“رزئنا جميعا في فقد قامة أدبية متميزة، وفجعنا في رحيل اسم كبير منح الأدب والثقافة والابداع في موريتانيا حضورا متألقا، بأخلاقه العالية، وأدبه الجمّ، وهدوئه اللافت. نعم، غادرنا محمد كابر هاشم دون أن يمنحنا فرصة توديعه إلى جنان الخلد، وهو الذي لم يتأخر أبدا في تمثيل بلده وثقافة شعبه بأجمل ما يكون التمثيل، ملتحفا أصالة أبناء شنقيط، وحاملا تطلعات أجيال من الكتاب والمبدعين التواقين إلى مقاسمة إخوانهم في جهات الوطن العربي همّ الفكر والثقافة والابداع، والبحث عن غد أكثر إشراقا لأمة متعبة. نعم رحل صديقي ذو العباءة الساحرة، التي تختزل تاريخا من الحضور في حضارة النخلة والخيمة واللغة الدافئة.
نعم رحل صديقي الذي تبادلت معه أحاديث القصيدة والماضي والمستقبل، وعرفت منه ما كنت أجهله عن وطن الشعراء، فقد كان من أكثر الساعين والعاملين على إنشاء اتحاد كتاب المغرب العربي، وأكثر الداعين إلى تفاعل أعمق بين الكتاب والأدباء العرب، وأذكر أنني قضيت معه أياما في فرانكفورت عام 2004 حيث كانت الثقافة العربية ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب بألمانيا إلى جانب قامات الشعر والأدب العربيين درويش وأدونيس والأبنودي وبنيس والكوني والمسيحي وقاسم حداد وغيرهم..
كان يقول لي الْكِتَاب هو من يصنع الحضارات العظيمة.. والشعر يسمو بالنفوس العظيمة فمتى يأخذ الكتاب والشعر موقعهما في أوطاننا؟.
رحمة الله عليك يا صديقي الشهم، الكبير، الأديب المؤدّب. لا أملك إلاّ أن أدعو الله العلي القدير أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته، وأن يظل عزاؤنا في فقدك أنك ماثل بيننا بأدبك وتاريخك المضيء، وأتقدم لعائلتك والخواتم من الأدباء في موريتانيا بأخلص عبارات التعاطف والمواساة. ولَك الرحمة والخلود.. إنَّا لله وإنا إليه راجعون
عزالدين ميهوبي
وزير الثقافة الجزائر