الأخبار

ولد عبد العزيز يعلن بمناسبة ذكرى الـ55 للاستقلال التكفل بعلاج كبار السن وإعانة أبناء الشهداء

أعلن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في خطاب إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال 55 لعيد الاستقلال الوطني عن تكفل الدولة مع بداية 2016 بمصاريف علاج كبارالسن وإنشاء صندوق للمساهمة في تمويل التأمين الصحي للحمالين والبحارة وآخرلتقديم معونات اجتماعية لأبناء الشهداء.

وكرر رئيس الجمهورية تمسكه بالحوار نهجا لتجاوز كل العقبات، والتعاون على بناء الوطن، داعيا كافة الفاعلين السياسيين، وهيئات المجتمع المدني، والعلماء، وقادة الفكر،إلى العمل على إشاعة ثقافة الحوار،والانفتاح على مختلف الآراء والتوجهات الوطنية.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب الهام .

“والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

– أيها المواطنون،

– أيتها المواطنات،

تحتفل بلادنا غدا، بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد استقلالنا الوطني. وبهذه المناسبة العزيزة، أتوجه الى كل الموريتانيين، والموريتانيات، بأحر التهاني، داعيا الله عز وجل أن يحفظ أمتنا، ويحمي وطننا.

ان الإحتفال بذكرى استقلالنا الوطني، فرصة سانحة لتجديد الشكر والعرفان، لأولئك الأبطال الذين تصدوا للمستعمر، بشجاعة فائقة وتضحية خالصة، فأفشلوا مخططاته، وأربكوا تحركاته.

كما أتوجه باسمكم جميعا، بالتحية إلى قواتنا المسلحة، وقوات أمننا، ضباطا، وضباط صف، وجنودا، على التضحيات الجسام التي يبذلونها باخلاص تام ومهنية عالية، للذود عن حوزتنا الترابية، والحفاظ على أمن الوطن والمواطن، وعلى ما أبدوه من كفاءة عالية، وانضباط أثناء أدائهم لواجب حفظ الأمن، والسلم، في العديد من دول قارتنا الافريقية، حيث اصبحوا مثالا يحتذى.

وأؤكد على أن التدابير التي اتخذتها الدولة، في السنوات الأخيرة، لرفع كفاءة جيشنا الوطني وقوات أمننا، ستتواصل وتتعزز في السنوات القادمة، حتى تظل بلادنا واحة أمن وسلم.

فلنترحم جميعا على أرواح أبطال المقاومة المجيدة وشهداء قواتنا المسلحة وقوات أمننا.

– أيها المواطنون،

– أيتها المواطنات،

إن الهدف الذي نسعى إليه، ونعمل جاهدين على تحقيقه، هو أن تمتد شبكة من الطرق الحديثة، تربط الوطن، من أقصاه الى أقصاه، وتؤمن لمواطنينا التنقل، في ظروف مريحة وآمنة، وأن يلج المواطنون جميعا، في المدن، والقرى، والأرياف، الى الماء الصالح للشرب، وتصلهم الكهرباء بأسعار مناسبة، وتتوفر لهم الخدمات الصحية عالية الجودة، وأن تنهض المدرسة العمومية بواجبها، فتجمع الموريتانيين حول قيم المعرفة والوطنية، وأن تتطور الصناعات، وأن يشارك الشباب بفعالية في بناء الوطن ورسم مستقبله، وأن تحتل المرأة المكانة اللائقة بها.. كل ذلك في أجواء هادئة، وآمنة، ينعم فيها البلد بالديمقراطية، والمواطن بحقوقه كاملة.

لقد مثلت هذه الأهداف النبيلة برامج عمل لمختلف القطاعات الحكومية، فاحتل بناء الانسان الأولوية في العمل الحكومي، والخطط التنموية. ففي مجال التعليم والتكوين المهني، عرفت البلاد نهضة شاملة وسريعة، فتم توسيع قاعدة الولوج الى التعليم، وتشجيع التخصصات العلمية، واستحداث مؤسسات التميز في جميع مراحل التعليم كما تم تكثيف التدخل في مجال البنى التحتية، وفي مجال التعليم العالي عرفت بلادنا نقلة نوعية من جامعة واحدة، سنة 2009، الى ثلاث جامعات ومدارس عليا متخصصة، ومعاهد علمية. وفي مجال التدريب والتكوين المهني، تم تنويع التكوين ومضاعفة عدد المراكز لتزويد السوق الوطنية بالكفاءات الضرورية.

وفي القطاع الصحي، تم التوسع في بناء وتجهيز المستشفيات العامة والمتخصصة، والمستوصفات، والنقاط الصحية، على كافة التراب الوطني. كما تم تعزيز الموارد البشرية عن طريق اكتتابات معتبرة في مختلف التخصصات، كما تم اعتماد الخطة الوطنية 2012-2020 لتطوير القطاع.

وفي مجال المياه والصرف الصحي، تم رفع نسبة الولوج الى الماء الصالح للشرب من 45% سنة 2009، الى ما يناهز 68% سنة 2015. وتتواصل الأعمال لتنفيذ مشاريع استراتيجية، مثل مشروع أظهر، ومشروع آفطوط الشرقي، وهو ما سيمكن من تحقيق نسبة 80% من الولوج الى الماء الصالح للشرب مع نهاية 2018.

وفي مجال الصرف الصحي، أعطيت الإشارة لانطلاق أشغال صرف مياه الامطار في مدينة نواكشوط، كخطوة أولى لمشروع الصرف الصحي للعاصمة.

وفي مجال الطاقة، استثمرت الدولة امكانات كبيرة لتحسين الانتاج وتنويعه، باستغلال مصادر الطاقة المتجددة، ومد شبكة التوزيع لتصل القرى والتجمعات السكنية، في المناطق البعيدة من المدن الرئيسية. وهكذا عرفت قدراتنا الانتاجية خلال السنوات الست الاخيرة تطورا كبيرا، فوصلت 360 ميغاوات سنة 2015 بعد ان كانت 44 ميغاوات سنة 2009، كما تم القيام بجهود كبيرة لكهربة الوسط الريفي. وسيتعزز هذا البرنامج الطموح باستغلال حقل بندا للغاز الذي سينتج اكثر من 700 ميغاوات.

يضاف الى برنامج انتاج الطاقة، برنامج آخر لنقلها داخل الوطن وتصدير الفائض منها للخارج.

وفي مجال البنى التحتية الاساسية، تم فك العزلة عن عواصم الولايات، وغالبية المقاطعات، بفضل شبكة طرق حديثة معبدة بلغت أربعة آلاف وستمائة كيلومتر، في حين لم تكن تتجاوز 2720 كلم سنة 2009، يضاف الى ذلك توسعة واستحداث الموانئ البحرية والمطارات، وفي هذا الاطار يمثل مطار ام التونسي الدولي، الذي شارفت الأعمال فيه على الاكتمال انجازا سيعطي للنقل الجوي في بلادنا نقلة نوعية، لما يمتاز به من مواصفات عالية حسب المعايير الدولية. ونتيجة لجودة العمل المنجز أهنئ شركة النجاح، إدارة، ومهندسين، وعمالا.

وفي مجال الصيد، وبعد استكمال اعادة تأهيل البنى التحتية في نواذيبو واستغلال السفن، التي تم تصنيعها بموارد وخبرات وطنية، انطلق العمل في تشييد ميناء تانيت، أول ميناء للصيد في المنطقة الوسطى من واجهتنا البحرية. وفي اطار الاستراتيجية الجديدة للقطاع، يجري تشيد ثلاثة موانئ أخرى جنوب نواكشوط، من بينها ميناء متعدد المهام، في اقصى نقطة في حدودنا البحرية. ويشمل هذا الميناء رصيفا للصيد، ورصيفا تجاريا، وآخر عسكريا، بالاضافة الى ورشة لصناعة وصيانة السفن. وستنطلق الاعمال في هذه المنشأة خلال ستة أشهر بعد انتهاء الدراسات.

