الأخبار

لابد من شنقيط ولو طال السفر / بيان

يروى ان الامام الشافعى قال : لا بد من صنعاء ولو طال السفر. واقصد القاضى إلى هجرة دبر

 

جاءت هجرات الشناقطة لأداء فريضة الحج، وللجوار في الأراضي المقدسة وهم بذلك يجتازون القارة الإفريقية كلها، ولم يكن تواجدهم الأكبر بعد الحرمين في السودان أمرا اعتباطيا إنما كان لوجود مبررات وأسباب منها التطابق لدرجة التوأمة في كثير من العادات والتقاليد، ثم إلى التقدير الذي يَحظى به الشناقطة

ذكر أن الدكتور عبد

الله الطيب قال انه يكره الطائرة التى حرمت السودانيين من علماء الشناقطة.

واما عن شرفهم اشتهرت من مقولة حتى الشريف باب ماه شريف. و ذلك ان أحدهم قال عن جماعة منهم ليس فيهم شريف واحد هنا سأله أحد الحاضرين( حتى ابوى الشريف باب ماه شريف )

اجابه( باب اخبار)

هؤلاء القوم هم من قال فيهم أحمد عباس

وهيهات أن ينسى الكبابيش ذو. حجا يقدر فى الناس الحجا والمحامدا

فالسودانيون من يرفض الشرف إنما هو تواضع منه. وهم حملة لواء العلم، والحق يقال أن الشناقطة الأوائل الذين أوجدوا هذا الانطباع كانوا في جلهم علي مستوى من الخلق الرفيع والعلم الغزير .

وبادلهم الشناقطة التقدير والمحبة فالشيخ محمد الحسين ولد حبيب الله الذي كتب الله له زيارة السودان والبقاء فيه ردحا من الزمان في بعض مدن الولاية الشمالية والعاصمة الوطنية أم درمان وله مذكرات منشورة يوثق فيها لفترته في السودان ويذكر فيها كثيرا من الشخصيات ويثني عليهم بماهم أهله من الكرم والفضل (والشكر تجسد حقيقة بين كثير من الموريتانيين المعروفين سابقا بالشناقطة مع مجموعات عظيمة الرتب عالية النسب شريفة الأم والأب من أهلنا وأحبائنا وإخواننا الأشقاء وأصدقائنا الأخلاء الأوفياء وأهل ودنا المخلصين الأصفياء في جميع أقاليم جمهورية السودان العربية الإسلامية فكانت رحلات الشناقطة إلى البلاد المقدسة تلبية لنداء ربهم لأداء فريضة الحج وبعدها بزيارة النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام وبحثا عن طلب المزيد من العلوم والمعارف فكانوا يتجشمون أعظم المصاعب في ذلك فيقطعون المفاوز الواسعة والمهامه المجهولة المخوفة التي يستوحش فيها البوم ويحار فيها القطا فلم توهن لهم عزائم ولم يعرفوا كللا ولامللا متجاوزين الكثير من الدول حتى يحطوا رحالهم بالسودان العربي المسلم فيحظون بحفاوة الإستقبال و كريم الضيافة وما يتبع ذلك من فائق الإحترام والتعظيم وغالبا ما يجدون فيهم ضالتهم التي يبحثون عنها فيعودون إليه بعد آدائهم فريضة الحج وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فيحطون رحالهم ويستطيبون المقام ولم يبغوا به بدلا ولا عوضا ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الشريف السيد محمد المختار بن العالية في جزيرة أم حراحر بمنطقة شندي أحد شيوخ التيجانية واحد العلماء العاملين ورغم أن الطيران المباشر الذي سبب قطع طريق الحج البرى فإن الكثير من الموريتانيين يتوق ويتمنى زيارة هذا القطر، ويتغنى بأمجاده وعظيم سجاياه وبالجملة فالسودان وجمال أرضه وكرم شعبه تشيم له كل العباد إذ هو واسطة عقد البلاد وربع عزة عند الموريتانيين وكأن شاعر يعنيه بقوله :-

هم حلو من الشرف المعلى ومن كرم العشيرة حيث شاءوا

فلو أن السـمـاء دنت لمجد ومـكـرمــــة دنت لـهم السماء

وكنت من بين هؤلاء الوافدين المحظوظين الذين تشرفوا بزيارة هذا القطر العظيم وأقمت فيه فترة هي أسعد فترات حياتي وارتبطت خلالها بعلاقات متميزة مع الكثير من العلماء والأعيان والوجهاء والمحسنين ورجال الدولة وقد أردت مستعينا بالله متوكلا عليه أن أكتب عن هذه العلاقات أو بعضها مبتدءا بقصيدة بعنوان

 

عمائم لفت تحتها الجود والندى) قلتها حنينا وهوى وشوقا لذلك العهد وحبا وشوقا لربوع هذا البلد وما يكنه قلبي لأهله من فائق التقدير والاحترام وخالص الود وقد أشرت له إشارة قرب بهذا البلد لأنة وإن كنت موجودا خارجه فهو دائما وأبدا حاضر في الخلد :-

عـــــهـــــود بــــنفسي لا يزال صفاؤها تــــــذكــــــرها للـــــنـــــفس فيه شفاؤها

أســـود الشرى تحمى حماها وقد رعت بــــجــــانــــبـــها صفو الوصال ظباؤها

فــــإن يــك صرف الدهر قد حال دونها فــــلــــه نـــفـس يحلوا بالتمني رجاؤها

ســــتــــبـــــقى مـــــعــانـيها وتبقى نقية مــــن أعـــذب ما تهوى النفوس نقاؤها

ســـتـــبـــقى لســــودان الإبــــاء إباؤها وتـــــحـــمى حـــماها من عداها دمـاؤها

بـــــلاد تـــــحـــلى بـــــالشجــاعة أهلها عـــــــصى عــــلى كبد العدى كبرياؤها

هـي الـقـطر من أرض العروبة أرضها وكــــل ســــمــــاء قـــــد عـلتها سماؤها

حــــرام عـــلــيها للعدو انحناؤها حلال عــــلى الــحـرب الضروس اصطلاؤها

حــــضــــارة واد الــــنــيل قــصــة أمة تــــحـــــدى جــــمــيع الغاصبين لواؤها

● وداعا أشقائي أبناء السودان : ابه ولد ابه :-

وأوجه الشبه في الحياة العامة كثيرة جدا نجد بعضها متفرقا في كتابات كل من كتبوا عن السودان أو موريتانيا ولعل هذا التشابه في الطباع والأخلاق والبيئة والزي وغيرها هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلي سُكنى كثير من الموريتانيين في أرض السودان وكان بعض الشناقطة ممن عاشوا في السودان يقول { السودانيون ما فيهم من العيب غير مسألة واحدة أنك إن ساكنتهم ينسونك أهلك} وممن عرفوا ذلك التشابه وكتبوا عنه الأستاذ/ ابه ولد إبه الذي عمل سنين عددا في السودان خبيرا بالمصرف العربي للتنمية الإقتصادية في إفريقيا وعند مغادرته للسودان كتب مقالا بعنوان وداعا أشقائي أبناء السودان وجاء فيه :- (إنها لحظات جد خاصة هزت كل أعماقي ومشاعري… لحظات انطلاق طائرة الايرباص 300-600 A التابعة للخطوط الجوية السودانية عند الساعة السادسة مساءا في يوم الخميس الموافق 21 أغسطس 2009 تجاهد مثقلة رويدا رويدا لتنسلخ من جاذبية “المقرن” أي ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في مدينة الخرطوم متجهة إلي القاهرة في رحلة المغادرة النهائية بالنسبة للراكب كاتب هذه الأسطر من السودان الكريم بعد خمسة عشر عاما عشتها في ربوع هذا البلد المضياف، الكريم ذي الأهل “الحلوين” تزاوجت و تلاءمت أحاسيسي مع الصراع المستميت لطائرة الخطوط الجوية السودانية وهي تحاول الانسلاخ من جاذبية “المقرن”،

هذا لسان حال من عاش هاجر إلى السودان أو مروا به

ولدوا فى السودان اول ارض مسوا ترابها وشبها فيها ودرسوا فى مؤسساتها واتخذوا خلاناواخوة وعلى حين غرة أجبرت هذه الحرب التى يكاد اكتمل عامها

أجبرت على العودة إلى أرض الآباءصحيح تمتلا ذاكرتهم باحاديث سلفهم عنها وانهم طالما اعربوا عن امانيات برؤية وطنهم مرة قبل وفاتهم .ربما فى هذه العودة برورا بهم . فهذه الحرب أعادت القبيلة كحاضنه .

عشرات الاسر استغلت كل وسائل النقل من شاحنات وحافلات من السودان مرورا بليبياالنيجر بنين توجو بوركينا فاسو مالى ثم موريتانيا

وقلة سلكت طريق ليبيا الجزائر مالى

قد تستغرق الرحلة قريبا من شهر

ولكل قادم دهشة وازال الدهشة ووعثاء السفر ما لقيه القادمون من ترحاب بالنحائر والذبائح وإطلاق الرصاص فرحا بهم

وأخص موقف السفير سيداتى ولد أحمد عيشة بالنيجر

انالهم بعد تعب ترحيبا وتسهيلا.

. كما ننوه بتجاوب الدكتور المستشار. المستشار أحمد سالم محمد والذى ابلغناه بمعانات هؤلاء المواطنين وطلبنا منه ايصال رسالتهم لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى رئيس الجمهورية.

وسعادة رجل الأعمال والقنصل مصطفى الطالب،

وابن السودان فى اغدس محمد هاشم.

المبادرة الأهلية لدعم الشناقطة العائدين من الحرب فى السودان

الرئيس محمد الحسن الناصري

نائبه محمد المختار أحمد الحسين

الامين العام د محفوظ خيرى

نواكشوط 27/12/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى