اجتياز منعرج 2019 يحتاج نُخبة واعيّة تُدرك حجم التحديّات المستقبلية ولديها القدرة والكفاءة في الخروج من مُربّع ” التأزيم” وصناعة ” اللوبيات” والتخندقات التي لاتخدم الإنتقال السّلس للسلطة ؛ وتكريس الثقافة المدنية؛ علينا جميعا أن نخرج من دائرة التصنيفات الضيّقة التي تختزل المشهد في معارضة وموالاة أو أغلبية حاكمة وأقلية مُعارضة ؛ فهذه الثنائِيّة الحدّيّة لم تعُد تتماشى مع منطق الانتخابات الرئاسية المُقبلة في 2019خصوصا بعد أن أعلن رئيس الجمهورية أنه ماض في احترام تعهداته الدستورية ووقف بحزم في وجه كل من يُحاول المساس بالمواد المُحصّنة في الدستور؛ ولعلّ من بين المُعارِضين من أشاد بذلك وثمّنه وهو مايؤكّد أن المشهد السياسي في 2019 سيكون متحركا ومرِنا بحيث تخرج التحالفات الانتخابية عن شكلها الحالي ؛ وعن حسابات بعض صغار العقول وقصار الفهم الذين يختزلون المشهد في تجاذبات ضيّقة وحسابات شخصية آنية لاتُراعي مصلحة الوطن والأمة بقدر ماتهتم بمصلحة فردية محضة ..، مسار 2019 خارج عن تصنيفاتنا الحالية ومعاركنا الهامشيّة ؛ ونحن أمام تحوّل وانتقال يتطلب منا جميعا الاتّفاق على كلمة سواء هي الانتقال السّلس والهادئ الذي يُحافظ على المنجزات والثوابت ويُقوّي المؤسسات الدستورية واللحمة الوطنية ويُركّز على التعليم كسبيل وحيد للنهوض بالمجتمع ،ويُعزّز ثقة الشركاء الدوليين والجوار الإقليمي .؛ ولن يتأتّى ذلك إلى بنبذ الخلاف ورصّ الصّفوف والوقوف على أرضية مشتركة لتحقيق الانتقال المنشود .
بقلم سليم عبد الرحمن