الأخبار

النقد الناعم أصدق الشكر و أعذبه!! (تدوينة)

النقد الناعم المُلتزٍم بالضوابط و الآداب البادئ عن حسن نية بذكر المحاسن و الإيجابيات المَبَيٍنُ بقوة في لطف للنواقص و السلبيات الخَاتٍمٍ بالبدائل و الاقتراحات المًوًجًهِ إلي ذوي الشأن العام علي اختلاف مراتبهم هو أحدث طَبَعَاتِ الشكر و الثناء تماما كما أن المديح الهابط و النفاق الخالص هو أقدم نسخ الشكر و أكذبها و أكثرها فسادا و إفسادا. و النقد الناعم هو أصدق الشكر وأعذبه و ما كان النقد الناعم الهادئ الرشيد في كلام إلا زانه و ما كان المديح و “التصفيق” و الإسفاف في حديث إلا شانه.
و الحق أني لا أعلم في التاريخ السياسي و الإداري الحديث بظاهرة أضرت معنويا بهيبة المثقفين و الأطر و النخب الوطنية و المراجع المجتمعية أكثر من ما أضرت ظاهرة التملق و التزلف و النفاق السياسي و الإداري التي بلغت مستويات تشكل خطرا علي كرامة البشر و لو سُئِلْتُ لاقترحت تصنيفها تحت مصطلح” الانتهاك الذاتي لحقوق الإنسان” و لطالبت بإدراجها ضمن خانة خوارم المروءة و الجرائم ضد الكرامة الإنسانية.
و قد بلغت ظاهرة النفاق السياسي و الإداري حدا أن ذاع في الناس – و هم في ذلك مُبَالِغُون- أنها أوردت البعض مشارف “فقدان العقل ” و إن كان من المتفق عليه أنها أسقطت العديد من أعلام المثقفين و السياسيين و صانعي الإدراك الوطني من قلوب الرأي العام و صَيًرَتْهُمْ “رموز نفاق سياسي” كما أبعدت آخرين عن الأضواء السياسية و الإعلامية حين اسْوَدًتْ وجوههم من إسفاف ما كتبوا أو نطقوا في لحظات ضعف: جشع أو جوع أو خوف أو ” سُكْرٍ سياسي”.

من صفحة السفير السابق المختار ولد داهي على الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى