مقالات

رد وتعليق وتصويب وعتب موجه للدكتور حماه ولد السالم اطال الله بقاءه / ح 8

الحلقة الثامنة والأخيرة.
21- إن ابن خلدون رحمه الله الذى بذل كل ما بوسعه من اجل نفي بنى معقل عن نسبهم الجعفرى دون ان يجد دليلا واحدا يقدمه يكون له شاهدا على مزاعمه ، لم يكن على بينة من امرهم هذا إذا افترضنا جدلا صحة نواياه وسلامتها من الضغائن والأحقاد،اما إذا ادخلنا ذاك فى الإعتبار فإن مصداقية ماقدمه قد تتعرض للنقد ولاهتزاز إذا ماتم وضعها على المحك وطرحها على ميزان الحياد والتجرد، والدليل على جهله بأمور هذا المجتمع الجعفرى الهاشمي القرشى هو إضافته لأكثر من نسب تخمينا لايقينا سعيا منه على مايبدو لتجريده من النسب الهاشمى القرشى وما عدا ذلك لايهتم بتحقيقه، فالغاية عنده رحمه الله هي تجريد بنى معقل من النسب الجعفرى الهاشمى مهما كلّفه ذلك من تناقض يَعصِفُ بما هَمَّ به وسعى لتحقيقه. ولتأكيد جهله بأصول هذا المجتمع وتخبطه سنقدم نماذج مما ذكره عنه الدكتور حماه الله ورعاه ، حيث يقول هذا الأخير فى الصفحتين25 و 26 من كتابه الذى حقق به الحسوة البيسانية مانصه: ( أما خصمهم عبد الرحمن بن محمد بن محمد ابن خلدون…فيقول فى تاريخه: ( وكانت رياسة فى كلب لبنى بحدل هؤلاء ومن عقبهم بنو منقذ ملوك شيزر ومن بنى زهير بن جناب حنظلة بن صفوان بن توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن هرير بن ابى جابر بن زهير ولى افريقية لهشام ومن عليم بن جناب بنوا معقل وربما يقال أن عرب المعقل الذين بالمغرب الأقصى لهذا العهد وفى زمانه ينتسبون فيهم).
وقد واصل الدكتوركلامه قائلا:(وقال كذلك: ثم صار الأمر لهذا العهد الى الأعاجم شأن النواحى كلها بالمشرق ثم من بطون الحرث بن كعب بنو معقل وهو ربيعة بن الحرث بن كعب وقد يقال أن المعقل الذين بالمغرب الأقصى لهذا العهد إنما هم من هذا البطن وليسوا من معقل بن كعب القضاعيين ويؤيد هذا أن هؤلاء المعقل جميعا ينتسبون الى ربيعة وربيعة اسم معقل هذا كما رأيت والله تعلى اعلم).
وقد استرسل الدكتور فى كلامه المنقول عن ابن خلدون حتى قال:(والصحيح والله اعلم من امرهم أنهم من عرب اليمن فإن فيهم بطنين يسمى كل واحد منهما بمعقل ذكرهما ابن الكلبى وغيره الى ان قال : والأنسب ان يكونوا من هذا البطن الآخر الذى من مذحج …).
وفى الصفحة العشرين من الجزء السادس من كتابه العبر يقول ابن خلدون عند تطرقه لأحياء بنى هلال الداخلين الى افريقية مانصه: ( وشعوبهم لذلك العهد كما قلناه زغبة ورياح الأُثْبُجُ وقرة وكلهم من هلال بن عامر. وربما ذكر فيهم بنو عُدَيّ ، ولم نقف على اخبارهم ، وليس لهم لهذا العهد حيّ معروف. فلعلهم دثروا وتلاشوا وافترقوا فى القبائل.وكذلك ذكر فيهم ربيعة، ولم نعرفهم لهذا العهد الا ان يكونوا هم المعقل كما تراه فى نسبهم…).
22-والغريب فى أمر الدكتور حماه الله الموقر، وهو الباحث المتمكن ماشاء الله رب العالمين هو عجزه عن اكتشاف هذه الثغرات الخطيرة وعدم تعليقه بكلمة واحدة على ما اوقع فيه ابن خلدون نفسه من تناقضات حين تطرقه لنسب بنى معقل، فبدلا من التعليق والتمحيص والتحليل لإظهار تلك المثالب التى تكشف تناقض الرجل وتعصف بماقال به تَعسُّفا وتحكما ولياً لعنق الحقيقة سعيا على مايبدو لإدراك ثأر أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد ممكنا إدراكه الا من خلال الطعن فى انساب القوم وتجريدهم من نسبهم والحاقهم بأكثر من نسب لاعلاقة لهم به ، نراه على العكس من ذلك قد انبرى لإنكار نسب القوم وتأييد ابن خلدون والصاق بنى معقل دون تردد وبثقة زائدة فى قبيلة بنى الحرث بن كعب من بين القبائل التى ذكر ابن خلدون انهم ربما ينتمون إليها ضاربا عرض الحائض بالأخريات دون تعليل لإختياره تلك القبيلة بالذات من بين سائر هذه القبائل من جهة واسباب تجاهله للأخريات من جهة اخرى.
فعدم تعليق الدكتور على إضافة ابن خلدون نسب بنى معقل لأكثر من قبيلة وبالصيغ التى جاءت بها تلك الإضافة من قبيل : – وربما يقال أن عرب المعقل ….وقد يقال أن المعقل الذين هم …..ولم نعرفهم لهذا العهد الا ان يكونوا هم المعقل…والأنسب ان يكونوا من هذا البطن – من جهة وتجاهله الحديث عن الردود القوية المُفْحِمة التى تلقاها ابن خلدون من قبل العلامة المحقق ابو العباس احمد بن خالد الناصرى السلاوى من جهة اخرى تبعث على الريبة والإشمئزاز وتلقى بظلال من الشك وعدم اليقين على مصداقية بحثه وتحقيقه الذى لم يُمَكِّنه من اكتشاف جهل ابن خلدون لنسب بنى معقل اوتجاهله له وصولا الى تجريدهم منه بطريقة بدت غير متماسكة ومتناقضة، إذلايمكن شرعا ولامنطقا ان يطعن شخص فى نسب أمة بكاملها ويجردها من نسبها المتمسكة به منذ قرون خلت إلا إذاكانت لديه أدلة لا تقبل التأويل من اقوال العلماء اوالنسابين او المؤرخين تثبت صحة ماذهب اليه من انكار لهذا النسب من جهة وتثبت كذلك ما يدعم به نسبهم الجديد الذى اختاره لهم لا ان تكون اقواله متذبذبة تارة يضيفهم لعليم بن جناب من بنى كلب وتارة اخرى يضيفهم لبنى الحرث بن كعب وتارة اخرى ينسبهم لبنى هلال بن عامر وكل ذلك بصيغة ربما، اوقد يقال ، او إلا ان يكونوا ، او والأنسب ، فجميع هذه الصيغ بالإضافة الى خلوها من الجزم والتحقق واليقين يستحيل كذلك الجمع بينها مما يؤكد إما جهل ابن خلدون بنسب بنى معقل وإما سوء نيته واستهدافه لهم. ولاشك أن إدراك ذلك كله ليس عصيا على من يبحث عن الحقيقة وعرف دوافع ابن خلدون وَتَذَكَّر اختباءَه يومين لايجد مايستر به سَوْءَتَه. فاستماتته فى الحاق بنى معقل بأى نسب كان غير نسبهم الجعفرى يكشف بوضوح نواياه واهدافه الحقيقية ، الأمرالذى يُسهِّلُ على أي باحث عن الحقيقة والحقيقة فقط اكتشاف ضعف الأسس التى بنى عليها نظريته لتجريد المعقليين من نسبهم الهاشمى.
وأي باحث وقع على تلك التناقضات وسار على درب ابن خلدون وفى فلكه بدلا من إماطة اللثام عن ضعف وَوهَنِ فَرَضِياته وتناقضها يُعتبر للأسف الشديد غير مؤهل للبحث والتحقيق الذى قام به، هذا إذا افترضنا جدلا أن استاذنا وباحثنا لم يكتشف هذه الثغرات الكفيلة برد وطرح جميع اقوال ابن خلدون فى ما يتعلق بنسب بنى معقل.
وأما إن كان باحثنا قد اكتشف ذلك وتكتم عليه – وهو ماتبدى واضحا من خلال إيراده للفقرات المشار اليها اعلاه فى الصفحتين 25 و 26 – وانتقى منه ما اراد معتبرا إياه بمثابة الوحي المنزل من السماء ، فإن ذلك يعتبر غِشا وتدليسا لئلا اقول خيانة للأمانة العلمية التى يفترض فى الباحث التحلى بها.
وهذا الحياد المفترض فى عملية التحقيق للأسف الشديد لم نلحظه عند مراجعتنا للأدلة التى ساقها الدكتور الباحث حماه الله بدءاً من زعمه يقين العلامة محمد صالح بن عبد الوهاب أن لا نسب لبنى معقل فى الطالبيين ولافى موسى الهراج مرورا بالمخطوطات النفيسة التى ثبت بالأدلة القاطعة تزويرها وانتهاء بانتقاء مايخدم الهدف من اقوال ابن خلدون وطمر الباقى فى زبالة التاريخ، فضلا عن مهزلة الحمض النووى التى اثبت هو شخصيا فشلها من خلال تباين نتيجة عينات فحص مجموعات تنتمى كلها الى هذا المجتمع الواحد كما جاء فى كتابه.
23- إن إضافة ابن خلدون مجتمع بنى معقل الجعفرى تارة لبنى جناب من بنى كلب وتارة أخرى من بطون الحرث بن كعب وتارة من مذحج وتارة من قضاعة وتارة من ربيعة من بنى هلال بن عامر، ليؤكد بمالا يدع مجالا للشك سقوط أهم الأسس التى بنى عليها دكتورنا نظريته المتمثلة فى ربيعية ومُذْحَجية بنى معقل.
24-لم يُلْجِئْ ابن خلدون الإعتماد على القرائن الواهية بدل الأدلة الواضحو سوى افتقاره للإدلة القطعية الثبوت التى تدعم آراءه المتناقضة.
فلجوؤه الى مزاعم نسبها لأبى المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى سنة (204) قبل دخول بنى معقل مع بنى هلال وبنى سليم افريقية والمغرب بمايناهز ثلاثة قرون ونصف دليل دامغ على افتقاره لأى دليل يثبت به يمنية بنى معقل،
ومع احترامنا له وثقتنا فيه الا اننا نسجل هنا للأمانة وللتاريخ اننا بحوزتنا كتاب جمهرة النسب للكلبى الطبعة الأولى 1986 ولم نعثر فيه على ماعزاه ابن خلدون لهذا المؤرخ ، والأدهى من ذلك ان هذا الكتاب لايتناول ذكرا لنسب القبائل القحطانية، وإن كان محققه الدكتور ناجى حسن قد ذكر فى الصفحة الخامسة منه الهامش (1) ان الجزء الثانى الذى يتناول نسب القحطانيين مفقود، حيث يقول: ( …اما الجزء الثانى وهو الذى يتناول نسب القحطانيين ، فمفقود، ولا نعلم عنه شيئا).
وكان ذلك تعليقا على مابسطه فى المتن ، حيث قال:( ونسخة الجمهرة- وهو كتابنا هذا- هي النسخة الوحيدة المحفوظة بمكتبة المتحف البريطانى تحت رقم: add2329 وتقع فى تسع وخمسين ومائتين ورقة.
25- لوا افترضنا صحة مانسبه ابن خلدون للكلبى هل يوجد فيه دليل او قرينة على نسبة بنى معقل لبنى كعب بن الحرث؟
فهل مجرد ذكر الكلبى لفصيلين من اليمن فى القرن الثانى للهجرة يتسمى كل واحدمنهما بمعقل يسكنان فى اليمن قرينة على ان بنى معقل الداخلين الى افريقية بعد وفاة الكلبى بما يناهز ثلاثة قرون ونصف ويتمسكون بنسبهم الجعفرى هم حتما من نسل هؤلاء لمجرد تشابه الأسماء؟
هل هذا دليل كاف لتجريد بنى جعفر من نسبهم؟
إن الفترة التى يفترض فيها تأليف الكلبى لكتابه اواخر القرن الثانى الهجرى هي فترة عز ورخاء على بنى جعفر ولم تبدأ فيها حربهم مع ابناء عمومتهم العلويين كما انهم يتواجدون فى الحجاز ولم ينتقلوا الى مصر ولم ينفصل عنهم بنوا معقل الا بعد ذلك بثلاث قرون ولم يد خلوا المغرب العربى الا بعد مضي ثلاثة قرون ونصف على وفاة ابن الكلبي.
فأي دليل اوقرينة تستشف من هذا تدل على ان بنى معقل ينتسبون لبنى الحرث الذين يتوطنون اليمن؟
وهل ذِكْرُ ابن سعيد المزعوم لطائفة من اليمنيين تسكن جبال اليمن يوجد من بين اسمائها اسما يقال له معقلا دليلا على نسبة بنى معقل لهذه الطائفة؟
إذاكان ابن خلدون واثقا من نسبة بنى معقل لبنى الحرث كما هو حال دكتورنا حماه الله فلماذا يضيفهم تارة لبنى كلب وتارة اخرى لبنى هلال ابن عامر وتارة لقضاعة وتارة لبنى الحرث؟ ولماذ تجاهل حماه الله ذلك كله؟
26-إن هشام بن الكلبى رحمه الله على افتراض صحة مانسب اليه – لأننا لم نطلع عليه فى كتابه – لم يذكر سوى ان فى اليمن طائفتين تتسمى كل منهما باسم معقل ولم يقل إنهما خرجتا من اليمن الى أى جهة أخرى ومن باب اولى قوله إنهما نزحتا الى افريقية او المغرب ، فعن أى قرينة يتحدث ابن خلدون ومن بعده من يناصروه؟
فهذه القرينة الخالية مما يدعمها إذا ماتم تطبيقها على ارض الواقع سنجد من الإشكالات مالاقبل لنا بالخروج منه كماحدث لابن خلدون نفسه عندما نسب بنى معقل الى اكثر من بطن يمني لأن فيه طائفة تسمى معقلا.
ثم إن ابن خلدون نفسه قد ضبط اسم مَعْقِلْ الجعفرى بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف وسكون اللام على وزن مسجد وهذا هو الإسم الصحيح لمَعْقِلْ بنى جعفر بينما ضبط صاحب القاموس مُعَقِّل الذى فى بنى الحرث بضم الميم وفتح العين المهملة وكسر القاف المشدّدة بوزن محدِّثْ وضبطه – كما يقول السلاوى الناصرى- كذلك بعض الحفاظ بفتح القاف المشددة بوزن مُعظَّم فأين هذا من ذاك؟
27-ذكر ابن خلدون رحمه الله ان بنى معقل الجعفريين يوجد فى نسبهم اسم ربيعة قائلا : (كماتراه فى نسبهم) وتذرع به كثيرا لإضافتهم الى ربيعة بن كعب بن ربيعة ، وهذا لوصح لايقدم ولايؤخر فى الأمر شيئا لخلوه من اى دليل يسنده ، فمابالك وقد تعرى من اي حقيقة، ذلك أن جميع سلاسل بنى حسان الموجودة لدينا لم تتضمن واحدة منها ذكرا لربيعة فضلا عن خلوالسلسلة التى اوردها العلامة المحقق ابو العباس احمد بن خالد الناصرى لعمود نسب والده والتى ضمنها كتابه طلعة المشترى فى تحقيق النسب الجعفرى من اي ذكر لربيعة.
حيث يقول: ( فالحاصل ان الشيخ ابن ناصر رضي الله عنه جعفرى النسب وشهرة ذلك بين الخاصة والعامة لاتحتاج الى بيان وستأتى شهادة الأئمة له بذلك قريبا، وأما كيفية رفع نسب الشيخ المذكور فهي على ماوجدناه فى دفاتر قومنا هكذا، هو الشيخ ابوعبد الله محمد بن محمد بن احمد بن محمد بن الحسين بن ناصر بن عمرو بن عثمان بن ناصر بن احمد بن على بن سليم بن عمر بن ابى بكر بن المقداد بن ابراهيم بن سليم بن حريز بن جيش بن كلاب بن ابى كلاب بن ابراهيم بن احمد بن حامد – وعند حامد يجتمع نسبه مع بنى حسان – بن عقيل بن معقل بن الهراج بن محمد بن جعفر الأمير بن ابراهيم الأعرابى بن محمد الجواد بن على الزينبى بن عبد الله بن جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه ).
وهكذا تسقط آخر فرضية من فرَضِيات العلامة ابن خلدون التى اسس عليها نظريته المتهالكة كماسقطت وتهدَّمت كافة فرَضِياته التى اعتمدها الدكتور حماه الله دون ترو ودون فحص وتمحيص سامحه الله وعافاه.
28-قد اشار ابن خلدون الى ان انساب بنى معقل خفية عند الجمهور، ولكننا برجوعنا الى هذا الجمهورمن علماء النسب الذين رأيناه يأخذ من كتبهم سنجد انهم كلهم متقدمون على تاريخ دخول بنى حسان الى بلاد المغرب وظهورهم كقوة تلفت الإنتباه اليها.
فمثلا هشام السائب ابن الكلبى قد توفى سنة204 هجرية قبل وجود بنى معقل فى هذه المناطق بعدة قرون والشيء نفسه ينطبق على المصعب الزبيرى المتوفى هو الآخر سنة 236 هجرية، اما آخرهم هو ابن حزم المتوفى إبان دخولهم إفريقية مباشرة حيث توفى سنة 456 هجرية والذى تكلم فى الأنساب بعدذلك هو العلامة المالكى ابن جزى الكلبى صاحب القوانين الفقهية وصاحب التفسير الذى نص فى كتابه ( كنزالأسرار فى آل النبيى المختار ) على أنهم شرفاء جعافرة من ذرية موسى الهراج الذى من نسله ابوكلاب الذى تنحدر منه الدوحة الشريفة المباركة من آل ناصر الدرعيين الأقطاب العلماء الأجلاء الذين نهل من رحيقهم الفياض مشاهيراهل العلم والفضل من ابناء هذه البلاد.
وهكذا يتضح إما استحالة تطرق هؤلاء لذكر بنى معقل كما هو حال الكلبى والزبيرى ، وإما عدم داع له كماهو حال ابن حزم لأن المؤرخ عادة لايهتم الا بالأجيال المتقدمة عليه لا بتلك المعاصرة له والتى لاتوجد دواع فى الغالب للحديث عنها.
29-أما فى مايخص اعتمادك استاذنا الفاضل على الحمض النووى فنقول ردا على ذلك إن هذا العلم قد يلجؤ اليه ويؤخذ به فى حالات محدودة ومحصورة بين الإبن وأبيه المباشر القائم الذات ، اما الأخذ به على نطاق واسع لإثبات اونفي انساب بينها واجدادها مايزيد على اربعة عشر قرنا من الزمن، فهذا لا يجوز شرعا ولايثبت عقلا لتقادم الزمان من جهة واختلاط الأنساب وتداخلها من جهة اخرى، فضلا عن عدم التأكد يقينا من جينات الأجداد الذين قضوا منذ قرون.
ولا ادل على صحة ما ذكرناه من اختلاف نتيجة عينات فحص الحمض النووى التى جئت بها انت واعتبرتها الحُجة القاصمة لظهر بنى معقل، فقد تكلمتَ عن ظهور 4 عينات لعرب المعقل الأولى: نتيجة عربية من اولاد عريب وقلت أنها اقرب الى العينتين الهمدانية والكهلانية ، وهذا يعنى أنها لم تتطابق معهما ولامع عينة ربيعة بن كعب بن الحرث التى جزمت بانتماء بنى معقل لهم وقلت ان الأخرى حسانية وهي عربية مختلطة بصنهاجية ولم يردكذلك ذكرلربيعة بن كعب بن الحرث ، كما قلت بتحكم وبثقة زائدة – تدفعها الرغبة فى اثبات ماقاله ابن خلدون- ان العينتان الصحيحتان الصريحتان لأولاد دليم وهما من صريح قبائل المعقل وانهما ذات موروث يمانى فى بنى الحارث بن كعب كما ذكر العلامة ابن خلدون.
وجينيا هي نهدية الطابع قضاعية قرب شبابة النهدية ومتحورة بنسبة 99 فى المائة وعزيت ذلك لمادة جمعها محمد صالح العتيبى الذى لانعرف عنه اى شيء.
ومما اثار استغرابي ودهشتى واستوقفنى كثيرا هو كيف ان يغيب عن بالك ايها الباحث المتمكن ان هذه العينات الاربعة المختلفة هى لفصيلة واحدة ( هى فصيلة بنى معقل ) ومع ذلك اختلفت نتائها فوجدنا ان منها ما يقترب من الهمدانية والكهلانية ومنها ماهو خليط عربي صنهاجى ومنها ماهو يمانى حارثي ومنها ماهو نهدى قضاعى .
ثم كيف يغيب عنك ان بنى دليم قبل ان يكنوا من صريح معقل كما قلت هم من ذرية حسان مباشرة والتى قلت ان نتيجة ذريته هى خليط عربى صنهاجى؟
الم تكن هذه النتائج المتباينة ادعى لصرف النظر عنها فى اثبات اونفي نسب بنى معقل اونسب اى قبيلة اخرى بدلا من انتقاء واحدة منها تتفق واطروحة ابن خلون واعتمادها كأنها قرآن منزل من السماء وضرب عرض الحائط بالنتائج الأخرى.
اين الأمانة واين التجرد واين الحياد والموضوعية؟ اين النزاهة فى الطرح واعتماد المعايير الموضوعية؟
30-مجاراة للدكتور فى اعتماده على علم الحمض النووى سوف نقدم له نموذجا من هذا الفحص نثبت من خلاله – إن كان يُثبتُ شيئا -جعفرية وزينبية بنى معقل ، إذ حصلنا على عينة وراثية تحت عنوان : بنى معقل الجعافرة الزينبيون..1zs4758
FGc4302
كما توجد كذلك عينات لقبائل (صنهاجة وزناتةوكتامةومصودة ونفوسة ومطماطة وهوارة ولواتة على السلالة الأمازيغيةEm81.
الا اننا نعتقد كما قلنا سابقا أن هذه العينات لايمكن الإعتماد عليها اثباتا اونفيا الا فى حالة واحدة هي وجود اصحابها احياء وفحصهما وهم على قيد الحياة وماعدا ذلك يمكن الإستئناس به فقط ولايؤخذ به على سبيل الجزم واليقين.
ومن ثم لاينبغى الطعن فى نسب المسلمين و فى اعراضهم اعتمادا على هذه العينات التى اصبحت متداولة على المواقع لأن ضرها على نسيج المجتمع كالطعن ذاته اكثر من فوائدها.
وفضلا عن ما تقدم نشرعبد الرحمن ودادى على صفحته بتاريخ 12 سبتمبر 2019 العديد من نسب المجموعات الوراثية الابوية المأخوذة من مختبرات تونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر، وعلق عليها بالنص التالى: شاهدت اكثر من شخص نشر معلومات فحص خريطته الجينية على النت وبعض الأصدقاء شاركنى نتائج فحصه من دون نشرها والنتيجة فى الخلاصة منطقية جدا.
نتائج الأشخاص المنتمين للزوايا والشرفة كانت كلها تثبت انهم أمازيغ واحد فقط من قبائل بنى حسان – هو الذى اطلعه على فحصه- تأكد انه من أصول شرق اوسطية .
سبحان الله يبدو أن المجتمع يدرك هذه الحقيقة بالفطرة فيطلق عليهم ( العرب) اردف قائلا : على فكرة انا من الزوايا.
وأنا بدورى اقول انا من الزوايا وافتخر واعتز بذلك ، لكننى بالتأكيد جيناتى لا علاقة لها بالأمازيع مع احترامى وتقديرى للامازيغ.
وهذه النتيجة التى ذكرها الاستاذ والدادى رغم عدم تبنينا لها إذا ماصحت فإنها تعصف بالعديد من شجرات نسب القبائل والأسر والأشخاص التى حققتها واثبت شرفها اوقرشيتها اوانصاريتها.
31- والخلاصة التى يجب التأكيد عليها هنا، هى انك حفظك الله ودام عطاؤك قد اقمت تصورك لنفي نسب اخوالك – وربما اعمامك- على خمس ركائزهى : جزمك بأن صالح ولد عبد الواهاب كان يدرك يقينا لا تخمينا ان لا نسب يربط بين بنى معقل والطالبيين وقد هدمنا هذه الركيزة عندماأتينا بأبيات من شعر العلامة صالح ينسب من خلالها قبيلته لبنى جعفر، اما الركيزة الثانية هى جزمك بأن لاعلاقة مطلقا بين معقل وموسى الهراج اعتمادا على مخطوطات وصفتَها بأنها نفيسة ، وقد هدمنا هذه الركيزة ايضا بإثبات نسب بنى معقل الى موسى الهراج كما اثبت ذلك الائمة الاثبات بمن فيهم العلامة الجليل المالكى ابن جزى الغرناطى الكلبي صاحب التفسير وصاحب القوانين الفقهية الذى اورد ذلك فى كتابه ( كنز الأسرارفى آل النبي المختار) ومن خلال اثبات تزوير المخطوطات التى اعتمدت عليها اعتمادا منقطع النظير، اما الركيزة الثالثة هى تقديمك لمؤرخ مصرى من اهل القرن التاسع الهجرى
يتكلم عن القبائل العربية الموجودة فى مصر آنذاك وقلت انه لم يذكر بنى معقل ، وقد هدمنا هذه الركيزة كذلك من خلال اثباتنا عدم ذكر هذا المؤرخ لأي فرع من فروع القبائل العربية الأخرى التى تكلّمتَ عنها حتى تحتج علينا به ، فلم يذكر اي فرع من فروع تلك القبائل التى تكلم عنها خارج مصر، ثم كانت الركيزة الرابهة التى اعتقدت خطأ انها منزلة من السماء ولا يتطرق الشك اليها وهي تناقضات ابن خلدون فتم هدمها والقرائن الواهية القائمة عليها واحدة تلوى الأخرى، وأخيرا جاءت الركيزة الخامسة ركيزة الحمض النووى وقد تم هدمها كذلك من خلال اختلاف نتائج فحص الحمض النووى التى تقدمتَ بها أنت لمجموعات من بنى معقل ومن خلال النتيجة التى قدمناها نحن والتى تثبت جعفرية وزينبية بنى معقل فضلا عن تلك التى قدمها ولد ودادى.
ايها الأستاذ الفاضل كان عندى عليك بعض العتب لأن هذا المجتمع اخوالك وقد نفيت نسبه بدلا من الدفاع عنه لكننى اتصلتُ بمعلومة لوصحت لكان العتب قدتضاعف لكون المعلومة تقول إنك من ذُؤابة مغفر ومن قبيلة تأتى من بين أهم القبائل الرائدة فى هذا المجتمع ، فكيف تكون من جلدتهم وتنكر عليهم نسبهم؟
قد لاتكون مستعدا للدفاع عنهم وهذا حق طبيعى من حقوقك نحترمه لك ، ولكن عار عظيم عليك ان تكون انت هوالذى تمزق اعراضهم سواء صحت تلك المعلومة الم تصح لأن قرابتك منهم ثابتة بالخؤولة علاوة على انك وبغض النظر عن ذلك كله تنتمى الى قبيلة فاضلة ضاربة الجذور فى اعماق التاريخ اشتهرت قديما وحديثا بالرزانة والحكمة والكياسة واللباقة وبعد النظر والتدقيق فى عواقب الأمور والتعفف عن اعراض الآخرين ، وماكان ينبغى لك وانت الدكتور المثقف ان تجلب لها من الاحقاد والضغائن ماظلت تتجنبه طيلة قرون خلت…هذا فقط من باب العتب ( وتكبار الكرش كما نقول نحن البيظان).
وبعدان بينا لك ايها الدكتور المحترم اختلال قواعد الإرتكاز التى اسست عليها نظريتك المتهالكة غير المتماسكة عن نسب بنى معقل، لم يبق فى أمر هم الا الرجوع للقاعدة الشرعية واطراح الشكوك والاوهام ، وهى أنهم كانوا ينتسبون قديما وحديثا خلفا عن سلف الى جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه وارضاه وقامت البينة والقرائن القوية الدالة الدامغة على صدقهم وعرفنا كيف تدرجت احوالهم من الإنتقال من الحجاز الى الصعيد ثم من الصعيد الى بلاد المغرب الأقصى وعرفنا السبب فى ذلك كله حيث نقله الأئمة الأثبات حرم علينا ان ننفيهم عن نسبهم بلا دليل وان نظن بهم الكذب فيه لأن سوء الظن بالمسلم الفرد حرام فمابالك بجمع من الأشراف يُعدون بالآلاف.
ولعمرى انك لدكتور محقق ومثقف متمكن لا نصلح للتعلق بأهدابك والتطفل على نقد اعمالك ، ولكنك حذوت فى هذه النازلة حذو ابن خلدون ووقع لك ماوقع له فيها وهو مارأيت انه انزلاق يستحق التصحيح والتصويب دون افساد الود والإحترام بيننا والحق احق ان يتبع ويحتذى وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب.
ختاما استسمحكم بصفة خاصة ومن جميع من قرأ تعليقنا بصفة عامة إذاكان قد ورد فيه مالم يكن لأئقا فتأكدوا إن كان ذلك قد حصل أنه مسحوب وأنه مجرد زلة لسان اوقلم ولم يكن مقصودا او متعمدا ، لأن نهجنا وسياستنا هى الرد بأدب دون تجريح ، لكن سبحان من لايخطئ ولاتجرفه العواطف ولايرتكب الهفوات…مرة اخرى اكرر اعتذارى إن كان قد ورد فى كلامى مايوجب الإعتذار.

img-20210111-wa0071.jpg
img-20210111-wa0072.jpg
img-20210111-wa0073.jpg
img-20210111-wa0074.jpg
img-20210111-wa0075.jpg
img-20210111-wa0076.jpg
img-20210111-wa0077.jpg

الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.
هذه هى العينات التى تكلمناعليها تعرب عن نفسها بنفسها.
بني معقل الجعافرة الزنيبيون j1
ZS4758
FGC4302
صنهاجة وزناتة كتامة مصمودة نفوسة مطماطة هوارة الواته على السلالة الأمازيغية Em81

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى