أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرا ملكيا أعفى بمقتضاه ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، من منصبه وعين نجله محمد بن سلمان مكانه وليا للعهد.
ويعرف الأمير الشاب، البالغ من العمر 31 عاما، بتوليه سلطات غير معتادة لمن في سنه، إلى درجة أن وصفه بعض الدبلوماسيين بأنه “رجل كل شيء”.
وبرز الأمير محمد منذ تعيينه وليا لولي العهد في 2015 حتى أصبح أكثر شخصية نفوذا في المملكة.
وهو يمثل جيل الشباب في السعودية الذين لا يتجاوز نصفهم تقريبا سن الخامسة والعشرين.
ويدعم ولي العهد الجديد خطة تحديث إصلاحية تعرف باسم رؤية 2030، تهدف إلى تغييرات اجتماعية واقتصادية، حتى لا يظل اقتصاد البلاد معتمدا فقط على النفط.
ويتولى ولي العهد أيضا منصب وزير الدفاع منذ أكثر من عامين، وقادت المملكة في عهده حملة في اليمن لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة مسلحي الحركة الحوثية في اليمن.
نفوذ
ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس/آب 1985، وجمع بسرعة سلطات ونفوذا غير عاديين، بعد تولي والده عرش السعودية في يناير/كانون الثاني 2015.
ويصفه دبلوماسيون غربيون بالذكاء، وبأن له نفوذا كبيرا على والده البالغ من العمر 81 عاما.
ومن بين المناصب التي يتولاها رئاسة مجلس شؤون الاقتصاد والتنمية، وهو الجهة التي تنسق السياسة الاقتصادية في البلاد. ويرأس أيضا الهيئة المشرفة على شركة النفط العملاقة أرامكو.
السعودية تستعد لحقبة ما بعد النفط
وقالت مجلة بلومبيرغ بيزنيس ويك في نبذة عنه العام الماضي إنه يعمل 16 ساعة يوميا، وإنه يستلهم كتابات رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرتشل، والجنرال العسكري والفيلسوف الصيني “سون دسو” في كتابه “فن الحرب”.
ودرس الأمير محمد القانون في جامعة الملك سعود، وهو أب لولدين وبنتين، ولم يتزوج إلا مرة واحدة، على عكس بقية أفراد العائلة المالكة.
وقال لبلومبيرغ إنه على الرغم من أن الإسلام يسمح بالزواج بأكثر من زوجة، فإن الحياة الحديثة لا تدع وقتا لذلك.
وظل الأمير محمد يعمل سنوات مع والده عندما كان أميرا للرياض، وعندما كان وليا للعهد في الفترة ما بين 2013 و2015.
ويقول بروس ريديل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إن الأمير “يعرف بطموحه الشديد وسلوكه العدواني”.
وكان مراقبون قد أشاروا إلى احتمال حدوث صراع على السلطة بين محمد بن سلمان وابن عمه محمد بن نايف ولي العهد البالغ من العمر 56 عاما، الذي حل محله الآن.
ولكن برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون يرى أن قرار الملك سلمان بتعيين نجله وليا للعهد يهدف إلى تفادي أي صراع على السلطة بين نجله وابن عمه.
وقد بايع الأمير محمد بن نايف بالفعل ولي العهد الجديد.
وقال الأمير محمد بن سلمان ذات مرة في مؤتمر صحفي في 2016 معلقا على من وصفه بأن اسمه “سيُذكر في المستقبل” قائلا بغضب “أنا أحد المواطنين السعوديين، وسوف يُذكر المواطنون السعوديون هم أيضا في المستقبل”.
وعلى الرغم من توقع قرار الملك سلمان بتعيين ابنه وليا للعهد في الدوائر المقربة، فإنه كان مفاجئا، خاصة في تلك الفترة التي تواجه فيها المملكة تصعيدا في التوتر مع قطر وإيران، وجمودا في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن.
ويقول محللون ماليون إن ترقية الأمير محمد بن سلمان تعطي ضمانات أكثر باستمرار الإصلاحات الجذرية في الاقتصاد السعودي في مرحلة ما بعد النفط.
بي بي سي