قرر عشرات الشبان الموريتانيين إقامة حفلات زواجهم الليلة، تزامنا مع ما يسمى “عيد الحب”، وفي هذا الإطار حُجزت غالبية دور الحفلات في العاصمة نواكشوط، وازدحمت جداول الفنانين الموريتانيين، نتيجة حفلات الزواج المتزامنة.
ورغم أن تقليد “عيد الحب” طقس وافد على حضارة المجتمع الموريتاني المستمدة من التقاليد الإسلامية، إلا إنه بدأ خلال السنوات الماضية يدخل ضمن أجندة بعض الشباب الموريتاني.
صفحات الفيسبوك والتويتر الموريتانية امتلأت بحالات وتغريدات تهنئ بالمناسبة، فيما يتداول الشباب صورهم عبر “إنستغرام” في حفلات خاصة، التي غلب عليها اللون الأحمر القاني، في رمزية للحب كما هو معروف وشائع في الموضات العالمية.
في غضون ذلك استغرب بعض المدونين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إقبال أقرانهم على الاحتفال بعيد الحب، ورأوا فيه “ضربا من الغزو الفكري وتقليدا دخيلا على المجتمع”.
آخرون نظروا للأمر من زاوية أخرى، فكتبت إحدى الشابات الموريتانيات عبر صفحاتها الخاصة على فيسبوك: “في ظل مناخ سياسي قاتم يشهد تجاذبات حادة بين أطراف المشهد السياسي في البلد، يوفر لنا الفالنتين فرصة لننسى قليلا ضجيج السياسيين”.
ورأى آخر “أنه من المستحسن في ضوء الأزمات الطاحنة التي تجتاح العالم أن تكون أيامنا كلها أيام حب، وليس فقط الرابع عشر من فبراير”.
أمام واجهات بعض المطاعم الرئيسية في قلب المدينة أضاف الباعة المتجولون، الزهور لمعروضاتهم على زوار المطاعم، ورأى جالو أحد الباعة أن “الزهور بضاعة جيدة”.
ومهما يكن من أمر فإن قلاع المجتمع الموريتاني لم تعد “محصنة” أمام التقاليد القادمة من العالم الآخر، في ظل تهاوي دفاعات القديم، تحت معاول العولمة والقرية الكونية الواحدة.
ص. ميديا