أعلنت حركة إيرا رفعها شكوى ضد النظام الموريتاني من باريس.
وأصدرت الحركة بهذه المناسبة إيجازا صحفيا جاء فيه:
استضافت إحدى قاعات المؤتمرات في البرلمان الأوروبي الخميس 22 يونيو، 2017 مؤتمرا صحفيا منظم من طرف مؤسسة تكافؤ الفرص في أفريقيا، بالتعاون مع مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية(ايرا) و بإشراف فاعل للعضو الموقر للبرلمان الأروبي، الوزير والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، السيد لوي ميشال.
تحت عنوان “الرق والتعذيب في موريتانيا: ثنائي للكفاح في القرن ال21” . عقد المؤتمر أمام غرفة من البرلمان الأوروبي و بحضور مكثف للصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان.
افتتح السيد لوي ميشل النقاش، معترفا بخطورة العبودية التي لازالت أمرا معاشا في موريتانيا، مؤكدا في الوقت ذاته دعم الاتحاد الأوروبي للنضال السلمي لحركة ايرا و رئيسها. وأشار إلى الأبعاد الثقافية لظاهرة العبودية، بما في ذلك تخلي الضحايا عن حقوقهم . كما أشار إلى أن من أكبر العقبات التي تحول دون القضاء على هذه الظاهرة، هي الحكومة الموريتانية نفسها وغالبية نخبة الحراطين التي اختارت إنكار الممارسات الاسترقاقية في موريتانيا و الوقوف ضد الرياح و عمليات المد و الجزر.
اما السيد جورج هنري بوتيى، وهو محام لدى المحاكم البلجيكية والفرنسية ورئيس مؤسسة لتكافؤ الفرص في أفريقيا و السيد وليام بوردون، محام فرنسي معروف بملاحقة الأنظمة المستبدة لدى القضاء الدولي وهو عضو في المؤسسة ذاتها قد تطرقا إلى تقارير واستنتاجات مختلف المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان وممثلي المنظمات الدولية مثل المقررين الخاصين للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان ،حيث سلطا الضوء على الإدانة بالإجماع من الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي على استمرار العبودية في هذا البلد، التي يعتقدون أنها تتسبب في الموت الاجتماعي للأغلبية قوية من الموريتانيين.
سيد جورج هنري بورتيى، وجه أصابع الاتهام الى فرنسا، والتي حسب قوله تسهل حركة المسؤولين الموريتانيين المتورطين في الممارسات المتعلقة بالتعذيب دون أي عقاب أو مساءلة في الوقت الذي تعقد فيه تنقلات النشطاء المناهضين للعبودية الذين يريدون الذهاب إلى أوروبا للإدلاء بشهاداتهم كما أعلن في أعقاب ذلك أنه قد تم في هذا الخميس 22 يونيو، 2017 تقديم شكوى جنائية الى مكتب المدعي العام في باريس ضد من يزعم تورطهم في التعذيب و العبودية من الجناة الموريتانيين الذين يريدون السفر إلى فرنسا و أوروبا، وفقا لمبدأ الولاية القضائية العالمية. وهذه الشكوى تنضاف إلى عدة شكاوي قدمت إلى العديد من المؤسسات الدولية الأخرى مثل المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والمقررين و مجموعة الأمم المتحدة المعنية بالتعذيب و الانتهاكات الأخرى الممنهجة للحقوق الأساسية للإنسان التي طالما داس عليها النظام الموريتاني بكل ارتياح خاصة إذا تعلق الأمر بنشطاء حركة ايرا .
أما السيد وليام بوردون، فإنه قد وصف نظام محمد عبد العزيز الذي يحكم موريتانيا على أنه نظام مفترس لحقوق الإنسان، و يخالف كل القوانين التي تدين الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية مثل الرق و يضطهد نظامه جزء كبيرا من سكان البلد و هو حسب قوله يدير عملبة اضطهاد ممنهجة ضد الجماعات المحرومة التي هي أساسا قومية الحراطين كما ان النظام الموريتاني يعفي مجرمي العبودية من الصرامة في تطبيق القوانين . و تطرق في معرض مداخلته إلى العبودية بالنسب و العرق و إلى التعذيب كوسيلة لتخويف المناهضين للعبودية وتقويض دعاواهم كما ندد بوردون بتواطؤ أوروبا مع النظام الموريتاني في هذه الجرائم اللاإنسانية تحت ستار التعاون العسكري والأمني في مجال مكافحة الإرهاب. حيث أنه في الواقع، يقول بوردون ، يتم التلاعب بمكافحة الإرهاب و اللعب على خوف الحكومات الغربية و استغلال هذه الوضعية للقضاء حركة ايرا وحربها ضد العبودية في موريتانيا و الحيلولة دون انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة وسيادة حقيقية للقانون.