اما قطاع الزراعة فقد عرف تطورا كبيرا في حجم المحاصيل وتنوعها، وزيادة المساحات المستصلحة، وبذلك تضاعف الانتاج اربع مرات خلال الفترة من 2009 الى 2015. ومن المتوقع ان تزداد المحاصيل بشكل كبير، مع بداية استغلال قناة الري البالغ طولها خمسة وخمسين كيلومتر، لاستصلاح 16000 هكتار، فقد مكنت هذه النهضة الزراعية، من دمج العديد من حملة الشهادات في قطاع الزراعة.

وفي مجال الثروة الحيوانية، عملت الدولة على دمج هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني، عن طريق اتخاذ كافة الاجراءات لتطويره، والاستغلال الامثل لما يوفره من امكانات، وفرص عمل. فقد تم تشييد مصنع للألبان في مدينة النعمة، والعمل جار على تشييد مصنع آخر في بوغي. كما حقق مشروع تحسين السلالات نجاحات كبيرة.

– أيها المواطنون،

– أيتها المواطنات،

لقد ظل الحوار السياسي الجاد والمنفتح على جميع مكونات الطيف السياسي الوطني، خيارا ثابتا، جددنا حرصنا عليه في كل المناسبات، وفي هذا اليوم الوطني السعيد، نكرر تمسكنا بالحوار نهجا لتجاوز كل العقبات، والتعاون على بناء الوطن، وندعو كافة الفاعلين السياسيين، وهيئات المجتمع المدني، والعلماء، وقادة الفكر، الى العمل على اشاعة ثقافة الحوار، والانفتاح على مختلف الآراء والتوجهات الوطنية.

-أيها المواطنون،

-أيتها المواطنات،

إن أجواء الحرية والسكينة التي تنعم بها بلادنا، ينبغي ان تشعرنا جميعا، بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقنا، للذود عن وحدتنا الوطنية، وتعزيز لحمتنا الاجتماعية. فقد عرف الشعب الموريتاني، على مر العصور، كيف يستثمر ثراء تنوعه الاجتماعي والثقافي، في ظل عقيدة الاسلام السمحة. وعملت الدولة، بحكمة وثبات على تعزيز قيم الديمقراطية، والعدل، والمساواة، وتمكين المرأة. كما أولت اهتماما خاصا للشباب، لدفعه الى المشاركة الفعالة في بناء الوطن. فنظمنا “لقاء الشباب انتم الأمل” الذي مكن هذه الشريحة من عرض أفكار متميزة، وجدت مكانها في برنامج عمل الحكومة، وأعلنا مؤخرا تشكيل المجلس الأعلى للشباب ليكون بوتقة تنصهر فيها الآراء، والأفكار، والمبادرات.

وتمشيا مع إرادتنا الراسخة في الانحياز الدائم للفئات الهشة، والعمل الدؤوب على تحسين ظروفها المعيشية، وإحاطتها بعناية ورعاية الدولة، تقرر، ابتداء من السنة القادمة، انشاء صندوق يساهم في تمويل التأمين الصحي للحمالين، والبحارة، وان تتكفل الدولة بمصاريف علاج كبار السن، الذين تجاوزوا خمسا وسبعين سنة. كما تقرر انشاء صندوق خاص يقدم معونات اجتماعية لأبناء شهداء قواتنا المسلحة وقوات أمننا، حتى بلوغهم سن الرشد، ويساعدهم على اتمام دراستهم. فهم يستحقون على هذا الوطن عناية فائقة وتقديرا كبيرا.

– أيها المواطنون،

– أيتها المواطنات،

إننا لفخورون جميعا بجمهوريتنا الاسلامية، التي تحمي الحريات العامة والخاصة، وتكفل حرية التعبير في ظل نظام ديمقراطي ومؤسساتي، وقضاء مستقل. فلنحافظ جميعا على قيمنا الفاضلة، ولنعتز بتاريخنا المجيد، ولنستخلص العبر والدروس مما يدور حولنا.

عاشت موريتانيا حرة ومزدهرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

و.م.أ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى