لم اشأ ان أتناول المواضيع السياسية خلال هذه الفترة التي تسبق الانتخابات بأيام قليلة ,ولكن هناك امرا أستفزني لكسر هذه القاعدة…
تم تداول تصريح أو مقال لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو,ورغم احترامي له وتقديري لما يقال بأنه يقوم به من أعمال خيرية,ولكن من الناحية السياسية والمواقف لابد أن نثبت على رأي محايد وموضوعي انطلاقا من التاريخ الشخصي والممارسات السياسية لأي شخصية عامة..
ان السيد محمد ولد بوعماتو لم آتي به هنا الا كمثال ضمن أمثلة كثيرة,حيث يتم الحكم على الأشخاص في بلدنا انطلاقا من تحكم العاطفة,وما يريد أحدنا أن يسمعه ويوافق هواه ويتماشى مع موقفه السياسي.
كان بالأمس رجل الأعمال ولد بوعماتو بارون فساد لدى المعارضة واليوم قائدا للاصلاح,فإن كان فاسدا حقا فليس من الواجب ولا من الحكمة أن يكون هو البوصلة اليوم, وان كان رجلا صالحا قدم الكثير من الخدمات للمجتمع والوطن فعليهم الاعتذار له عن ما تم اتهامه به من باطل..
الأمر ينطبق على السيد الوزير محمد فال ولد بلال ,فحين انضم للمعارضة,تم الاستشهاد بأقواله والإشادة بمواقفه,وبعد أن قبل رئاسة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عاد البعض إلى تاريخ الرجل, واتهامه بعد ذلك بمجاراة السلطة وأنه غير أمين على اللجنة.
نفس الأمر تعرض له الرئيس مسعود بلخير, فقد كان في التسعينات يشكل بعبعا للبعض, ثم بعد أن وافق هواهم صار وطنيا ,ولا اظنه بعد خطاب سيلبابي سيسلم من النقد والهجوم!
لا أقول بأن النقد والتهجم ممنوعان,ولكن يجب أن نحكم على الأمور العامة انطلاقا من مقاييس ثابتة,وليس من المنطقي ان نحكم على الآخرين انطلاقا من مواقفنا (نحن) ونظرتنا السياسية فقط.
بقلم : الامام ولد الداه