نظم القطب السياسي للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة زوال اليوم الخميس بفندق الخاطر ندوة فكرية تحت عنوان “اسنيم على كف عفريت”، قدم فيها ورقة حول واقع الشركة والمشكلات التي تعترض طريقها.
واستغرب “المنتدى” من كون رقم أعمال شركة “اسنيم” يصل 400 مليار أوقية، ورواتب عمالها في حدود 30 مليار أوقية، في حين أنها عاجزة عن تلبية مطالب العمال المضربين التي تتجاوز تكلفة تلبية مطالبهم الـ 4 مليارات أوقية
وقال يحي ولد أحمد ولد الوقف، رئيس حزب “عادل”، والقيادي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة إن “اسنيم” ضيعت الكثير من الفرص من أجل زيادة إنتاجها، والتحسين من ظروف عمالها، مضيفا أن عائدات إنتاجها من المنتظر أن تتراجع من مليار و500 مليون دولار، إلى 500 مليون دولار أوقية، كما ان خسرت الكثير من الشركاء في العالم..على حد قوله.
وأكد ولد الوقف أن فشل برنامج “نهوض” اليوم يعني سقوط شركة “اسنيم”، وانهيارها بشكل كامل في المستقبل القريب…وفق تعبيره
وقال ولد الوقف إن “اسنيم” لن تتغلب على مشاكلها، أو تزيد انتاجها إلا في غضون 10 سنوات قادمة.
واعتبر ولد الوقف -في الوثيقة التي قدمها خلال الندوة- أن “اسنيم” تعيش اليوم مرحلة حرجة من تاريخها، كان لاضراب العمال -الذي يدخله شهره الثالث- الفضل في الكشف عن حجمها وخطورتها.
وقال ولد الوقف إن الاستغلال السيئ للمناجم يؤدي إلى إغلاقها بشكل نهائي وهو ما يعني اغلاق “اسنيم” وافلاسها..على حد قوله وخلص ولد الوقف بالقول ان تكلفة استخراج الحديد تزداد، وأسعاره تشهد انخفاضا غير مسبوق في العالم، مما أدى إلى أوضاع صعبة تعيشها “اسنيم” في ظل منافسة قوية.
بدوره قدم احمد ولد لفظل، القيادي في حزب تكتل القوى الديمقراطية، ورئيس القطب السياسي للمنتدى، عرضا عن “اسنيم” ذكر فيه أنه على الرغم من أن انتاج “اسنيم” بقي كما هو (12 مليون طن) إلا أن الطفرة التي عرفتها أسعار الحديد رفعت قيمة مبيعات الشركة خلال الفترة المعنية إلى 2000 مليار أوقية، كما بلغ مجموع الأرباح الصافية بعد الضرائب ما يساوي 800 مليار أوقية خلال نفس الفترة..وفق تعبيره
وتساءل ولد لفظل عن مصير “الأموال الضخمة” التي حصلت عليها “اسنيم” في سنوات الطفرة، في ظل تراجع سعر الحديد طن الحديد اليوم ليصبح 58 دولارا 195 دولارا في سنة 2011.
وقال ولد لفظل إن “الفساد والنهب المقيتين” قد تحكما في تسيير الشركة مما جعل مئات المليارات تذهب أدراج الرياح، في مشاريع ديماغوجية تكلفتها غاية في “التضخيم”، وعادة ما تكون لا علاقة لها بالدور المرسوم للشركة (قرض 15 مليار أوقية لمطار انواكشوط، شراء طائرات مستعملة لموريتانيا أيرلاينز، مصنع الأعمدة الكهربائية في ألاك المتوقف حاليا، طرق آتي تي ام المثير للجدل، مقران للا جدوائية في نواكشوط، نهب الحديد المستعمل (فاراي)، مؤسسة خيرية أصبحت تشكل عنوانا لجميع انواع الاختلاسات المالية…).
وأضاف ولد لفظل -في العرض الذي قدمه- أن حصيلة “اسنيم” لا يصدقها العقل، والتي منها مشروع الكلابة الذي بدأ العمل فيه 2011 بكلفة مليار دولار، والذي كان من المفترض أن يبدأ انتاجه في 2013 لم يكتمل إلى حد الآن، ونتيجة لذلك زادت تكلفته بـ30%..على حد قوله
هذا بالاضافة إلى أزمة مالية خانقة تعيشها الشركة، جعلتها عاجزة عن صرف مبلغ 3 إلى 4 مليار أوقية لتسوية التزاماتها نحو مطالب عمال الشركة.هذا في الوقت الذي كانت لديها في الوقت القريب 2000 مليار أوقية تديرها كما تشاء…وفق تعبيره
وخلص ولد لفظل إلى القول بأن الأمر قد يعني القتل المتعمد للشركة ولأسباب مجهولة حتى الآن، لكن نتائجها غير محسوبة ومدمرة، ليس بالنسبة للشركة فحسب، بل بالنسبة للبلد ككل..حسب قوله.
الطواري