بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
من بيرام الداه اعبيد الى نساء وشباب ورجال وشيوخ الجماهير الانعتاقية الموريتانية، ومن خلالهم الى جميع الموريتانيين ذوي النوايا الحسنة، والى كل الأشخاص والمنظمات والحكومات المتمسكين بالعدل والحرية وكرامة البشر عبر العالم.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة، بعد عام ونصف العام وانا وراء القضبان، ها أنا أخاطبكم لأهيب بكم وأشيد بكم، واشد على أيديكم لما بذلتم وضحيتم من اجلي أنا وأخي ورفيقي في السجن ابراهيم بلال رمظان وعائلتينا.
اكتب لكم أيضا لأؤكد لكم بقائي على الدرب وتشبثي بالمبادئ والمواقف التي اودت بنا الى السجن، وتأكدوا ان معنوياتنا وجلدنا وصبرنا وإيبائنا تقوي فينا وتزداد يوما بعد يوم، بتوفيق من الناصر المنتصر والعزيز المعز لله تبارك وتعالى: ومن عطاء الله العطاء المنان جل جلاله انه مد في أعمارنا لنعيش الذكرى الرابعة لأكبر عمل تقربت به الى ربي وخالقي وهو حادثة الحرق الطوعي والرمزي لكتب العبودية، والافك على الله تبارك وتعالى وعلى رسوله صلوات الله وسلامه عليه، كتب كانت وما زالت ذريعة ومرجعا وأساسا في البلد الإسلامي لتضيع أوصال المسلمين واستباحة أعراضهم وأموالهم ودمائهم، كتب أحلت الحرام وحرمت الحلال، كتب سدت باب الألفة والأخوة والتكافل بين مسلمي القطر الواحد، كتب امتطاها أشرار البلاد فسخروها لنزواتهم، وكراهيتهم وجاهليتهم، كتب حرقناها رمزيا في 27 ابريل 2012 انتصارا لكتاب الله ولسنة رسوله السمحاء، وكإشارة لانطلاق انتفاضة العقيدة والأخلاق والأفكار الإسلامية الحقة والعادلة والأصيلة ضد تأويل وتزييف المتغلبين في المجتمع من المجموعات غير الورعة والظالمة المتقولين على الله ورسوله لحاجة السطو والهيمنة والتكبر والهلع التي تمتلك أنفسهم وتتفشي في ثقافتهم.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة، ان مناسبة المحرقة المجيدة لفرصة تاريخية أريد ان أجدد من خلالها عهدي لجميع المظلومين في بلدي من لحراطين، ولمعلمين وابولار والسوننكي وولوف وبمبارا وبربر وعرب، اني انا ومن معي سنبقي واقفين صامدين بجانبهم ومن اجلهم ولو كنا في غياهب السجون او على حبل المشنقة حتى نلقي الله العلي القدير او ننتصر نصرا فاتحا.و لا يسعني إلا أن أشيد بالمواقف النيرة لشخصيات دينية و فقهية و فكرية ساهمت في النقاش المحتدم حول العبودية و ما يرافقها من حيف ضد شعب لحراطين،فلهؤلاء المنة علينا و علي الشعب الموريتاني ككل.
ومن ناحية أخري فاني أجدد تعهدي للظلمة وبطانتهم أنهم سيجدونا أمامهم بالمرصاد متى حيينا ان شاء الله.
ايها الموريتانيون اني اهيب بكم جميعا افرادا او مجموعات، احزابا ومنظمات كي تتغلبوا على الحواجز العرقية والفئوية والسياسية في هذه الظرفية الحرجة والخطيرة التي ابتلاكم فيها ربكم بحكم جلف عضود لا ورع له ولا روية يضرب بعضكم ببعض باذكاء نعرات الفتنة وتوزيع الحيف والحرمان.
اخواتي اخوتي ان هذا النظام الجاثم على مقدرات بلادنا وجسمها المنهك ينمي سرطان العبودية المستشري في اريافنا ومدننا ويدعم المجرمين المتلبسين والمدمنين على هذه الجريمة الشنيعة.
ان هذا النظام يرتكز على سياسة عنصرية تعمق جراح وجرائم الابادة العرقية وذلك بتصفيتهم الممنهجة من الاسلاك العسكرية والامنية ودفعات الاداريين والماليين والقضاة واقصائهم من عالم المال والاعمال وسد ابواب التعلم والتكوين المميز امامهم.
اخواتي اخوتي، ايها الموريتانيون ان نظام محمد ولد عبد العزيز الديكتاتوري خنق الحريات السياسية والصحفية والنشاط الحقوقي وذلك بتضيقه المتزايد على حرية التجمع والتعبير حيث تجلى ذلك بحظر الاحزاب والمنظمات المدنية وسجن اصحاب الرأي وحظر البرامج لاذاعية والتلفزيونية وتوقيف الصحفيين وملاحقة السياسيين المعارضين في حقوقهم المهنية ومصادر ارزاقهم، وكذلك العمل على تجفيف مصادر ربح وارزاق جميع رجال الاعمال الموريتانيين الغير منصاعين للتطبيل لرئيس النظام الائم.
سيداتي سادتي ايها الموريتانيون، ان جميع الاوساط الموريتانية من مختلف الاعراق والمشارب، اكتوت وما زالت تكتوي بجور هذا النظام المتسلط والظالم المتجاهل للشرع والقانون والدستور.
فمع ضحايا العبودية والعنصرية ثمة ضحايا السجون السرية والمحاكمات الصورية والغير عادلة، وضحايا العبودية العقارية وغصب الملكية العقارية والضحايا بعشرات الآلاف من عمال المناجم والمصانع والموانئ والضحايا كثر من سياسيين وصحفيين ورجال أعمال وقضاة وضباط شرطة قضائية مجبرين على تغليب أوامر الملك وحاشيته على شرع الله ونص القانون.
أيتها الأخوات أيها الإخوة يا بنات وأبناء موريتانيا، ان مبادرة انبعاث الحركة الانعتاية “ايرا” تمد يد المصالحة والتآخي لكل الموريتانيين أفرادا او جماعات او منظمات او أحزاب لميثاق شرف وطني وسلمي مستند على مبادئ القرآن الكريم والشريعة المحمدية والقوانين الوطنية والدولية، ميثاق شرف وإخوة ولحمة وطنية يضع في أولوياته الرجوع الى الأخوة الاسلامية الحقيقية ومبدأ المواطنة في دولة القانون ورفع المظالم وتأدية الحقوق وإنقاذ الديمقراطية وإشاعة حقوق الإنسان بدءا بالتوحد للدفاع عن الدستور، دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
والله ولي التوفيق
بيرام الداه اعبيد 26 ابريل 2016