مقالات

مثقفوا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية و ضرورة حمايتهم

إن الكادر البشري هو عصب الحياة في كل عمل يراد به تنمية بلد ما ، لكن العمل السياسي يتوقف تماما إذا لم توجد له كوادر و أطر ذات تجارب إيديولوجية و جيو سياسية عارفة بمفاصل الأمور و با الأخص الأمور الإقتصادية و الإجتماعية ، ياليت وعي هذه الحقيقة القائمون علي هذا الشأن؟
يتطلب تحول الخطاب الفكري لدي المجتمعاة و الدول نخب قادره علي الرد علي كل الظواهر التي تقدر
و يحسب لها أن تمر في أي ظرف ، و خاصة أن الدراسات المستقبلية تهتم بهذه الظواهر و دراسة
و كيفية التعامل معها في فضاء يسمح بالتواصل بين كل الأفكار و الخطابات و الأيديولجيات ، الشيء الذي يحتم علي القائمين علي البلد ممثلين بالقيادة العليا فيه الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يبحث عن مشروع إبداعي ، يشكل حاضنة للفاعلين السياسيين الذين لديهم الخبرة و الإستعداد و الإمكانية في الدفاع و الرد علي كل فكر طائش
صحيح أن البلد بلد رائد في المجال السياسي هذا شيء متعارف عليه ، و هو يعج بالسياسيين الأكادميين في شتي المجالات و أغلب هؤلاء لديهم القدرة غير؟!
لكن المثير للجدل أننا نعيش اليوم واقعا لا يمكن السكوت عليه ، و إن كان له مبرر أو ضرر فالضرورة تقدر بقدرها ، و هو جدير بالذكر تغييب لبعض أطر مرحلة 3 أغسطس هؤلاء الذين رسموا الصورة الناصعة للإرادة الجدية و العزيمة الفذة للأخ القائد محمد ولد عبد العزيز و رفعوا راية الأمل فوق رأس كل مشكك و مرتاب ، يعيش اليوم هؤلاء تغييبا غير مناسب و جفاء غير مقبول ، في حين لم تجد الساحة بعدهم بديل إلا النزر، فهم و إن كانوا كسبوا خبرة و حنكة و تجربة تخولهم ما يشاؤون بسبب ما خولوا من ثقة و كسبوا من تأييد في كل معارك المرحلة ، لديهم مشاكل أخري علقت بهم جراء الإستماته و الدفاع عن خيار حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ،
فلهاذا الحزب الأغلبية المناصرة له من الشعب ، لكن له أعداء صبوا جام غضبهم علي هؤلاء حيث بقوا في المعترك و تركوا و حدهم يعانون هذا المصير ، لا تساعدهم إلا آثار محترمة تدل علي قا ما تهم السامقة و علي الجهد الذي كان يقومون به في عهد الصعلكة و التعب و الجهاد بداية عهد الحركة التصحيحية ما قبل الرخاء ( لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا و كلا و عد الله الحسني ) صدق الله العظيم .
إن في زوايا مكاتب الوزارات و إرشيف الإدارات و الأحزاب السياسية وواجهاة المجلات و الجرائد
و أذهان المواطنين صور هؤلاء العمالقة و لن تزول بسبب إكبار و إجلال ما قدموا ، فلهم التقدير و الإجلال و الإحترام ، لقد نوروا الساحة السياسية بعبقريتهم الذكية و خطبهم المقنعة و كل ذالك من أجل هذا الوطن
و مازالت كتاباتهم في التنظير السياسي و التخطيط العمراني و التسيير الإداري ، صورة تمتلؤ بها ساحة كل موقع
لقد جاهدوا و أبلوا بلاء حسنا في كل ذالك ، للأسف فبعض القائمين علي الأمر لم يشهد تلك المرحلة
و البعض الآخر ربما نسي .
إن المثقفين و المبدعين رغم وفرتهم في حزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية يجب إعادة النظر في أهميتهم و حمايتهم من الضياع خاصة إذا ما كانوا ذاكرة الحزب و ماركته و شعاره و طابعه و خاتمه ، هؤلاء هم من أوصلوا رسالة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلي أذهان المواطنين البسطاء .
لقد قادوا الحزب في مرحلة جد صعبة ، كانوا يعملون بروح الفريق الواحد القوي و المتماسك ، شاهد الكل ثمرة ذالك ، حيث شهدت موريتانيا بعثا روحيا و فكريا كان بمثابة المعجزة ، خاصة في ظل أوج طغيان الحاقدين الحاسدين أصحاب النوايا المبيتة ، كانت دعايتهم تملؤ الخلاء أحري المدن ، ردوا كيد هؤلاء و أزاحوا شرهم ، كما أنهم أزالوا الشكوك و المخاوف من أن حركة 3 أغسطس لا تمتلك مقومات الثبات ،
أعرف جيدا من هؤلاء الأطر الذي نتحدث عنهم من هو مستعد لخدمة هذا النظام و لو يفقد كل شيء في سبيل ذالك ، يمنح كل جهده و علمه ووقته لذالك و يراه مسؤولية أخلاقية ووطنية علي كل مواطن موريتاني نبيل ، نلمس ذالك في كتاباته اليومية و حضوره عند كل مناسبة ، و خاصة في الرد علي المعارضة في مواقفها الغير موفقة ، في مسألة اللحمة الإجتماعية و التعليم و الصيد و الأمن و غير ذالك
و في الأخير أدعوا النظام و القائمين عليه و من يهمه الأمر ، و خاصة رئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ المحترم : سيد محمد ولد محم المطالبة بإنشاء مؤسسة للإعتناء بالنخب الفكرية و أصحاب المواهب و المبدعين بشكل عاجل و سريع .
لقد أصبحت الحاجة ماسة من أجل حماية هذا الصرح ، كما هو مهم في تنمية إتجاه فكري يقوم بالرد علي الفكر المنحرف الضال المتهور ، إذ لا يمكن الرد عليه إلا من طرف الملمين بالواقع و الحياة الذي يعيشها هؤلاء و بكل حنكة و خبرة و بعصبيات باردة علي غرار سياسة رئيس الجمهورية
هنيأ و تقديرا و احتراما ، لمن رفع سمك حزب الإتحاد من أجل الجمهورية و مثل موريتانيا في المحافل الدولية ، هنيأ لمن كان بلال دعوة هذا النظام المبارك و صديقها و عمرها.

بقلم : بابا حدأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى