أثار انتباهي في تعليقات البعض علي مقابلة جميل ولد منصور مع الزميل الشيخ سيدي عبد الله الكثير من الأمور، لعل أبرزها جهل البعض بشخصية الرجل، وقوة المبادرة لديه، والجرأة الزائدة.
أتذكر سجنه في ملف محاولة انقلاب 2004 أننا كنا نعيش ظروفا صعبة بحكم غطرسة الرئيس وأجهزته الأمنية، وكنا في وكالة الأخبار نحاول أن نكسر الصمت المطبق من خلال نشر كل ماهو محظور، وفجأة تم توقيف الرجل من قبل الأمن السياسي، وكان نشطاء الفرسان يخضعون لتعذيب بشع من قبل أجهزة الأمن بقيادة الثنائي الشهير اعل ولد محمد فال ودداهي ولد عبد الله.
كان كل واحد منا يتحسس رقبته، ويدرك أنه قد يكون الضحية القادم، ولكن كانت العزيمة قوية بفعل الهدف المشترك، والرؤية التي يمتلك بعض من وفقنا في صحبته خلال الفترة الماضية .
ذات ليل اتصل بي زميل اعرفه ، وقال بأنه توصل ببيان من السجناء الثلاثة (الشيخ محمد الحسن ولد الددو – محمد جميل ولد منصور – المختار ولد محمد موسي) ، تواعدنا في مكان ما وبعد الاطلاع عليه أدركنا صدقية البيان بحكم أنه خط الرئيس محمد جميل ولد منصور الذي نعرفه.
حمل البيان ادانة شديدة للتعذيب الذي يمارس ضد فرسان التغيير، ووصف صعب لما رأو وسمعوا خلال المعتقل، وكان فيه مطالب أبرزها وقف سياسة التعذيب، رفض الزج بالإسلاميين في انقلاب 2004، تنبيه الساحة السياسية الي خطورة النظام القائم علي الديمقراطية والوحدة الداخلية، والتأكيد علي التشبث بالسلمية والنضال إلي الوصول لمحرلة أخير أكثر اقناعا للموريتانيين.
لم أتردد في نشر البيان الذي شكل تسريبه صدمة للأمن، وكان – كما علمت لاحقا- محل مناقشة علي مستويات عليا، قبل أن نتمكن من نشر الصور المأخوذة من السجن والتي شكلت أبرز ضربة يواجهها نظام القمع، وبداية فرج علي المعتقلين كافة، رغم أنها أعادت ولد منصور ورفاقه إلي السجن بتهمة تسريب الصور. وهو أمر لاعلاقة لهم به.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك