السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أيها المواطنون أيتها المواطنات، بعد مضي ثلاثة عشر يوما زرت خلالها ستة وثلاثون مقاطعة …
يسرني أن أتواصل معكم من خلال هذه الرسالة لأعبر لكم عن بعض مشاعري؛ وأعتذر لكم؛ وأحذركم :
أولاـ مشاعري:
كم أنا مرتاح ومسرور باستقبالاتكم، لا أقول العفوية: بل المنظمة، والمخططة والمقصودة، والعمدية..
في كل المحطات ينتابني شعور مزدوج، من الفرح والأسى: الفرح باعتبارها فرصة أتاحت لي مخاطبتكم بشكل مباشر ودون حجاب. والأسى: لإحساسي بالأوضاع الصعبة لسكان القرى والأرياف التي كانت أقل حظا من الخدمات خلال العشرية المباركة.
في كل مقاطعة كنت محل ترحيب وحفاوة بادية، تأكد تقاسم الموريتانيين كافة لقيم الكرم والضيافة والتسامح، وتأكد فى نفس الوقت وعيهم العميق بأهمية دور الناخبين فى الاستحقاقات القادمة، من خلال استعدادهم لتأدية واجبهم بكل حرية ومسؤولية ودون أي ضغط سوى ما تمليه خياراتهم الموضوعية؛
ثانياـ الاعتذار:
اعتذر من قلبى عن ما سببته لكم من تكلفة مادية، وما صرفتم من وقتكم الثمين من أجل استقبالي في أحسن الظروف ؛
آسف على ضيق الوقت الذي منعنى من تنظيم لقاءات فردية وجماعية، كنت أتمناها لأسمع منكم جميعا؛
ثالثاـ تحذيرات :
سيقولون لكم :
لا تختاروه لأنه عسكري، ولأنه صنو لمحمد ولد عبد العزيز،
أما عسكري سابق فتلك تهمة لا أنفيها ، والانتماء للمؤسسة العسكرية شرف لم أعد أتمتع به، وهو بالنسبة لى مصدر اعتزاز وفخر، وإن كان من خصوصية لصاحبه فهي زيادة كبيرة و جرعة طافحة بالشعور الوطني …
أما أنت يافخامة الرئيس فلا تبتئس، فمن سنن الحياة ومن منطق صيرورة التاريخ : أن الأبطال لاينصفهم معاصروهم ..تمهل قليلا، فبعد عشرين سنة على الأكثر ستخلد الأجيال اللاحقة اسمك بحروف من ذهب، وستذكرك المناهج التربوية وكتب التاريخ بوصفك الرئيس الذي تولى الحكم في أصعب فترة من تاريخ البلد، والمنطقة والعالم ، ورغم ذلك نجحت في استتباب الأمن، ونشر العدل، وتحقيق التنمية، وتكريس الحرية، واتسمت بالشجاعة والصرامة.
وقبل أن أنهى رسالتي هذه، أتعهد لكم، وللموريتانيين كافة، ــ وللعهد عندي معناه ــ أن لا أدخر جهدا فئ سبيل: بناء ثقافة مواطنة ديمقراطية سليمة، وتمكين القيم المدنية المؤسسة على الحكمة و الصبر والسلم؛ ولن يكون من المرشحين من هو أحرص على ذلك منى.
للتوضيح هذه الرسالة مجرد استنطاق.
صالح دهماش