بدوره توجه السيد بيرام الداه عبيد، رئيس حركة ايرا بالشكر الجزيل الى الوزير السابق و النائب الموقر السيد لوي ميشيل لدعوته لتنظيم المؤتمر الصحفي داخل قبة البرلمان الأوروبي و بحضور جمهور من أعضاء البرلمان الأوروبي والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين. واستنكر في البداية، حالة حقوق الإنسان في موريتانيا، التي تتميز حسب قوله بتطبيق سياسة العنف بمختلف انواعه للقضاء على حركة ايرا بدل السعي و الاهتمام بالقضاء على العبودية و اجتذاذها. واصفا نظام محمد عبد العزيز بالتعجرف و التعنت و مقاومة أي تحسن في مجال حقوق الإنسان في موريتانيا، ولكنه أيضا نظام “داعشي ” و “فاشي ” و حسب قول رئيس حركة ايرا فإن الدولة الموريتانية هي الفاعل الرئيسي في ديمومة لعبودية و ترسيخها متهما النظام بسن قوانين لإسكات الانعتاقيين دعاة الحرية من خلال تدابير صارمة و القمع والاعتقالات التعسفية والمحاكمات الجائرة والأحكام الثقيلة والتعذيب.
كما ندد الرئيس بيرام الداه اعبيد بمحاولات نظام محمد ولد عبد العزيز البائسة لخنق و إجهاض حركة الحقوق المدنية الواسعة والضخمة التي أحدثتها حركة ايرا في موريتانيا. كما أعتبر أن التعاون الاقتصادي والمالي والدبلوماسي والعسكري والأمني بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وموريتانيا من جهة أخرى، هو في حد ذاته دعم غير مباشر لليمين المتطرف الاستعبادي في موريتانيا في هيمنته و ممارسته للقمع و التزوير على أغلبية الشعب المحرومة و في نفس السياق و جه الرئيس بيرام الداه اعبيد نداء إلى أعضاء البرلمان الأوروبي للوقوف بالمرصاد في وجه الساسة و صناع القرار الذين يستغلون أموال دافعي الضرائب الأوروبيين لتسمين وتقوية حفنة من الناس القيمين على الأفكار العنصرية و المناهضة للديمقراطية في موريتانيا.
وأعلن أن حركة ايرا موريتانيا ستواصل التعبئة و التنديد الشعبي والفكري ضد هذه القوى الظلامية داخل البلاد وخارجها، حتى يتم إسقاطها . ودعا جميع الطوائف الموريتانية الوقوف بحزم امام سياسة “فرق تسد” التي تنتهجها السلطة كأداة لترويض المجتمعات بعضها ضد البعض.فبالنسبة له ، حتى الذين مورست عليهم العبودية لا ينبغي لهم ابدا اللجوء إلى الإنتقام ممن كانوا يمارسون عليهم العبودية و التعذيب.
و في الأخير ندد رئيس حركة ايرا ، بكل القوانين المقترحة مؤخرا من قبل الحكومة، و التي اجازها البرلمان، حيث تنص إحداها على عقوبة السجن سنة إلى خمس سنوات ضد أولئك الذين ينتقدون أو يريدون المساس بكتب النخاسة السوداء في موريتانيا، والتي تعتبر زورا و بهتانا المصدر الرئيسي و المقدس للشريعة الإسلامية في البلاد. و هي مسلكيات تعود للقرون الوسطى تستخدمها السلطة التي يتزعمها محمد عبد العزيز للالتفاف على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص عليه الدستور الموريتاني في ديباجته.
كما أنه لا بد من التأسف و الشعور بالضيق ، للتأخير الذي حصل مع خمسة من نشطاء حقوق الإنسان وضحايا الاعتقال التعسفي والتعذيب و الذين كان من المقرر حضورهم معنا في المؤتمر الصحفي لاسباب تعود الى سوء التفاوض و التخطيط للرحلات الجوية الغير مبرمجة الأمر الذي حال دون ادلاءهم بشهاداتهم و التي كانت تنتظر بفارغ الصبر من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين. ومع ذلك فإنه من المقرر أن تسمح لهم إقامتهم في بلجيكا لتقديم قصصهم في عدة اجتماعات و لقاءات متنوعة بالغة الأهمية .
هذا وقد حضر المؤتمر الصحفي عدة وفود ممثلة لمكاتب الحركة الانعتاقية ايرا في أوروبا، و هي مكاتب بلجيكا، اسبانيا ،فرنسا ،إيطاليا، ألمانيا وهولاندا
بروكسل، 22 يونيو 2017