مقالات

البلاد بلادكم../ سيدي محمد دباد

أكبر الأخطاء هو تخلف بعض القبائل في الشرق الموريتاني عن موائد الأنظمة المتعاقبة منذو نشأة الدولة الفتية التي كانت تستجلب مزانيتها من فرنسا أيام الإستقلال فقد تركوه للذين عكفوا على تسييره. ولذاحرموا من الوظائف التي كانت توزع على كل من يستطيع كتابة اسمه، أولا يستطيع ! وهاجروا وركبوا أمواج الغربة ودخلوا أهوال المخاطر وتوغلوا في الغابات الإستوائية بحثا عن عيش كريم ؛ وقد تعرضوا لنكبات لم تثنهم عن مواصلة مسيرتهم المقدسة بعيدا عن ما يتهافت عليه المتهافتون في بلد لم يستفيدوا منه إلا نصيبهم من الظلم الذي يوزع بعدالة على كل مواطن محروم ضعيف؛ وبما أن ثلة قليلة من بعض هذه القبائل حادت عن طريقها وأسندت ظهورها لخُشب خاوية كان لهم نصيب مفروض جعل السلطة تكل القبائل عليه طيلة إحدى وستين سنة، كلما هبت عاصفة انقلاب من الشمال أو الجنوب كانوا الضحية الأولى وكلما هدأت العاصفة كانوا هم الضحية الثانية ونتيجة لقوة اللوبي الأعمق في البلاد الظالم أهلها لم يكن من نصيبهم إذا افترست الأسود الفريسة إلا نصيب الأرانب وهم الحلقة الأضعف في كل حلقة من حلقات البلاد السائبة،،وبما أن الأضغال البعيدة في وسط القارة السمراء كانت ملجئا لكل مطرود حرم حقه وسلطت عليه سهام الغبن والظلم فقد آوت تلك البلاد النائية حكاما وولاة طردوا ربما بسبب وشاية كاذبة خاطئة وربما بدون سبب واستجاروا برمضائها من نار العساكر ومن على ملتهم وكانت لهم بردا وسلاما ،،واليوم انهارت القارة السمراء ولم تعد ملجئا آمنا فآخر حصن من حصونها سقط قبل سنوات بعد أن كان وجهة الجميع وملجأه المفضل ،،ولم يبق للناس إلا اتوجه شطر مجهر الشكات بحثا عن ما في باطن الأرض بعد ما حرموا ما في ظاهرها.

اليوم أقول لهؤالاء المهاجرين إخوة -الأنصار -المعادن أمامكم والبلاد بلادكم فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه .

سيدي محمد دباد11/02/2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى