لا تتزعزع جعلت أفئدة الكثير من الموريتانيين تهوى إلى دعم هذا الجهد الحكومي فإن التوصيات التالية قد يعزز الاستئناس بها فرص تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحرب ضد الأدوية المغشوشة:

1-الثبات على الخط المحارب للأدوية المغشوشة: يجدر بالقائمين على الجهد الحكومي و الإداري المحارب للأدوية المزورة الثبات و الصبر و التحمل إلى غاية تطهير البلد من الدواء المغشوش.

و محل التوصية هنا هو تَعَوُّدًُ الموريتانيين على حملات و حروب رسمية موسمية قصيرة النفَس يُتقِن المخالفون التكيف معها و أملى كبير و ثقتى أكبر أن لا تكون هذه الحملة موسمية و أن تكون حربا حتى النصر.

2-التدرج فى الإصلاحات و ترتيب الأولويات:أعلنت وزارة الصحة عن رزمة من القرارات لتنظيم قطاع الصيدلة منها ما يعرف “بقرار مسافة المئتي متر”الذى قد لا يؤدى تأجيل و تعليق تنفيذه إلى أضرار مؤكدة خصوصا و أن بعض المستثمرين فى قطاع الصيدلة يطالبون بذلك و مستعدون “للنضال”من أجل تنفيذ باقى الإجراءات الرامية إلى ضبط و تنظيم استيراد و توزيع الأدوية.

3-معالجة الآثار الجانبية: الثابت أن الإصلاح كالجراحة و الدواء فهو مؤلم فى أول الأمر و له تأثيرات جانبية و تأسيسا على هذا فإن وزارة الصحة مطالبة باتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من الآثار الجانبية المتوقعة للحرب ضد الأدوية المزورة كنقص التموين بالأدوية،ارتفاع أسعار الأدوية،المنافسة غير الطاهرة بين الموردين و شبهات تصفية الحسابات،..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى