الأخبار

تعزيه من التار ولد سيد المصطف لعائله سيدي عبدالله ولد سيدي في وفاه الأخ العزيز والصديق الحميم محمد محمود بن سيد عبد الله بن سيدي

قال الله عز وجل (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إليّ ربك راضيه مرضيه فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم. بقلوب يعصرها الألم والأسي الكبير علمنا مساء الثلاثاء الموافق 12 يناير 2021 بنبأ وفاه الأخ الفاضل والرجل العظيم محمد محمود بن سيد عبدالله. تعرفت علي هذا الصديق العزيز والكبير منذ أكثر من عقدين من الزمن فعايشت فضله وكرمه وصدقه وأمانته وحرصه علي بناء علاقاته علي مكارم الأخلاق فقدكان بيته في أنواذيبو مسكنا لكل الناس من مختلف القبائل والفآت والمستويات كما كان ملاذا للملهوفين والضعفاء والمساكين . ولعلي لا أزايد إذا قلت إنه يصدق فيه قول حاتم الطائي لزوجه إبنه مالك :

إذا ماصنعت الزاد فالتمسي له أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طامعا أوجار بيت فإنني أخاف مذمات الأحاديث من بعدي

وفِي مجال الإيثار والشهامة والورع وحب أهل الفضل والعفه والمروءه كان من الأجناد المخلصين حتي أضحي محسوبا عليهم بل من أكابرهم بشهادة الذين عرفوه وخبروه وهم كثير ون ومن مختلف بقاع الوطن وأغلبهم لاتربط به بهم علاقات نسب ولا حتي قرب جغرافي وأظن أن أغلبهم تصلح شهادته ويعتد بها فما تعلقوا به وألفوه وكرموه وجعلوا منزله موطنا دائما لهم إلا لخلقه ونبله وتجرده في خدمه الزائرين والطامعين . إنه حقا يصدق فيه قول الشاعر :
والمرء يعرف بالأنام بفعله وخصائل المرء الكريم كأصله

وكما أن الدنيا ليست دار قرار ونحن المسلمون نعتبرها دار إختبار وعبور فقد كان هذا الفقيد يعمل بلا كلل ولاملل لمضاعفة الحسنات بالصلاه والصيام والقيام وعمل المعروف وصنائع الخير الكثيره الخالصه لله عزوجل لايتحدث بها ليفخر بها أو ليتطاول بها علي أحد.ولأن التاريخ ليس صنما يعبد أو إلها دون الله وإنما هو كما يقول الله جل جلاله علي لسان أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ( وأجعل لي لسان صدق في الآخرين وأجعلني من ورثه جنه النعيم ) صدق الله العظيم وهكذا بالنسبة لنا نحن المؤمنين بالله تعالي ينقسم التاريخ إليّ مرحلتين تتميز كل منها بحياه فالأولى حياه دنيوية تكتب فيها آثار العباد والثانيه حياه أخرويه نحاسب فيها علي هذه الآثار . ولأن الفقيد كان مؤمنا صادقا موقنا بقضاء الله وقدره يملك إيمانا دافعا وتوكلا واثقا فقد عمل لدنيا معاشه بكل جديه وإستقامه نادره وكانت الدنيا في يده لا في قلبه وكثيرا ما كنت أتمازح معه بالقول إن آباءنا وأجدادنا يقولون ويفعلون ويصدقون مستدلين بالقول المأثور: إن المروءة تأبي غير ما جملا
فيقول لي إنها لتحضرني في كل تجارتي ومعاملاتي حتي أني خسرت الكثير من الأرباح بسببها ولهذا ولغيره كثير كتب المرحوم بإذن الله تعالي محمد محمود الأثر الحسن في الدنيا الفانيه وأجتهد وشمر وأخلص في أعمال الآخره دون رياء أو طلب سمعه وشهره حتي لايضيع عمله ومع كل ذالك كله فقد كان معلقا قلبه بالمساجد دائم الإستغفار والتعبد بالنوافل خائفا من ربه راجيا رحمته ومتعلقا بقبول عمله . ولأن فضل الفقيد علي عظيم ومحبته لي قويه ومخلصه فقد كتبت هذه السطور عزاء لأهله ومحبيه في كل ربوع الوطن راجيا من المولي عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعه ويمنحه الدرجات العلا من الجنه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه سميع مجيب وهو ولي ذالك والقادر عليه إن الله هو أرحم الراحمين . اللهم أخلفه في عقبه وألهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى