مقالات

رد دفالي ولد الشين على تصريحات القاسم ولد بلالي

في البداية أجدني ملزما بتجديد طلبي لقناة الساحل المحترمة، في منحي حقي في الرد على الكلام الموجه لشخصي ولرفاقي وللحركة التي أنتمي إليها من طرف القاسم ولد بلالي ،
وهو حق تكفله قوانين الصحافة وأخلاقيات الإعلام وضوابط المهنية والإلتزام ، ولاينبغي أن تكون طبيعة البرامج أو نوعية ضيوفها مبررا للتلاعب بهذا الحق وإهماله ، وحين تستمر قناة الساحل في منح رؤساء الأحزاب والنواب من ضيوفها فرصة التطاول على الناس ، فإنها تقودنا للتفكير في تأسيس أحزاب سياسية ينتهي دورها بمجرد الظهور على القناة ورد الكلام الموجه من ضيوفها. قبل الدخول في رد قد لايكون قصيرا أو مقتضبا على سيل الكلام الكاذب وسيل الهراء وتزييف الحقائق والمهاترات التي دأب عليها القاسم ولد بلال وأعتمدها أسلوب حياة، فإني أجدني ملزما بالإعتذار الكبير لعائلة القاسم، زوجته ، وأولاده، وأخواته ،وأولاد أخواته ، على ما قد يصدر هنا من كلام جارح في حق القاسم وعذري أن الحقيقة بطبعها جارحة وبطبعها صادمة .. فقد تجاوزت له الرسالة السرية للوالي ، وذكرني فيها شخصيا إضافة للسيد آبيه ولد محمد صالح وعبد الله ولد البنان، وسيد احمد ولد البنان ، ذاكرا فيها أننا هم سبب البلبلة في المدينة ، كما تجاوزت المؤتمر الصحفي بعد نتائج الانتخابات 2006 والذي تجاوز في حقي كثيرا وفي حق إبراهيم ولد بيداه وكثيرين غيرنا . لاتوجد سابق معركة بيني وبين القاسم ولد بلال، ولايوجد سابق إحتكاك ولم يصنف يوما في تاريخه “المجهري” كجزء من مواجهة سياسية بالنسبة لي ، لكن طبيعة القاسم وتكوينه وتخصصه في خوض المعارك ضد طواحين الهواء جعلته يجيد المخاصمة في كل مكان ويصنع الخصوم من كل أحد ، من في موريتانيا شرقها ،غربها ،جنوبها ،شمالها لم تصله سلاطة لسان القاسم ولم تؤذه بذاءة القاسم ، وليس كلامي هنا بدافع مواجهة، ولو كانت بيننا لما كنت وفرته في 3 حلقات متتالية أجريتها من برنامج الصفحة الأخيرة ،قدمت فيها شهادتي على حقبة زاخرة من التاريخ والأحداث، لم أذكر فيها إسم القاسم ولم أتطرق له. لعدة أسباب أولها عدم حضوره في أي حدث تاريخي ذا قيمة، ثانيها إصراري على ذكر المفيد والمهم والقاسم ليس مفيدا ولا هو بمهم . يستهل القاسم هرائه بأن مشكلتي معه ومشكلة الأستاذ محمد يحظيه بدأت في العام 1969 عندما وصلته رسالة إنتساب لحزب البعث من طرف الأستاذ محمد يحظيه ومن طرفي ، ورفض الإنتساب ، وعلى هذا الأساس صنفناه عدوا وبدأنا في مواجهته من تلك اللحظة والوقوف في وجهه ، ولتفكيك هذه الكذبة لن نحتاج للكثير : أولا : في العام 1969 أنا شخصيا لم أصبح بعد بعثيا ولم أسمع به حتى ، فكيف أدعوه هو للإنتساب وكيف أرسل الرسائل للانتساب لشيئ لا أعرفه . ثانيا : على مر تاريخ حزب البعث في كل الأقطار العربية لم يكن الإنتساب عن طريق توجيه الرسائل ، ولا يستطيع أحد هنا أو في أي مكان آخر أن يقول أنه تلقى رسالة إنتساب من حزب البعث على أي مستوى من مستوياته التنظيمية ، ثم إن الأستاذ محمد يحظيه من مفكري البعث الغارقين في إستيعاب وفهم التنظير البعثي حتى أصبح جزءا من السلوك العام لحياته ، فكيف يتنازل ليمارس الدعوة لقناعاته بهذا الأسلوب المبتذل . ثالثا : بخصوص مواجهتنا له والوقوف في وجهه، ودعم محمد يحظيه لي أنا في انواذيبو ضد القاسم ، أقول له وهو عارف وكل موريتانيا تعرف أن الأستاذ محمد يحظيه لايمارس السياسة الجهوية ، يكفيه من الجهوية الإنشغال بالشأن الوطني العام ، وإنشيري التي هي ولايته التاريخية لايمارس فيها السياسة ولايستقبل فيها الحكام ، وهو داعم لهم ويقف معهم فخلال عشرين سنة من حكم معاوية وهو مساند له لم يستقبله في اكجوجت ، وكذلك ولد عبد العزيز وهو مساند له ، وآخر إجتماع جهوي حضره كان عام 1971 بدعوة من الراحل أسويدات ولد وداد رحمه الله ، فكيف لايمارس السياسة في إنشيري مسقط رأسه ويمارسها ضد القاسم في انواذيبو . هذا الفرية الكبرى والكذبة التي يحاول القاسم أن يستند عليها في تحديده لطبيعة المشكلة وطبيعة المعركة التي يخوض ضدي وضد غيري من أبناء انواذيبو ، يجب أن يجد لها مبررا مقنعا غير عرضنا عليه الإنتساب للبعث وغير الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل ، وله أقول أن بعثا هز موريتانيا وعجت به السجون وأنضمت له النخب الموريتانية مدنيين وعسكريين ولازال لحد اليوم صامدا بعقول وأقلام منتسبيه لن ينشغل بكسب القاسم ولد بلال. سأوفر على القاسم البحث عن سبب لمشكلته ومبررا للكلام الأخير في الحلقة التلفزيونية ، فمشكلة القاسم الحقيقية الأصلية التاريخية المتجذرة مع الساكنة الأصلية والحقيقية لمدينة انواذيبو خاصة مجموعة أولاد ادليم ، وحربه الحقيقية والتي يخوض بكل الوسائل ــ غير الشريفة طبعا كصاحبها ــ ضد هذه المجموعة وضد نفوذها وتاريخها في المنطقة ، لكن شفقة عليه سأخبره أن هذه المجموعة عز على جلالة فرنسا وعظمة إسبانيا قهرها أو ردها عن طريقها طريق المقاومة وطريق الشرف والكبرياء ولن يستطيع القاسم أن يهز شعرة في مفرق صبي من أولاد ادليم. يا ناطح الجبل العالي ليثلمه أشفق // على الرأس لا تشفق على الجبل يتحدث القاسم دواما عن أن انواذيبو مدينة بلاساكنة ــ كما قال في المقابلة الأخيرة ــ وأرض بلا أهل، كنوع من الكلام الموجه والحديث الملغوم ليوهم الناس أو المستمعين أنها جزيرة بحرية ظهرت مع الدولة الحديثة والإستقلال ، وأصبحت ميناء معدني وسكن لعمال شركة المعادن ثم نقطة تجارية ، مخفيا في هذا الكلام كرهه الدفين للساكنة الأصلية ومحاولته لتزوير التاريخ وتشويه الحقائق ، لكن الحقيقة ستظل ساطعة في السماء ولن تتوقف القافلة ولن يعيقها نبح الكلاب ، ولن تشوش عليها رسالة سرية أرسلها القاسم لوالي انواذيبو اتهم فيها مجموعة أولاد ادليم بأنها مجموعة “متمردة” بالمناسبة هذا التوصيف هو الذي كانت تطلقه فرنسا على مجموعة أولاد ادليم ،فهل صدفة أن يستخدمه القاسم في رسالته السرية للوالي ؟ أم أنه يحاول أن ينجح فيما فشلت فيه فرنسا واسبانيا..؟ أعتقد أن القاسم بحاجة لدرس في تاريخ الأرض التي لاسكان لها ليعرف أي نوع من السكان هم سكان انواذيبو ، وأي تاريخ يمتلكون ، لاشك أنه سمع بمعركة وديان الخروب التي استشهد فيها الأمير سيد أحمد ولد أحمد ولد عيدة ، وهو أبن عم لأولاد ادليم ، لكن ربما لايعرف أنه أبن أختهم لأمه العظيمة “أسماء التاريخ الموريتاني”عيشة منت أعل ولد أحمد ، والتي تحدت الضباط الفرنسيين وهم يقدمون لها رأس ولدها الشهيد على طبق ، وهو الرأس الذي بنيت عليه القاعدة العسكرية في أطار المسماة”كان لكوك” على اسم الضابط الذي قتل الأمير وحمل رأسه لأمه ، وما لايعرفه أكثر أن معركة أم التونسي كانت إنتقاما من مجموعة اولاد أدليم لإبن أختهم الشهيد الأمير سيد أحمد ، وأن نقطة إنطلاقهم هي ضريح الولي الصالح عثمان بن حمو رحمه الله ، ومن لايعرفه لايستحق ولا هو بالمؤهل ليكون عمدة لمدينة انواذيبو .وجاء رد الفرنسيين في معركة أخرى مهمة في التاريخ الوطني هي معركة”ميجك” يناير 1933 والتي استشهد فيها اعل ولد ميارة رحمه الله. هذه المدينة التي لاساكنة لها خاض أهلها وعلى رأسهم مجموعة أولاد ادليم معارك كبرى في تاريخ المقاومة في المنطقة منها أم التونسي والدواس والكلات والشياف ومعارك أخرى ، وقدمت من العظام أبطالا نذكرك ببعضهم : عثمان ولد حبت قاتل الفرنسيين عند “كاب ابلاه” سيد أحمد ولد براي أستشهد وهو يقاتل الفرنسيين عند الدواس. أولاد أعل سالم ومعركتهم المشهودة داخل الثكنة الفرنسية مكان تجمع الحرس الوطني حاليا. سيد أحمد ولد ميشان “عم ابراهيم السالم” ويحكى أنه أكثر منه بطولة وشجاعة، وهو أمر صعب للغاية . سيد ولد الشيخ ولد العروسي قائد معركة أم التونسي. ابراهيم السالم ولد ميشان وهو من فتك بالرماة السنغاليين في معركة ام التونسي ، وهو من أشعل قافلة الفرنسيين المتجهة لأطار في عام 1934 وهي آخر معركة ضد الاستعمار . ابراهيم اخليل الذي كان يعد ويعتبر أمير لكل منطقة الساحل . محمد ابن عمار ولد ميارة شهيد آقوييت على يد الفرنسيين واعوانهم. حمدي ولد الشيخ ولد محمد المامي ، والذي تعهد إبنه للقاسم ولد بلال أن لايكون عمدة مرة أخرى لمدينة انواذيبو وبر بتعهده . إن الأرض التي بلاسكان حسب كلام القاسم قدمت كل هؤلاء رحمهم الله، وخاضت كل هذه المعارك وأبناءها الذين حموها يوم كانت أرضا جرداء قادرون اليوم على حمايتها وهي عاصمة اقتصاد البلد وشريانه الأهم، لكن بشكل مختلف وبأسلوب حضاري، ونموذجه مهرجان”برواكه”2013 بقيادة محمد ولد اعل سالم حفيد الأبطال ،و هو المهرجان الذي حضرته كل موريتانيا باستثناء القاسم ولد بلال. وعلى المستوى المعاصر وحين أنطلقت الدولة الوطنية قدمت هذه الأرض رجالا خالدين في التاريخ الوطني وحفروا أسمائهم في التاريخ ، وأستمر حضور أبناء المدينة في تمثيلها والتعبير عن ساكنتها حتى الإنقلاب العسكري الأول ، ومع بداية التعددية في 1986 تقدمت لوائح ثلاث من أبناء المدينة وأهلها الأصليين واللوائح الثلاث هي : لائحة حمدي ولد المحجوب لائحة محمد الأمين ولد الحيسن لائحة لبن ولد محمد صالح ومن الشخصيات الحاضرة في تاريخ المدينة والتاريخ الوطني بكل شرف واعتزاز : محمد ولد اسويلم مسكة ولد حي بلاه ولد مختار اللاهي محمد عبد الله ولد محمد الشيخ المرابط ولد حماني أحمدو ولد الشين لمام ولد أوليده ابراهيم ولد بيداه وعلى المستوى المركزي حمدي ولد مكناس عبد العزيز ولد احمد التقي ولد سيد كل هؤلاء من أبناء هذه الأرض، رحم الله الميت منهم وأطال في عمر الحي، خدموا الوطن الموريتاني ، وعملوا بكل نزاهة وتجرد لمصلحة موريتانيا، ولم يخرج أحد منهم بغير”وخيرت” التي تنقص القاسم ، ولم يعد مؤهلا لإكتسابها ما بقي من عمره بسبب ما صنع من البذائة وما وقع فيه من أعراض الناس وما أكل من لحوم الشرفاء . وأعتقد أن القاسم يذكر كيف أن صراعه مع هذه المجموعة وعدائه لها جلب عليه العديد من المواقف المحرجة والتعيسة ، فلاشك يذكر الجماعة التي كان يجلس معها في منزل اوليده ولد صمب العبد عام 1981 ، وكان الحديث حول جماعة محجوزة في لكويرة بينهم الأمير سيد احمد ولد احمد لعيده ، وقال القاسم أن وجود “اولاد ادليم” في انواذيبو هو سب كل بلاء ، ليضربه احميدون ولد اكريميش بآنية غسيل اليدين ويكيل لها العديد من اللكمات ، وحدثت له قضية مشابهة أخرى لنفس السبب بعد ذلك بزمن مع اسويليمة ولد اكريميش ، وبعد هذه الحادثة وفي مهرجان حزبي بحضور سيد محمد ولد ببكر يومها أمين عام الحزب الجمهوري، أخذ الكلام اسويليمة ولد اكريميش،وتهجم على القاسم بسبب تطاوله المستمر واصفا اياه بعديم التهذيب والتربية. بعد هذا التبسيط التاريخي لطبيعة المشكلة “القاسمية” معي بصفتي جزء من حركة سياسية وبصفتي فرد من مجموعة إجتماعية ، أصل لبعض النقاط التي يمكن أن تكون محطات شخصية بيني مع القاسم وأولها كانت في العام 1986 بداية التعددية السياسية في البلد وأول انتخابات بلدية، حيث تقدمنا بترشيح الأستاذ المحامي حمدي ولد المحجوب مرشحا توافقيا لغالبية ساكنة المدينة، أهل الجنوب وأهل الشرق وأهل آدرار وكل الشرائح ، ولم يذكر القاسم في هرائه غير علاقته بالبعثيين وأنه مرشح البعثيين ، ولاننكر علاقتنا به أو دفاعه المتميز عنا فترة السجن هو وغيره من ابناء نقابة المحامين ، وكان الأستاذ حمدي يومها من أحسن المرشحين، ولم يرفضه غير القاسم وصديقه في كانصادو “جدو اتراوري”، في العام 1992 ترشح القاسم بلائحة بلدية لم تجد أكثر من 300 صوت لونها برتقالي ، ويذكر أهل انواذيبو ان أحد سياسي المدينة من ابناء أطار قال منكتا “اورانج اعقب ماندرين”. في العام 2003 وأثناء حملة المرشح محمد خونة ولد هيدالة توصلت بشكل شخصي لمعلومات تفيد بأن القاسم يمهد للإنسحاب من حملة المرشح ولد هيدالة ، ولم أخبر أحدا من كوادر الحملة حتى لايصنف أنه في خانة مشاكلنا الشخصية القديمة يومها ، وأثناء الحملة اتصل بنا المرشح الرئيس محمد خونة ولد هيدالة قائلا أن القاسم أشترط أن تطلق يده في تسيير الحملة في انواذيبو ، وأشترط أن تكتب له وثيقة تفيد بهذا وكتبت له من طرف المرشح ، فصور منها نسخة أحتفظ بها وأعاد نسخة للمرشح هيدالة معتذرا عن المواصلة ، وفاوض بالنسخة التي احتفظ بها لنفسه مع رجال مقربين من ولد الطايع. في نفس الحملة وفي أحد اجتماعاتها أقترحت أن لايوضع القاسم في احتكاك مباشر مع الجماهير، وأن يكلف ببعض المهام اللوجستية أو التكليفات المالية ، وعند انتهاء الإجتماع خرجت مع الشيخ الطالب اخيار ولد الشيخ مامين ، وطلب مني التوقف عن هذا الموضوع لأنه مجرد إمتداد للصراع القديم مع القاسم ، وتوقفت عن الموضوع . بعد زمن كنت و الشيخ الطالب اخيار في عزاء إثر وفاة المرحوم محمد ل امنة ، وتصادف أن كان القاسم أمامنا وعند دخولنا تقدم للسلام علي ، دون أن يسلم على الشيخ الطالب أخيار ، وعند الخروج خرج مودعا لي قائلا لي ” امرابطكم” هذا لم يسلم علي عند حضوري منزل ولد هيدالة مباركا لولد هيدالة خروجه من السجن، لذا لن أسلم عليه ،وحين قلت المبرر للشيخ الطالب أخيار أخبرني أن إطلاق سراح ولد هيدالة كان شخصيا في المغرب ، وفعلا كان في المغرب في تلك الفترة ، مايعني ان القاسم يتوهم الخصومات ويتوهم الأعداء ويخوض معارك ضد الطواحين . في العام 2004 في صالون لرجل الأعمال حابة ولد محمد فال ، كان النقاش حول مقال كتبه الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل بعنوان “إلى أين نسير” وهو مقال موجه ضد النظام ، والجميع أثنى على المقال وعلى عمق أفكاره ووضوح طرحه ، بإستثناء القاسم الذي تحدث بإستهزاء قائلا أن المقال لم يقدم شيئا ولم يقدم فكرة ، وكان من بين الحضور اشريف يسمى إدوم ولد اعل المكنى “المبرد” ، فخاطب القاسم قائلا : أنت لعاك ومتبعرص ، المقال أثنت عليه موريتانيا جميعا وقرأته، أنت وحدك تنتقصه ، وهذا لايعني غير استحضار القاسم للعداوة الشخصية مع الأستاذ بما هو تعبير عن حركة تاريخية . في العام 2005 بعد سقوط ولد الطايع، أجتمعت المعارضة الموريتانية لتقديم برنامج حكومي ، وفي النقاش طالبت نخب المعارضة وممثليها بضرورة قطع العلاقات المشينة مع اسرائيل، ومقاطعة السفارة الإسرائيلية في انواكشوط ومنع زيارتها ، ومقاطعة من يزورها من السياسيين ، ورفض القاسم وحده الموضوع من أساسه وأصر على أنها علاقة مهمة ومستمرة، وأنه هو لايساند قطعها ولا يطالب بها ، وتأجل الإجتماع بسبب هذا النقطة ، وفي الجلسة الثانية طلب منه الإعتذار عن موقفه بالأمس فرفض مصرا عليه مؤكدا تمسكه به ، وتلاكم هو ومحفوظ ولد اعزيزي بسبب هذا الموقف وبسبب رفضه للاعتذار ، وكان من الحاضرين في الإجتماع يومها اسماعيل ولد اعمر ممثلا للصواب ، ومحمد محمود ولد لمات ممثلا للتكتل ، ومسعود ولد بلخير ممثلا للتحالف ، ومحمد ولد مولود والمصطفى ولد بدر الدين ممثلان لإتحاد قوى التقدم ، واعمر ولد رابح ممثلا للديمقراطية المباشرة ، ومحفوظ ولد اعزيزي ممثلا للحزب الوحدوي وآخرين ، والقاسم يومها ممثلا لحزب التجديد الديمقراطي ، وتأجلت الاجتماعات حتى حضر المصطفى ولد اعبيد الرحمن ووافق على النقطة المطروحة من الجميع مايعني أن الموقف ليس موقف الحزب بل هو موقف شخصي للقاسم ولد بلال . في الكثير من خرجاته الإستعراضية يتحدث القاسم دائما عن اعتزازه بمواقف الجزائر وأنه يقف معها لأنها وقفت ودعمت موريتانيا وأنتصرت لموريتانيا في لحظات الضعف ، وهو موقف جديد على القاسم في محاولة منه لخطب ود الناخب من أصل صحراوي في انواذيبو ، وإذا كان مقدرا جدا لمن يساند موريتانيا، لماذا استبشر بإستشهاد صدام حسين في العام 2006 ، ألم يقف العراق مع موريتانيا أكثر من الجزائر ؟ ألم يدعمها اكثر مما دعمتها الجزائر ، لماذا وحده من الموريتانيين على طول الأرض وعرضها استبشر برحيل هذا الشهيد القامة لماذا.؟ ربما هذه بعض الأحداث التي قد تكون مبررا لوجود مشكلي شخصي لدى القاسم ولد بلال معي ، وربما زيارته لي في منزلي عام 2007 ، وطلبه مني الوقوف ضد العمدة فاضل ولد ابوبكر ، وأنه وجد ضوء أخضر من الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله لعزله ، ورفضت الموضوع بمبرر أن أي عمدة بديل لن يكون أفضل من العمدة فاضل ، وانه يمكنهم عزله لكن ليس من خلالي ، كما رفض مستشاروا التكتل واتحاد قوى التقدم ، وربما هذا سبب تعرضه في كلامه الأخير لأحمد ولد داداه ومحمد ولد مولود . في مدينة انواذيبو وفي المشهد السياسي الوطني يقدم القاسم نفسه على انه سياسي مثالي من نوع نادر يتميز بالصراحة المقرونة بالجرأة وبالإنجاز ، ولايجب تضييع هذه الفرصة على القارئ دون تعريفه بهذا العمدة المثالي وكيف أصبح عمدة وكيف وصل لمنصب العمدة في انواذيبو وبأي طريقة ، وكيف يخوض حملاته وبأي أموال ، وكيف يسير بلديته ؟؟ وصل القاسم لمنصب عمدة انواذيبو بوسيلة غير شريفة ، هي الوشاية والتقرب للنظام السياسي بالمعلومات ونقل الأخبار ، فأثناء الإستعداد للإنتخابات البلدية والنيابية ، زار ثلاث رجال من “اركيبات” هما محمد عالي ولد عبد المجيد ، ومحمود ولد المامي رحمه الله، ومحمد ولد اواه ، ابن عمهم الجنرال ملاي ولد بوخريص ، وطلبا منه المساعدة في وضع القاسم مرشحا لمنصب العمدة في انواذيبو عن طريق الحزب الجمهوري ، وأقترح عليهم لقاء بلاه ولد مكية الأمين العام للحزب في الموضوع وأنه سيكلمه ويحدثه ويبرمج لهم موعدا معه ، وألتقت الجماعة ببلاه ولد مكية ، وأكد لهم أن العمدة تم تحديده من طرف الرئيس معاوية ، وأنه مستعد لوضع القاسم الشخص الثاني في اللائحة ، وعادت الجماعة للجنرال ملاي ، ليؤكد لهم أنه مادام الرئيس معاوية قد حدد منصب العمدة فالنقاش منتهي ، وأن القاسم أمامه الوقت وعليه أن يثبت جدارته ويكتسب تجربة من خلال منصبه كالشخصية الثانية على اللائحة البلدية ، ونجح العمدة أحمد سالم ولد اميشين وكان القاسم خلفه مباشرة ، وظل خلفه ينقل عنه الأخبار والوشايات لوزارة الداخلية وللنظام حتى دخل السجن، وجاء مكانه كعمدة للمدينة ، وأثناء ترتيب ملف العمدة البديل في وزارة الداخلية ، أشرف ملاي شخصيا على الموضوع وحين وصل الملف للرئاسة أجتمع بولد الطايع طالبا منه اعتماد القاسم عمدة لنواذيبو ، قائلا له أنه رجل من اهل ادرار وأن اهله من سكان اطار ، وعرفه معاوية وخاطب ملاي عرفته وعرفت والده ، ومن هنا اعتمد كعمدة للمدينة ، في نفس السياق اتصل علي المدير العام للأمن في انواذيبو وزارني ليخبرني برسالة من الوالي الجديد يومها معالي الوزير الداه ولد عبد الجليل قبل وصوله للمدينة ، مفادها إعتزازه بصداقتنا وطلبه لي بدعم القاسم ولد بلال ليكون عمدة للمدينة ، فاعتذرت عن الطلب ، والمفاجئة أن أول ما جاء الوالي الجديد الداه ولد عبد الجليل تشاجر معه القاسم بسبب أرض SMCP ، كما تشاجر مع الوالي الذي جاء بعد ذلك وهو محمد ولد ارزيزيم بسب مبلغ مليون أوقية ، أرسله القاسم للوالي فور مباشرته لعمله ، وحين سأل ولد ارزيزم عن المبرر قال القاسم ، إكرامية نتقدم بها لكل والي جديد ، فاستدعى الوالي مدير الأمن ومسؤولي الخزينة وطلب إيداع المبلغ في خزينة الدولة . مشاكل هذا العمدة المثالي لاحصر لها ، وصرفه لمساعدات مالية من ميزانية البلدية لعائلات ثرية من أهل انواذيبو ولبعض أفراد عائلته وبعض عماله معروفة وأملك شخصيا وثائق الدفع من الخزينة وبتوقيعه الشخصي ، وتطاوله على شخصيات المدينة وأعيانها معروفة ومشهودة ، ولاشك أنه يذكر حين أتصل عليه محمد عبد الرحمن ولد عبد الله الملقب “أحمنان”رحمه الله ، والنامي ولد بوسيف في العام 1997 قبل زيارة ولد الطايع لنواذيبو ، وطلبا منه عودة النامي للعمل البلدي ، وقال لهم بعد انتهاء الزيارة ومغادرة الرئيس ، وحين اتصلا عليه مجددا بعد مغادرة الرئيس ، قال لهم “نوعكم ماعين فيه” ولا أعتقد أن هذا الأسلوب في التحدث مع شخصيات كبيرة في السن وفي المعنى يليق بعمدة يحترم نفسه أو يحترم ساكنة مدينته . أما الحديث عن الشعبية وعن تعلق الجماهير به ، فهذه كذبة كبرى وتاريخه معروف من أيام لائحة “ماندرين” التي لم تحصل على ثمن كيلو ماندرين واحد ، وكل مافي الأمر أن ترشحه من حزب التجديد منحه قدرة على التمويل المالي الضخم من طرف يحي ولد عبيد الرحمن نجل رئيس الحزب ، ويعول أهل اعبيد الرحمن في أن الأصوات التي سيحصل عليها القاسم ستضاف لهم على اللائحة الوطنية ، وقد تنكر القاسم لهذا الموقف وهذا التمويل من طرف يحي ولد عبيد الرحمن حين مر بأزمة وغادر الوطن، تخلى عنه القاسم ،وتخلى أيضا عن والده، ويبدو أن هذه خصلة أصيلة في القاسم ، فبعض الذين هاجمهم في مقابلته الأخيرة يوجد من بينهم من ساهم بأمواله لتسديد ديون القاسم ولد بلال ، ومشكلته مع بيجل ولد هميد ، هي عدم قدرة بيجل على التسديد السريع لديون القاسم ولد بلال المدان بها عبر عملية “تشبيك” من طرف ولد اسويدات والمبلغ 62 مليون أوقية ، تم التعاون عليها لاحقا من طرف بعض من يهاجمهم القاسم اليوم لتسديد أصل الدين دون تسديد ارباحه وفوائده . نفس الخصلة السيئة وهي التنكر للجميل طالت أيضا الوزير الأول ملاي ولد محمد القظف ، والذي كان القاسم يفاخر بصداقته ويعتبره صديقه ويثني على اقتداره وكفائتة واليوم يقول العكس، ، وطالت ولد الطايع الذي صنع القاسم وجعل منه عمدة بشكل مباشر، وطالت الجنرال ملاي ولد بوخريص الذي توسط ليصبح عمدة ، وطالت الداه ولد عبد الجليل الذي قال القاسم انه كان يوصل عنه الكلام ، فكيف يحدث الأمر والداه وزير داخلية تنقل له كل المعلومات وكل الاحاديث .. والواضح أن التنكر طبع اصيل في الرجل و الطبع يغلب التطبع ومن فيه خصلة لايتركها أبدا . لايتوقف العمدة المثالي عن التوهم ويثبت بكلامه خصوصا مقابلته الأخيرة أنه منفصل عن الواقع ويعيش الوهم ، فحين يرى أن الرئيس الوحيد الذي لم يظلمه هو محمد خونة ولد هيدالة ، فهو يعتبر المستمعين أطفال، أيام ولد هيدالة لم يكن القاسم شيئا حتى يظلم أو يظلم ، وحين يتحدث عن مدينة انواذيبو وعن مشاكلها الصحية ومشاكل النظافة ، فهو بعيد عن واقع المدينة وساكنتها، ولم يسمع عن الخطوات التي عبرت المدينة من خلال المنطقة الحرة والتي ساهمت بشكل كبير في نظافة المدينة ويشرف رئيسها بشكل شخصي ومباشر على تنظيف المدينة ومتابعة فرق النظافة دون ضجيج ودون تهجم على الناس، ولم يسمع عن المستشفى الكبير التخصصي الذي تشيده خيرية اسنيم ، ولم يسمع عن نجاح الدكتور محمد ولد الشيخ مدير مستشفى انواذيبو المعروف بمستشفى “اسبانيا” في توفير الطواقم الطبية بشكل مستمر وتوفير الأدوية والنهوض بالمستشفى، ثم إن العمدة الحالي المهندس محمد ولد معط الله والذي تهجم عليه القاسم واتهمه بالجهل ، كفاءة حقيقية ويعمل بشكل فعال وحيوي ، وصاحب باع وتجربة طوية في العمل السياسي من بداية التسعينات ، كما أن قطاع الصيد يعيش تقدما بفعل نجاح المفاوضات في فرض 60% من الطواقم الموريتانية على كل سفينة صيد إضافة لمكتسبات أخرى، ولم يسلم هذا المفاوض من تهجم القاسم وسلاطة لسانه ، وليس هجومه الا عجز عن مهاجمة ولد عبد العزيز، فعوضه بالعقيد الشيخ ولد بايه المعروف بتنفيذه الحرفي لتوجيهات وسياسات ولد عبد العزيز. إن الواضح أن القاسم يعاني من مشكل حقيقي إضافة لقدرته الفائقة في صناعة الأعداء والخصومات ، والتي أكسبته عداوات كل الموريتانيين وكل نخب البلد السياسة من بداية التسعينات وليس إنتهاء بالنائب الموقر يعقوب ولد أمين والنائبة النمة منت مكية وسيد احمد ولد احمد وميمونة منت التقي وآخرين ، إضافة لهذا هو قادر على تخيل واقع بعيد مختلف عن الحقيقة يضع فيه الأشياء ويزيف فيه الحقائق . ختاما أعتذر من الجميع وأعتذر عن عدم قدرتي على نشر كل المتراكم من الحقائق لأسباب عديدة محتفظا بالورقة القاضية”النزلة التالية” لفرصة أخرى، راجيا الهداية للقاسم ، طالبا من الإخوة حمدي ولد احريطاني واجماني ولد احمدي ، التوقف عن دعم هذا الرجل المستمر في التوغل في اعراض الناس وفي التطاول عليهم ، وأن الصبر عليه قد نفد .

انواذيبو بتاريخ 23/08/2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى