نواكشوط: توقيع كتاب موسوعة تاريخ هجرات القبائل العربية من اليمن والحجاز إلى بلاد الملثمين لمؤلفه د. محمد ولد محمد المهدي
احتضنت قاعة المؤتمرات بالمجموعة الحضرية بنواكشوط مساء اليوم ندوة ثقافية لتقديم كتاب هو عبارة عن موسوعة تاريخية عن تاريخ هجرات القبائل العربية من اليمن والحجاز إلى أرض الملثمين، لمؤلفه للباحث والمؤلف والمحامي الدكتور محمد ولد محمد المهدي.
الندوة تميزت بحضور طيف واسع من سدنة الثقافة والفكر في البلد إلى جانب حضور سياسيين ونواب ووجهاء ورموز مجتمع.
كما شهدت مداخلات عرّفتْ بالكاتب وحياته ومسيرته العلمية والمهنية، قبل أن يستعرض الكاتب نفسه ورقة تعريفية عن البحث وحيثيات وظروف ودوافع تأليفه.
الموسوعة تعتبر عصارة سنوات طويلة من البحث والتحري في الاشكالات الثقافية والاجتماعية، المتعلق بتاريخ هجرة القبائل العربية من اليمن والحجاز إلى صحراء الملثمين.
وتقسم الموسوعة هذه الهجرة من اليمن والحجاز إلى هجرتين إحداهما وهي الأولى وكانت من اليمن بعد انهيار سد مأرب، والثانية من الحجاز مرورا بمصر وحتى المغربين الأقصى والأوسط وأنتهاء بأرض الملثمين أو بلاد البيظان بفهوم أوسع.
واعتبر الكاتب أن الموسوعة هي محاولة للكتابة والبحث لإثراء تاريخ البلاد، وإبراز السمات الحضارية والفكرية لهذه القبائل.
كما تتألف من أحد عشر جزء وهي تهتم بأصول وفروع وأنساب هذه القبائل مستعرضة السياقات والظروف التي اكتنفت مختلف محطات هجراتها على امتداد مسار انتقالها من اليمن والحجاز وصولا إلى منطقتنا.
كما أهتم الباحث المؤلف لهذه الموسوعة بجمع الأدلة والبراهين التاريخية على الدور الذي لعبته موجة الهجرة الثانية من التمكين للغة العربية بعد تمكن الوافدين في إطار هذه الموجة من إخضاع المنطقة لسلطتهم وبالتالي الهيمنة على المشهد الثقافي في المنطقة، نافيا السرديات التاريخية التي تحاول ربط التعريب ببواكير مرحلة انتشار الإسلام، مستدلا بمحدودية تعاطي اللغة في عهد المرابطين في عهد أقرب من العهود السابقة التي كانت البداية لانتشار الإسلام في المنطقة، مضيفا أن الدلائل على ترافق التعريب مع الموجة الثانية للهجرة يؤكده عدم وجود شيء مكتوبة باللغة العربية في هذه البلاد قبل القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي.
وتعرِّف الموسوعة في بعض فصولها بأعلام وأمراء وشخصيات بني حسان في هذه الربوع وكيف استطاعوا بسط ثقافة واسانيد اللغة العربية، وكيف مكنوا لمنظومة تلك القيم والعادات التي أصبحت مثالا يحتذى به، وجعلت بقية المجموعات تعتز بانتمائها للثقافة العربية وترفض غيرها.
كما يلخص الجزء الأول من هذه الموسوعة تراث دول ومشيخات حكمت هذه الربوع، ويتعلق بأصحاب الهجرة الأولى القادمين من اليمن.
فيما خصص المؤلف الجزء الثاني والثالث لتاريخ وإسهامات أصحاب الهجرة الثانية القادمين من الحجاز.
كما خصص الجزئين الرابع والخامس من المدونة لمطارحة الباحثين الذين كتبوا عن الموضوع، والردود على مزاعمهم، دون تجريح – يقول الباحث- من خلال الاعتماد على مصادر تاريخية محايدة.
واستهدفت تلك المطارحات تصحيح المفاهيم التي يراها خاطئة في بنية الثقافة التاريخية للبلد عن هذا الموضوع.
وأهاب الباحث في ختام تقديمه عن الموسوعة بالباحثين والمهتمين بالمجال بالتصحيح وإضافة ما يجب إضافته على هذا العمل الذي لا يسلم من الخطأ والتقصير بوصفه عملا بشريا.
واعتبر أن رضى الجميع حول العمل غاية لا تدرك لكن يؤكد أنه ظل حريصا على اعلى درجات الموضوعية متشبثا بالمقولة الخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية.