مقالات

يوما بعد يوم يبين فخامة رئيس الجمهورية عن رؤية متبصرة للنهوض الاستراتيجي بالبلد/الطالب ولد المحجوب

أخطأ من ظن أنه “ليس في الإمكان أفضل مما كان، واتضح بما لا يدع مجالا للشك؛ أن تلك هي سيمفونية العاجزين المشروخة، وذاك هو دثار الفاشلين الذي لا يكاد يخفي سوءات فشلهم إلا إلى حين، لكن؛ “لو تعلقت همة المرء بالثريا لنالها”.. وتلك هي حكمة القادرين، وهو شعار أصحاب الإرادات الفولاذية والهمم العالية.. وقليل ما هم.
هؤلاء، بالدليل؛ لا بالتمني ولا التأويل: فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ حفظه الله ورعاه، وحفظ به هذا البلد الذي أحبه فرعاه.
تلكم أردتها مقدمة تشي بخاتمة لا تكاد تفوت ذا بصيرة وهو يتابع بوعي وإدراك حال بلدنا وحراكه السياسي والتنموي منذ انتخاب فخامته وحتى الآن.
فقبل ما يزيد بقليل على شهر من الآن؛ كتبت ورقة حاولت فيها تقديم صورة موجزة عن إنجازات كبرى راكمتها الفترة المنقضية من مأمورية فخامته على أكثر من صعيد، وها أنا اليوم بعيد أسابيع من ذلكم المقال؛ أقف مشدوها أمام خطوات ووقائع ماثلة للعيان تتحدث عن إنجازات وقرارات وتصورات وخطط وبرامج ضاربة في العمق والأهمية؛ ما كان لنا في ماضي عهودنا أن ننتظر تحقق مثلها في أقل من مأمورية رئاسية كاملة.
إننا نتحدث عن جملة من الإصلاحات الجوهرية، والقرارات الاستراتيجية المعززة للممارسة الديموقراطية، والحامية لها، والمطورة لأساليب ممارستها، والمجذرة لها ولقيمها السليمة في الوجدان الجمعي لشعبنا، وفي الوعي بالمسئولية الوطنية لدى نخبنا ومسؤولينا، ولدى قوانا السياسية المتصدرة لمشهد الاهتمام بالشأن العام وبالمصالح الوطنية الكبرى..
ولعل من أهم تلك الإصلاحات:
ـ توسيع مستوى المشاركة السياسية، وتحويل الأحزاب السياسية من مجرد عناوين  للمظهر الشكلاني لديموقراطية هجينة؛ إلى مؤسسات ذات أدوار ريادية في تسيير الشؤون العامة المحلية والجهوية والوطنية.
ـ اعتماد مقاربة مسؤولة لاختيار لجنة مستقلة للانتخابات مكونة من خبراء وطنيين مستقلين ذوي كفاءات مشهودة؛ بدل لجان المحاصصات السياسية، والترضيات من فوق الطاولات أو من تحتها.
ـ تطبيق مبدأ النسبية المطلقة في انتخاب المجالس البلدية والجهوية ومنح المزيد من فرص المشاركة الجادة والفاعلة لمختلف الأحزاب؛ تشجيعا لها على المشاركة في تسيير شؤون المواطنين على مختلف المستويات المحلية والجهوية.
ـ توسيع دائرة النسبية في الانتخابات النيابية، تعميقا لقيم الإنصاف والمشاركة التعاضدية في تحمل أعباء بناء وطن هو للجميع، ويسع الجميع، ويحمي حقوق ومصالح الجميع.
ـ استحداث لائحة خاصة بالشباب حتى تتمكن هذه الشريحة العريضة والفاعلة من تبوأ المكانة اللائقة بها في المشاركة السياسية، ومن ولوج ميدان العمل العمومي من بابه الواسع، مع صيانة حق ذوي الاحتياجات الخاصة في التمثيل والمشاركة.
ـ التزام الدولة بتحمل جزء من تمويل الحملات الانتخابية للحد من تأثير “الأموال القذرة” على الميدان السياسي وعلى إرادة الناخبين.

إنه الإصلاح السياسي الجذري والعميق الذي يتم في ظل وقار الثقة وهدوء الحكمة، بعيدا عن جعجاعات البهلوانيين المزايدين والعاجزين، فجاءت نتيجته مكاسب عينية مشهودة وملموسة، أثارت رضا وإعجاب المعارضين السياسيين قبل أن تثلج صدور المؤيدين الناصحين؛ فكان، أن تحقق التوافق العريض؛ وبسرعة غير معهودة.
ولعل الأهم من كل هذه المكاسب والإصلاحات، هو الجو الذي تحققت في ظله، وما طبعه من هدوء وانسجام سياسي، دون ضغط، ولا ابتزاز، ولا إكراه، ولا ضجيج دعائي أو إعلامي.
إنها فعلا كاريزما وحكمة رئيس بعيد النظر، طويل النفس، شديد الطموح، موَّجِهٌه ضميرُه، ومصدر قوته ثقته في نفسه وفي وطنه وشعبه، ثم قناعته الراسخة بأن الدولة التي قدر عليه أن يكون رئيسها؛ تملك كل شروط وأسباب النهوض والتقدم الذي يحلم به شعبها ويقتنع به رئيسها والقائمون على شأنها العام، وأنه بقدر همة، وصدق، ووفاء، وقوة إرادة القائمين على شأننا يتحدد واقعنا؛ ثم يتحقق مستقبلنا. ..
 فطوبى لنا أن كان القائم على القائمين بشأننا هو رجل اسمه محمد ولد الشيخ الغزواني.
وما كان لنا أن نستغرب تحقق هذه القفزات الإصلاحية العميقة؛ تحت إشراف أحد رجال ثقة فخامته.. معالي وزير الداخلية واللامركزية الذي كان دوره حاسما في تنظيم التشاور السياسي، وضمان جودة مخرجاته، والحفاظ على روح التوافق والانسجام بين مختلف الفرقاء السياسيين؛ مما مكن من تحقيق نتائج أرضت الجميع، وأنصفت الكل، ولبت جميع المطالب الموضوعية المتعلقة بتعزيز الديموقراطية..
فهنيئا لنا بهذه البشائر.. بشائر غيث آخر يأتي هذه المرة من أرضنا ليعانق غيث السماء؛ وفي ذلك العناق أولى الخطوات الثابتة نحو حلم النهوض والإقلاع الذي ننشده جميعا.
ولن يضيع الله أجر ولا جهد العاملين المخلصين، وصدق القائل جل في علاه:
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين.
صدق الله العظيم

الطالب عبد الرحمان ولد المحجوب، عمدة بلدية تفرغ زينة.

    

    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى