مقالات

شهادة في حق الراحل إشريف ولد محمد محمود/ سيد محمود ولد الطلبه

يعيش الإنسان بقدر ما يروى عنه خالدا بين الناس، وحاضرا في التاريخ، لا بقدرما يعيش من سنوات، و من الرجال من يخلد ذكره من خلال مواقف مشرفة، و شجاعة في لحظات نادرة، تكسبه احتراما وعزة في نفوس الآخرين، وفي هذا السياق أردت أن أسجل شهادة للتاريخ في حق الأب الراحل أشريف ولد محمد محمود، والذي مهما قيل فيه تبقى الحروف عاجزة عن وصف بعض ميزات شخصيته الفذة، وحسه الوطني و المدني الراقي.

من اللحظات التي جمعتني بالراحل، والمحفورة في ذاكرتي، والتي أردت مشاركتها مع الجميع: أنه في صيف سياسي ساخن عام 2006 كنت أنا و النائب الدان ولد أحمد عثمان مكلفين من طرف تيار المستقلين في كيفه باختيار مرشح يحصل عليه الإجماع لبلدية كيفه في ظل تنافس سياسي حاد،و صعود قوي للمعارضة آنذاك، واستشرنا الراحل محمد محمود ولد محمد الراظي الذي كان قد عرض على الراحل الترشح لمنصب العمدة، مؤكدا حصوله على الفوز،لكنه رفض،فطلب منا أن نذهب إليه عله يقبل بوجاهتنا، فذهبنا إليه، وكنا نعتقد أن الرجل سيفرح للأمر كما يفرح احدهم عندما يجد ضالته، لكننا تفاجئنا عندما أخبرنا بأنه بلغ من العمر مرحلة لم تعد تسمح له بمزاولة هذه  المهمة، و أنه لن يترشح من أجل الحصول على هذا اللقب ليسلم البلدية، وحقوق المواطنين لشخص آخر يلعب بها كيف يشاء، فحاولنا معه مرارا و لكنه امتنع، و أصر على رأيه رغم الحاحنا في الطلب.

أعتقد أن الرجل حينها برهن على قدر كبير من المسؤولية، والتسامي على نفسه الأمارة، و هوإن دل على شيء فإنما يدل على شعور قوي بالمسؤولية، و الخشية من التفريط في الأمانة.

سيد محمود ولد الطلبه: رئيس رابطة عمد لعصابه سابقا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى