يبدو ان الإضراب الذي يقوم به عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ( اسنيم )قد خرج عن سياقه العام وتحول الى اداة لهدم هذه الشركة الوطنية العملاقة ومن خلالها تدمير بنية الاقتصاد الموريتاني برمته
فقد اتضح ان جهات باتت تستغل المطالب التي يرفعها العمال وهم محقون فيها من اجل تغذية الازمة وتسخين الأوضاع حتى يصل أوار الأزمة إلى الدولة والمجتمع.. قد لايعي كثير من العمال وكذالك الرأي العام الوطني بأحزابه وفعالياته ان الشركة الوطنية للصناعة والمناجم فاجأها التردي الحاصل في أسعار مواد الاستخراج على المستوى العالمي تماما مثل نظيراتها في عديد الدول التي تصدر خامات الحديد والمواد المعدنية الشيء الذي جعلها تراجع بعض الخطط وتتبع سياسات تقشفية حتى تنحني للموجة المدمرة وتخرج من الأزمة باقل الخسائر… صحيح ان شركة اسنيم ومديرها العام وعدا العمال بزيادات وبفرص تحسن من ظروف عملهم وعيشهم وتزيد من فعالية انتاجهم لكن تلك الوعود كانت بناءا على مؤشرات ايجابية حيث كانت الشركة تتوقع استقرار سعر طن الحديد على المستويات ما قبل مرحلة الهبوط الشيء الذي لم يتحقق بل ان ما حصل هو انهيار أسعار طن الحديد الى مستويات قياسية من التردي ما تسبب للشركة في خسائر فادحة… لهذا السبب على العمال عقلنة مطالبهم ومراجعة مواقفهم المتشددة من الإضراب حفاظا على سلامة الشركة فقديما قالت العرب “حفظ الموجود أولى من طلب المفقود” لقد توجب الحفاظ على الشركة وانقاذها من التدهور حتى تخرج من الازمة الراهنة.. وابعادها عن التجاذبات السياسية والمماحكات العقيمة … فهذه الشركة هي قاطرة الاقتصاد وهي مصدر قوت الآلاف ومورد هام ورئيس للخزينة العامة وتعطيل ادائها جريمة في حق الدولة والمجتمع وامر لا يمكن السكوت عليه او قبوله تحت اي ظرف.. هذه دعوة نابعة من القلب الى اصحاب القلوب والمواقف الوطنية في الشركة من عمال وموظفين ومن ساسة يؤججون الازمات ويستغلون الاحداث بروح سياسية كيدية.. محفوظ ولد الجيلاني