يقول جل من قائل في محكم كتابه العظيم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) صدق الله العظيم.
نداء أنواذيبو
إلي الضمير الوطني
إلي كافة القوى الحية و الديموقراطية
إلي أحرار العالم
نحن أطر و منتخبو ولاية داخلت أنواذيبو المجتمعون هذا المساء ، يوم السبت الموافق 22 دجنمبر 2018 م ، تحت حاضنة مبادرة سياسية جامعة و شاملة ،لكافة القوى الحية من حركات شبابية و فاعلي مجتمع مدني و إعلاميين و مدونين و النخبة القيادية لجوهرة الاقتصاد الموريتاني ، و طليعة قادة الرأي في مدينة أنواذيبو، التي تمثل الصورة النموذجية لموريتانيا العميقة مصغرة ، في مكوناتها و خصوصياتها الثقافية و الإجتماعية.
بعد تحليل معمق للوضعية العامة للبلاد على ضوء المسار السياسي في كافة محطاته، و بعد تشخيص دقيق لمجريات الأحداث في محيطنا العربي و الإفريقي و الإسلامي.
فإننا نطلق نداء وطنيا في هذا الظرف الحاسم من تاريخ البلد ، قصد توضيح المقاصد من موقفنا من مستجدات الساحة الوطنية ،سعيا لترتيب الشؤون الداخلية ،في ظرفية تتطلب إدراك الحقيقة بحكمة و حنكة، تنحاز بطبيعتها للمصلحة العليا للبلد، من خلال استمرار نهج التغيير البناء مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ،باني موريتانيا الحديثة .
ندعوا الوطنيين ، بإسم الضمير الوطني إلى تقديم مصالح البلد ، و ذالك بالانحياز للمشروع الاستراتيجي الذي أسسه مفجر ثورة الحداثة و التغيير البناء ،الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، لينعم المجتمع بالأمن و الاستقرار في ظل التنمية المستدامة و التقدم و الإزدهار. سبيلا لتحصين الحاضر و ضمان المستقبل للأجيال ، من خلال التعاطي الإيجابي مع مستجدات تنذر بمخاطر محدقة بالمكاسب الوطنية، التي تحققت في ظرفية وجيزة متميزة من تاريخنا المعاصر.
لقد تحولت موريتانيا في العقد الأخير إلي ورشة في شتي المجالات و على مختلف الأصعدة، عرفت من خلالها ،نقلة نوعية علي المستويات السياسية و الاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ، انعكست على الظروف العامة للمواطنين . كما أصبحت البلاد قبلة دولية ، في إطار دورها المركزي و المحوري في العلاقات الدولية : العربية و الإفريقية و الإسلامية، زيادة علي دورها كمهندس حقيقي للتجمعات الإقليمية الفاعلة في مجالات الأمن و التنمية.
إن التمسك بالثوابت الوطنية ،واجب شرعي و أخلاقي ،تمليه مصلحة الشرعية الشعبية، باعتبار الشعب مصدر السلطة و مرجع المشروعية ،في تغيير الوثيقة الدستورية، انطلاقا من الخيارات الوطنية التي تهدف إلي جلب المنافع و المصالح و درء المفاسد و دفع الضرر، كل هذا من أجل تحقيق تطلعات مجتمعنا في الحياة الكريمة و تكريس هويتنا الحضارية ، النابعة من خصوصية البلد ، الثقافية و الإجتماعية و السياسية ، المجسدة عبر التطبيقات العملية .
إن العالم اليوم يشهد أوضاعا سياسية متأزمة ، نتيجة الاضطرابات العنيفة ،الناجمة عن مخلفات الحرب الباردة و بروز الأحادية القطبية و ما رافق ذالك على المستويات الداخلية لكل بلد ،من مظاهر تصدع مؤسسات الدولة المركزية و النزاعات الضيقة ،مع تعدد الولاءات و تنوع و تشتت القوى الوطنية ،إثر التجليات المأساوية لنتائج الربيع العربي . مما يجعل موريتانيا عرضة لهذه التأثيرات السلبية.
نتيجة لهذه الظرفية الحساسة و ما رافقها من مكاسب وطنية تجسدت عبر إنجازات عملاقة، تبقي شاهدة على التحول الجذري في حياة المواطن الموريتاني. ندعوا الجميع إلي الالتحام و التعبئة الشاملة ، لتأطير القوى الوطنية حول مقاصد مبادرة الوفاء للعهد، لتحقيق التواصل مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، باني صرح موريتانيا الجديدة ، من خلال المطالبة بفتح المأمورية الثالثة ، قصد استكمال البرنامج الرئاسي ، تلبية لإرادة الشعب الموريتاني ،المتشبث ببقاء النظام الحالي و الممسك بزمام المبادرة الوطنية عبر الأغلبية الرئاسية ،من خلال صناديق الإقتراع داخل المنظومة الديموقراطية .
نحمل منتخبي الولاية على مستوي قبة الجمعية الوطنية مسؤولية الذود و الدفاع عن تحقيق تطلع ساكنة الولاية، من خلال التعديل الصريح للقيود الدستورية ،التي تحد من حرية الرئيس في مأمورية ثالثة، رغم تمسكه المعلن بالضوابط الدستورية.
تهيب مبادرة أطر أنواذيبو بالدور المركزي للمرجعيات الدينية و الأخلاقية و الروحية في تحمل مسؤولياتها في تأطير و توجيه القواعد الشعبية العريضة من مجتمعنا المسالم في تبني خيار المصلحة الوطنية ، عبر التماسك خلف قيادة الرئيس عزيز ، لما يخدم مصلحة البلاد و العباد و يضمن السلم الاجتماعي .
لقد ظلت ولاية داخلت أنواذيبو ،عبر كافة الحقب التاريخية ،قلعة نضالية شامخة ، ساهمت في حمل مشعل المقاومة الوطنية و ضحت بالغالي و النفيس في سبيل الحرية و الكرامة ، لتحقيق السيادة للدولة الوطنية ، باعتبارها حاضنة للجميع. مما يجعلها اليوم في مقدمة الركب، لتلبية تطلعات الشعب الموريتاني في الأمن و الاستقرار و تحقيق العيش الكريم تحت القيادة الرشيدة و المتبصرة للرئيس محمد ولد عبد العزيز.
عاشت الجمهورية
عاش الشعب الموريتاني العظيم
و الله ولي التوفيق