كتبت جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية عن إعادة رسم الخريطة السياسية في موريتانيا، معتبرة أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أحدثت هزة عنيفة داخل صفوف المعارضة على وجه التحديد، بينما ظهرت قوى جديدة داخل الأغلبية الرئاسية الحاكمة، وتراجع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.
وقالت الجريدة، في عددها رقم “14837” الصادر يوم الخميس، إن الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني سيدخل القصر الرئاسي “وهو لا يملك حزبه السياسي الخاص”، رغم أنه دُعم من طرف عشرات الأحزاب والمبادرات السياسية والشخصيات السياسية، خلال الانتخابات الماضية.
واستعرضت الجريدة السيناريوهات المرسومة أمام ولد الشيخ الغزواني، أولها الاحتفاظ بحزب صديقه، “وهو أمر سبق أن أكد عليه سلفه محمد ولد عبد العزيز”.
أما السيناريو الثاني فهو أن يقرر الرئيس الجديد “الخروج من جلباب صديقه”، وأن يختط لنفسه مسارا سياسيا خاصا يبدأ بحل البرلمان ودعم حزب جديد يستحوذ على الأغلبية البرلمانية ويصبح الحزب الحاكم الجديد.
أما السيناريو الثالث، تضيف الصحيفة، فيتمثل في أن يبقى الرئيس الجديد في منطقة الحياد بين الأحزاب الداعمة له، كما ينص على ذلك الدستور الموريتاني، وأن يبني تحالفات سياسية تمكنه من ضمان الأغلبية البرلمانية، ولكنه يقلص دور الحزب الحاكم الأوحد، لصالح تفاهمات سياسية صلبة.
وكانت موريتانيا عرفت في 22 يونيو الماضي انتخابات رئاسية تاريخية لم يترشح فيها رئيس البلاد، وهي سابقة لم تحصل في أي بلد عربي عدا لبنان، وأسفرت تلك الانتخابات عن فوز محمد ولد الشيخ الغزواني برئاسة موريتانيا.