الأخبار

فقيه موريتاني : زواج المسلم من الكتابيّة أعظم تعايش بين الديانات

قال اسلموا سيدي المصطف، وهو باحث موريتاني في مجال الشريعة الإسلامية، ووزير الثقافة والتوجيه سابقا، إن التعايش يعتبر أحد المبادئ الأساسية في الدين الإسلاميّ، موردا عددا من الآيات الواردة في القرآن الكريم، والتي تحث على التعايش بين الناس، كآية: (يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، قائلا إنها موجّهة إلى البشرية جمعاء.

واعتبر عالم الدّين الموريتاني، في محاضرة ضمن الاجتماع الثالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الذي تحتضنه الرباط اليوم الاثنين، أنّ التعايش يجب أن يكون موجّها إلى المخالفين في الدين، مستدلا بالآية القرآنية: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا). وأكد المتحدث أنّه “بدون التعايش بين البشرية لا يمكن أن يحصل التعمير والخلافة في الأرض”.

وفي الوقت الذي يُتَّهم الإسلام بكونه دينا لا يقبل التعايش، في ظل تنامي الفكر المتطرف، وما ينجم عنه من كراهية، فنّد اسلمو سيد المصطف ذلك، مشيرا في هذا الصدد إلى إباحة زواج المسلم من الكتابية، قائلا: “ليس هناك تعايش أعظم من أن يتزوج المسلم بمسيحية، تأكل لحم الخنزير، وتشرب الخمر، ولا يستطيع منعها من الذهاب إلى الكنيسة… ليس هناك تعايش أعظم من هذا”.

وانتقد الفقيه الموريتاني المتطرفين حين حديثه عن جواز زواج المسلم بالكتابيّة، بصريح النصّ القرآني، انطلاقا من الآية: (اليوم أحلّ لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حِلّ لكم وطعامكم حلّ لهم والمحصنات من المومنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب..)، قائلا: “لو لم تكن هذه الآية الواردة في القرآن الكريم تُتلى لقال المتطرفون إنها غير موجودة أصلا”.

وقال وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني السابق إن الخطاب الإسلامي بحاجة إلى التجديد المستمر، حتى يكون مسايرا لتطورات العصر، مشددا على ضرورة أن يكون متجددا حسب الزمان والمكان، وأن يكون متكيّفا مع الموقع والبيئة الثقافية للمجتمع، انطلاقا من الحديث الشريف (يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها).

واستطرد المتحدث بأن “التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وحده كاف لتأكيد ضرورة تجديد الخطاب الديني، نظرا لانعكاس هذا التطور على الدين بلا حدود”، مضيفا: “لن يحصل التأثير بمخاطبة الناس بخطابِ كان سائدا قبل ألف وأربعمائة عام، فحتى اللغة المتداولة وقتها لا يستطيع أحد أن يستفيد منها، لذلك لا بد من تجديد الخطاب الديني بما يلائم حاجيات العصر”.

المصدر : هسبريس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى