اتهم رجل الأعمال الموريتاني المقيم في مراكش بالمغرب محمد ولد بوعماتو النظام الموريتاني بالفساد وسوء التسيبر في مداخلة له في مؤتمر بمراكش حيث قارن موريتانيا بجزر الكناري بإسبانيا قائلا: “قارنو معي هذه الأرقام في جزر الكاناري يقيم 2 مليون نسمة ويصل دخلها القومي 48 مليار دولار في السنة بينما في موريتانيا القريبة منها يقيم 4 مليون نسمة ودخلها لا يتجاوز 5.5 مليار دولار في السنة رغم أن موريتانيا دولة تزخر بالكثير من الثروات من حديد ونحاس وذهب وثروة سمكية كبيرة وأراضي زراعية خصبة على ضفاف نهر كل هذا بسبب سوء التسيير والفساد “.
وتابع ولد بوعماتو قائلا “ما يعيق التنمية في أفريقيا عن التقدم هو سوء الحكامة والتيسير؛ فغالبية رؤساء أفريقيا يحكمون ليس من أجل خدمة مواطنيهم وإنما يحكمون بهاجس خدمة ذواتهم وستلاحظون أن من علامات ذلك مشاركة هؤلاء الرؤساء المتهمون بالفساد في المناقصات في دولهم عن طريق مؤسسات ينافسون من خلالها رجال أعمال بلدهم.
هؤلاء الرؤساء من علاماتهم أنهم يراكمون الكثير من الأموال بواجهات متعددة وخاصة المقربون منهم: أبناءهم وزوجاتهم وأزواج بناتهم والمقربين منهم عموما وستلاحظون أنه حصل ثراء سريع لهذه الطبقة القريبة منهم في سنوات حكمهم وهذا هو المعوق الأساسي للتنمية في بلدانهم”.
وأضاف ولد بوعماتو في مداخلته “إن الدول الأفريقية لا تستورد من الأوروبيين سوى القشور من ساعات وسيارات فلا تستورد منهم حسن التسيير فالأوروبيون مثلا إذا سرق أحدهم قيمة ساعة أو بذلة يحاكم ويسجن ويخسر مستقبله السياسي؛ بينما هؤلاء الحكام الأفارقة الذين ضربنا المثال ببعضهم يسرقون المليارات ولا يساءلون عن ذلك وهذا من أسباب ضعف التنمية والرقي بهذه البلدان” حسب تعبيره.
وجاءت مداخلة ولد بوعماتو في ندوة دولية بمراكش بوصفه رئيس مؤسسة تكافؤ الفرص بإفريقيا حيث تناولت الندوة التي نظمتها مجلة “دو أفريكا روبورت” التابعة لمجموعة “جون أفريك بشراكة مع مؤسسة “محمد إبراهيم” تناولت موضوع “التنمية بإفريقيا، هل تعد خيالا”، وتعرضت المداخلات للمنجزات والتطورات الكبرى التي تحققت بإفريقيا والعوائق التي مازالت تعوق التقدم في بعضها، وأكدت الندوة على ضرورة ضمان التوزيع العادل للثروة على نحو يسمح باستفادة كافة شرائح المجتمع من ثمار النمو.