أكّد فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، أنّ الاحتفاء بمولد خير البرية محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو احتفاء شرعي بإجماع علماء الأمّة الّذين جعلوه من أفضل الأعمال وأعظم القُربات إلى الله تعالى، لأنّ الاحتفاء بالرّسول الكريم تعبير عن الفرح والحبّ للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما أنّ محبّة خاتم الأنبياء أصل من أصول الإيمان، وقد صحَّ عنه أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتّى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ».
وقال العالم المجدّد ابن بيه: النّاس مجبولون على حبّ مَن أحسن إليهم، وأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان سببًا لنِعمة عظيمة من عند الله، فقد أنقذنا من النّار، وبسببه سيحلنا الله في مكانة عظيمة عنده في دار المقامة.
وأكّد الشّيخ عبد الله بن بيه، أنّ جمهور العلماء سلفًا وخلفًا اتّفقوا على مشروعية الاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصّحيحة استحبابَ هذا العمل، من الاحتفال بذكرى المولد النّبويّ الشّريف، والّتي تنمّ عن محبَّة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والّتي هي أصل من أصول الإيمان.
وقال رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي: «علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيّه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كلّه في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته»، وقال ربّنا عزّ وجلّ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، لافتًا إلى أنّ رأي بعض العلماء بغير ذلك، معتبرين أنّها بدعة، يتعارض مع إجماع علماء الأمّة، ومنهم الإمام الشافعي، ممّن أجازوا الاحتفال به، وبيّنوا أنّ البدعة ضربان، إمّا نافع للأمّة والنّاس، وهو بدعة محمودة، واستدلّوا بما قام به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التّراويح وجمع النّاس على إمام واحد، وهو ما نميل إليه، مستدلًا بقوله تعالى في الآية 157 من سورة الأعراف فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.