الأخبارمقالات

وأن تعفوا أقرب للتقوى: رسالة مفتوحة موجهة الى رئيس الجمهورية الموقر

وان تعفوا اقرب للتقوى:
رسالة مفتوحة موجهة الى رئيس الجمهورية الموقر/ محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني… فى ضوء الأحداث المتسارعة التى اعقبت تصريحات النائب محمد بوى ولد الشيخ محمد فاضل وماتلاها من خطوات متلاحقة سياسية وقانونية غاية فى الدقة والخطورة، فإننى قررت الخروج عن صمتى لإبداء بعض الملاحظات ذات الصلة بالموضوع والتى نود ان تنال استحسان فخامة رئيس الجمهورية:
1- لاشك اننا جميعا كمجتمع مسلم ولد فى الإسلام وترعرع فيه وعاش ندين بلا تحفظ كل اساءة – مهما كان نوعها وبغض النظر عن صاحبها – لنبينا ورسولنا وقدوتنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا محل اجماع لاخلاف فيه.
2- لا اظن ان ماقصده النائب محمد بوى ولد الشيخ محمد فاضل من مداخلته الإساءة على شخص رئيس الجمهورية وإنما جرفه اندفاعه الحماسى غيرة ودفاعا عن جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان اساء من غير قصد على شخصه اولا والى اسرته الفاضلة ثانيا والى مجتمعه ثالثا والى رئيسه رابعا، وهذه منه سقطة ماكنت اتمنى ان يقع فيها لئلا تطاله الشبهات وتنال منه سهام مناوئيه.
3 – إن عرض رئيس الجمهورية من صميم اعراض الموريتانيين جميعا وهو مصان من العبث والتطاول ، يصونه القانون والأعراف الدولية وتصونه الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة الراقية والعادات والتقاليد المتوارثة عقب حقب من الزمن متتالية ،
فرئيس الدولة بغض النظر عن اسمه وشخصه هو رئيس لجميع الموريتانيين بكافة اطيافهم وانتماءاتهم السياسية وشرائحهم الإجتماعية سواء من يواليه ومن يعارضه.
فهو رمز للجميع يجب احترامه وتوقيره ولو كنا نختلف معه سياسيا فى بعض الأمور فذاك لايقلل من شأنه ولا احترامه لكونه يجسد رمزنا الوطنى الذى يجب الذود عنه بكل مانملك من قوة بشرية ومادية ومعنوية.
4 – إن الإساءة للأسف الشديد قد حصلت من غير قصد، لكنها حصلت بالفعل وقد بادر النائب الى الإعتذار وتوضيح قصده، وكنا نأمل أن يساهم ذاك التوضيح وذاك الإعتذار فى التخفيف من شدة الإحتقان وان تنتهى المشكلة عند طرد النائب من البرلمان وحرمانه من حضور اربع جلسات متتالية والا يتطور الأمر الى رفع الحصانة وتصعيد الأمور اكثر من اللازم.
5 – إن الإجراءات التى تم اتخاذها من قبل وزير العدل اجراءات صحيحة مائة بالمائة من الناحية القانونية البحتة ، لكنها قد لاتكون كذلك من الناحية السياسية وقد تجلى ذلك بوضوح برفض احزاب المعارضة وبعض احزاب الموالات المشاركة فى اللجنة البرلمانية التى ستنظر فى طلب الوزير.
5-يبدو أن بعض من لديهم حسابات شخصية مع النائب قد ركب هذه الموجة وصار يشنع عليه دون ان يدرك ان من يحب الرئيس حبا حقيقيا ومن خلاله موريتانيا عليه ان يبتعد عن صب الزيت على النار خاصة وأننا مقبلون على انتخابات رئاسية قريبة قد لايكون من مصلحة
الرئيس ولا الحزب الحاكم اشاعة جو يساهم فى تفكيك التحالفات التى استطاع الرئيس بحنكته وسياسته الواقعية غير المتغطرسة ان يكونها، فاعتذار بعض احزاب الموالات عن المشاركة فى اللجنة البرلمانية – كماقيل – يجب أن ينظر اليه ويتعامل معه بقدر من الحكمة السياسية بعيدا عن الإندفاع والتسابق نحوى اظهار المواقف المفرطة فى التشدد لإشباع شهوات الإنتقام الشخصية التى لاترجع بفائدة لا على رئيس الدولة ولا على المواطن العادى ولا على اللحمة الوطنية التى نحن جميعا بأمس الحاجة للحفاظ عليها لتعلق مصيرنا وجودا وعدما بها.
6 – مع تأكيدنا لشجب كل اساءة مهما كان نوعها تصدر من اي شخص كان لمقام رئيس الجمهورية ، فإننا نتوجه اليه عكس كثير ممن يطالبونه بإنزال اقسى عقوبة بالنائب محمد بوى ان يتذكر قوله تعالى – وهو الحافظ لكتاب الله المنحدر من اسرة التسامح والتواضع والفضل والكرم-
( وإن تعفوا اقرب للتقوى ) وقوله تعالى: ( وان تصبروا خير لكم ).
وقوله جل جلاله: ( الا تحبون ان يغفر الله لكم ).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة يوم فتحها( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) رغم مافعلوه به من سب وإهانة وتحقير حتى اخرجوه منها.
إن النائب محمد بوى ولد الشيخ محمد فاضل فى ورطة حقيقية قانونية وسياسية كفيلة بأن تقضى على مستقبله إن انتم تركتموه وشأنه
اي تركتموه لمصيره الذى صار واضحا له ولغيره ممن لهم دراية بالقانون، لذا اناشد فيكم النخوة والشهامة والمسامحة والترفع عن الإنتقام ان تقول كما قال نبينا وقدوتنا فى كل شيء اذهب فأنت طليق…وان توقف اجراءات التحقيق والمحاكمة فى حقه.
وهنا اقول لكم ياسيادة الرئيس اقسم بالله يمحمد بوي ماتربطنى به رابطة دم ولا قرابة ولارابطة سياسية ولا اجتماعية ولا حتى جهوية ولم اتقابل معه وجها لوجه أبدا….
بل إن مايربطنى بكم اكثر بكثير مما يربطنى به…
لكننى وجدته قد اوقع نفسه من حيث لايقصد فى عرضكم وسبب لنفسه ولأسرته ولمجتمعه مشكلة لايمكن ان ينقذه منها الا فخامتكم الموقرة.
فأنتم كنتم قدما ولازلتم حتى الآن اهلا للعفو والتسامح والترفع والتجاوز عن اخطاء الآخرين بعد المقدرة عليهم.
ان اريد الا الإصلاح ما استطعت..
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب.

الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى