مقالات

كلمة في حق الرئيس السيد مسعود ولد بلخير رئيس حزب التحالف الشعبي

تمثل الكلمة الطيبة قمة المسؤولية وجسر التواصل وصمام الأمام ، وهي فوق ذلك تشكل الحد الفاصل بين الانسجام والتناقض ، وبين السمو الأخلاقي ، وبين االتردي في أوحال الذاتية
فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة ، تجتث من فوق الأرض ما لها من قرار
إن الكلمة اليوم هي عنوان صاحبها، وهي ترجمة صادقة لما يدور في خلده ، وعلى ضوء ذلك تترك الأثر الإيجابي أو العكس ، والمتتبع لكلمة السيد الرئيس مسعود ولد بلخير رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي في المهرجان الآخير الحاشد الذي نظمه الحزب مساء الإثنين : 30 / 05 /2016
ولو أن الجميع بات من المعروف لديه الحاجة لهذه الخرجات الوطنية الصائبة التي عودنا عليها السيد مسعود ولد بلخير هذا الجبل المانع ، السياسي المحنك ، وحتى أن الجميع أصبح يعول على نجاعة ما يقوم به الرجل اتجاه هذا الوطن ، إذ أن وحدة الشعب الموريتاني وانسجام مكوناته على أرضية صلبة هي قناعة هذا الرجل وهي تاريخه وثقافته حقا
إن التكامل والتكافل وتقاسم السراء والضراء والوعي بالمسؤولية من أجل البلد والشعب هي مسؤولية ، يجب على الكل تقديرها بعيدا عن العزف على وتر العنصرية والفئوية والجهوية ، من أجل كسب أي شيء مهما كان ، هنيئا لكم يا سيادة الرئيس مسعود على تربية النخب والجماهير ، على احترام الخيارات الشعبية الوطنية لموريتانيا العزيزة ، والتسليم بذلك والخضوع له ، ذلك ما يصنع من هذه الجماهير والنخب مستقبلا صالحا إيجابيا صادقا مع موريتانيا الجديدة ، إن النهج السياسي الموريتاني المسعودي الإصلاحي ، هو اليوم بصدق نهج رائد لما تحتاجه موريتانيا الغد ، حيث الصدق والتواضع ونكران الذات هم عنوان هذا الإصلاح ، بعيدا عن النظريات الأنانية الميكافيلية التي وللأسف كثر خدامها وروادها ، ولو تفيهقوا في الخطاب وتملقوا في الإرادة ، الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فلا مكان للتهويل والتخويف والتلويح بمشاكل تهدد وجود البلد من أي جهة كانت .
إن من يتسابق لحلبة الرئاسة بالتراضي ، يجب أن يبتعد عن الإساءة لهذا الشعب ذلك أن موريتانيا وحدة وأرضا وشعبا وسيادة ، فوق الجميع ، فحرام حرام حرام النهش في جذورها وأصولها وألوانها ، مهما اختلفت هذه الجذور ، والأصول والألوان فستقطع أي يد ويستأصل أي لسان عبث بهذه الثوابت .
وفي هذا الإطار نطالب الجهات المعنية بالبلد ، رئاسة الجمهورية أولا ، قيادة الأحزاب السياسة ثانيا ، أن يرحموا أهل هذا البلد وأن يسيروا به سيرا لائقا وأن لا يتجهوا أي اتجاه لا يليق بمكانته الحضارية والأخلاقية والسياسية ، نطالبهم أن يجلسوا فورا على طاولة الحوار وذلك بروح قوية ، تمكن الجميع من أن يتغلب على الذاتية والفردية المطوية فيه ، من أجل وطن وشعب بأسره ، ونطالب كل الفرقاء موالاة ومعارضة ، أن يضعوا مصلحة موريتانيا فوق كل ذلك ، وأن يجعلوا من ذلك خيارا حضاريا وخدمة سياسية وطنية تهم الجميع ، نطالب كل الأطياف الوطنية بذلك ونريد من الجميع أن يجسد نتائج هذا الحوار وأن يتجه بها اتجاها حكيما حتى تخرج إلى النور ، وأن تكون اللقاءات طيلة الحوار متعددة الجلسات وأن تكون المطارحات متبادلة ، كذلك وجهات النظر متقاربة بالضرورة ، وإن اختلفت النظريات والتوجهات ، كما نرجوا أن يكون الحوار مباشرا تقوم الجهات الإعلامية بتغطية مباشرة له ، لكي تكون الأمة بكاملها شاهدة على من تقدم ومن تأخر من دون تهم الخصم ، وأن يترك صدى إيجابيا واسعا في الرأي العام الوطني فحينها سيعتبره الجميع سبقا سياسيا فريدا ، وتدشينا للبنة ديموقراطية رائدة ، وأن يكون هذا الحوار مفتوح الأبواب ، يدخل فيه كل من أراد مهما كانت انشغالاته الشخصية
إن الحوار التشاوري الذي دعا له رئيس الجمهورية منسقية المعارضة ، هو خطوة جبارة في إطار احترام النظم والمثل والمؤسسات الديمقراطية ، ونحن إن شاء الله في النهاية كجماهير وشعوب ومواطنين ، سنكون شاهدين حاضرين لما سيتم عليه الإجماع ، وستكون لنا كلمة سواء بين الفرقاء ، فكل أيامنا أعيادا ، حينما يتوافق الجميع ويتراضى على الطريقة الشريفة المحترمة لمكانتنا كأمة ، إذ أننا نسعد ونبتهج بل تروق لنا الحياة ، عندما نرى موريتانيا دائما وأبدا تنعم بمستقبل زاهر وسكينة هادئة واستقرار دائم ، موريتانيا مسار البناء ، موريتانيا الإعمار ، موريتانيا الأمن القوة ، موريتانيا الحاضرة ، في مصاف الدول الرائدة
أخيرا نثمن الجهود الوطنية التي بذلتها بعض الأحزاب السياسية في الدخول مباشرة في حوار جاد ومفيد وبناء ، لجميع الأطراف من أجل صياغة المستقبل ، كما لا نرتاح ، بل نحزن لا قدر الله للعودة بالبلاد إلى الوراء واستمرار “عقدة” العجز المزمنة ، التي تشكك في استيعاب البلد للتطورات السياسية والاقتصادية التي يطمح لها الجميع ، سواء على المستوى الوطني أو المستوى الدولي.
هكذا أردت من خلال هذه الكلمة إضافة جديدة لما للسيد الرئيس مسعود ولد بلخير رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي من إنجاز على الصعيد الوطني ، وأن تكون كلمة أو شهادة حاضرة لمن يتسطر التاريخ السياسي النظيف للرجل ، وقديما قالوا : التاريخ سجل الحياة.

باب ولد حد أمين
ناشط سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى