مقالات

لقد أتعبت الصلحاء يا شيخ

قديما قالوا – إذاكانت النفوس كريمة تعبت في مرادها الأجسام
وكما يقولون أيضا أنه بقدر الهمة و السؤدد يكون التعب و المشقة : لولا المشقة ساد الناس كلهم ….
هكذا فإن هذا قليل من كثير لقد تمثل شيخنا و عالمنا المفيد و مصلح الوطن الكبير
الشيخ شغالى و لد المصطف أطال الله بقاءه وأدام النفع به في برنامجه رحلة و سفينة يؤثرون علي أنفسهم قام بعمل جليل جازاه الله خيرا لسان حال كلنا
تكاملت فيك أوصاف خصصت بها فكلنا بك مسرور و مغتبط
السن ضاحكة و النفس واسعة و اليد مانحة والوجه منبسط
كفانا كموريتانيين علي نهج السلف ما قدمه الشيخ الشيخ شغالي صحبة تلميذه النجيب زميلي الشيخ محمد ، إنكم ترسمون الصورة والمشهد بكامل الألوان و العناصر حتى أنه حين ما يشاهدكم الناظر و الباصر في الأسواق و في المعارض و في الساحة و في المكاتب و عند المنابر يتبادر إليه الهدف
(( فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ))
كأنكم مثل ما قالوا ( إذا رؤى الحسن البصري ذكر الله )
نعم الرحلة و نعم المصلح و نعم القائمون عموما ،و خاصة جالياتنا في الخارج هؤلاء الذين سارعوا إلي مغفرة من ربهم و رضوان ،الذين أقرضوا الله قرضا حسنا ،رغم ما يعانوه من مشقة و يكبلهم من هم و يربط أعناقهم من ثقل كل ذالك آلام الغربة (( و لو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ))
نعم هذا الهدي و نعم تلك العقيدة الراسخة (( الإنفاق الزكاة الرعاية التكافل السخاء …))
إن صورة و مشهد هذا البرنامج يجب أن يسجلا بحروف من ذهب و يسطرا كمادة تدرس لأجيال الغد كصنع جميل و أثر لهؤلاء لا يقل أهمية عن ما قام به زعماء الإستقلال
و التحرير من أجل موريتانيا وأهلها المحفوظين من كيد أهل الكيد و زيغ أهل الزيغ
موريتانيا العلم والحلم والعزم و الحزم ،موريتانيا السائرون أهلها علي طريق مارسمه العلامة المختار ولد بون ….
نحن ركب من الأشراف منتظم أجل ذ العصر قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة بها نبين دين الله تبيـــــــــــانا
و يقول آخر ………سل ابن خلدون علينا فلنــــــــــا بيمن مآثر لم تمحـــــــــــــــق
و سل سليمان الكلاع كم لـــــنا من خبر بخيبر و خنــــــــدق
نعم يا شيخ شغالي فالتسر بالسفينة إلي بر الأمان حيث حماسكم يخفف اليأس و حبكم
و عاطفتكم يشفيان من المرض و العوز و يغنيان عن الأطباء بإذن الله ، لقد ذهبت أحلامكم بعيدا كما بعدت آمالكم ، لقد أرسيتم و سننتم السنة الحسنة كما أنكم أعطيتم الأمثلة لأهل الخير و أصحاب المال علي غرار (( لا حسد إلا في اثنتين …..)) فلقد أصبح كل مال لا ينفق في هذا السبيل عند أهل هذا البلد مال كالعدم و نحوه قال الشاعر المصلح
إذا أنت لا ترجي لدفع ملمة و لم يك للمعروف عندك موضع
و لا أنت ذوجاه يعاش بجاهه و لا أنت يوم البعث للناس تشفع
فعيشك في الدنيا و موتك واحد و عود خلال من حياتك أنفــــع
لقد أقرعتم الباب يا شيخ كيما ينتبه الغافلون و يقومون من سباتهم ، فلقد فاتهم القطار كفاهم من دهق الكؤوس و طرب الغواني و متعة الأفرشة وكفا مللا من الدعة و الترف هلموا إلي إعانة الملهوف و غرس المحبة و إزاحة الألم و إبعاد العوز عن المحرومين إخوتكم في الله و الرحم ذاك هو الحياه (( إن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )) لالا لإضاعة الوقت في خدمة مال الورثة لالا لهلاك نفس في الآخرة و حياة أخري للدنيا عليهم ألا تغرهم دراهم ليس لها إنفاق و لا جاه لا ينفع يوم بؤس هذه الدراهم التي أنطقت أهلها في دنيا زائلة أكثر ما تصنع في الآخرة حينما توجه لها و إلا فحالها :
أنطقت الدراهم بعد صمت أناسا بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا علي أحد بفضل و لا عرفوا لمكرمة ثبوتا
و هنا لا أنسي أن أشير إلي نقاط
الأولي – تعني ذوي الحاجات الخاصة عليهم أن يعلموا أن البلاء من صفات المؤمنين و أن الله تبارك و تعالي إذا أحب العبد إبتلاه فمن رضي فله الرضي و من سخط فله السخط
قال الإمام أحمد بن حنبل (( لولا البلاء لقدمنا يوم القيامة مفاليس ))
الثانية – تعنيهم أيضا و هي أن المرض ليس عيبا و لا الفقر فقد يشفي المريض و يرجع أقوي مما كان كما قد يستغني الفقير و يصبح أغني من العائل فلا غضاضة و لا حرج و لا شماتة و لاوهن يصيبه بسبب إعانة أو مساعدة من أصحاب الخير نسأل الله لهم العافية
و زكاة المال
الثالثة – تعني أهل الخير الذين يؤثرون علي أنفسهم عليهم أن يعلموا أن هذه نعمة من أشرف النعم فلا يتوانوا في الإستمرار فيها في كل زمان و مكان حوائج الناس إليكم من الله عليكم و صنائع المعروف تقي أهلها مصارع السوء .
في النهاية لا يسعني إلا أن أشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في برنامج و يؤثرون على أنفسهم و خاصة الإمام المصلح شغالي ولد المصطف و التلفزة الموريتانية والجاليات الموريتانية في الخارج أبناء المرابطين هنيأ لهم فلقد عودونا منذو فجر هجرتهم إلي التلقي و التصدي للأزمات المحلية و الظروف القاهرة سواء علي المستوي الرسمى أو العادى دأبهم قول القائل :
إذا ما راية في المجد رفعت تلقاها عرابة باليمين

بقلم : باب أمين الشنقيطي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى