افتتحت مساء الخميس في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الدورة الثلاثين من المؤتمر الدولي للسيرة النبوية وذلك بمشاركة وفود دولية ووطنية، يتقدمها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد عبد الكريم العيسى.
المؤتمر المنظم من طرف التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب أفريقيا، جرى افتتاحه في قصر المؤتمرات بنواكشوط وسط حضور جماهيري وشعبي كبير، وفي ظل تغطية إعلامية واسعة.
وتأتي هذه الدورة من المؤتمر الدولي تحت عنوان “قيم الاعتدال والوسطية في السيرة النبوية”، وتم افتتاحها بشكل رسمي من طرف وزير العدل الموريتاني جا مختار ملل، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي وكالة، كما حضر الافتتاح وفد حكومي يضم كلاً من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة بالإضافة إلى الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.
وقال وزير العدل خلال افتتاح المؤتمر إن المؤتمر وموضوعه يتماشى مع “ما يحظى به الحقل الإسلامي اليوم من رعاية جادة في ظل القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من خلال ما تحقق من مكتسبات في هذا المجال وفي ظرفية وجيزة”.
وأوضح الوزير أن “موضوع المؤتمر يستحق الإشادة والتثمين، لما تشمله السيرة النبوية من عطاءات معرفية وضاءة، قوامها الوسطية والاعتدال والسلم والمحبة والتسامح باعتبارها مقاصد بناءة بحاجة لاستحضارها بشكل دائم”، وفق تعبيره.
وأكد الوزير أن موريتانيا “خطت خطوات معتبرة على طريق محاربة التطرف والانحراف الفكري بفضل سنة التشاور والحوار ومقارعة الفكر بالفكر، إضافة إلى استراتيجيتها الأمنية الفعالة مما جعل مجتمعنا في مأمن من مضاعفات التطرف والغلو”.
أما رئيس التجمع الثقافي الاسلامي الشيخ محمد الحافظ النحوي، فقد أوضح في كلمته أن المؤتمر “يهدف إلى توحيد كلمة الأمة من خلال اعتماد منهج الوسطية والاعتدال حتى لا يبقى منفذا للغلو والتطرف”.
ودعا النحوي إلى “تجفيف منابع الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أنحاء العالم”، مؤكداً أن موريتانيا “تتمسك بالتصدي لكل من يسيء إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام لأن محبته مصونة ومحفوظة”، وفق تعبيره.
من جانبه قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد عبد الكريم العيسى إن “موريتانيا بلد الحكمة والمحبة والعلم باعتبارها قمة في الوسطية والاعتدال”، وأكد خلال افتتاح المؤتمر على “وسطية الإسلام وحثه على التعايش بين المجتمعات”.
وأضاف أن رابطة العالم الإسلامي “تعمل على تقديم الصورة الناصعة والحقيقية للدين الإسلامي في سماحته ورحمته ورفقه بالبشرية كافة وهو ما كان منهج رسول الله صلى الله علية وسلم”.
افتتح المؤتمر بحضور أكثر من 60 عالما من ثلاثين دولة إسلامية ومن أقليات مسلمة في أوروبا.