مقالات

رد وتعليق وتصويب وعتب على ما أثاره الدكتور الموقر حماه الله حول جعفرية بنى معقل / ح 6

السادس عشر : بعد ان ثبت بالأدلة والقرائن تزوير المخطوطات التى وصفتها بأنها نفسية والتى كانت هي حجتك الأساسية ، سنقدم لك بعض الملاحظات عليها فى ما لوا انها كانت صحيحة.
1- إن المخطو طة الأولى والثانية يستحيل منطقيا ان تتحدثا عن بنى معقل لأن من نسبتهما اليهما تمت وفاتهما بتاريخ ( 437 ) و (473) كما زعمت ، وهذا التاريخ إما ان بنى حسان لا يزالون فى الصعيد كجزء من بنى جعفر وإما انهم لتوهم داخلين مع بنى هلال وبى سليم فى موجتهم الأخيرة الداخلة منتصف القرن الخامس الهجرى الى بلاد المغرب وكان عددهم من القلة بحيث لم يلفت نظر المتوفى 473 والذى لم نعرف متى الف كتابه المزعوم ، أما الاول فيستحيل كلامه عنهم باسم معقل لأن وفاته المفترض انه الف كتابه قبلها هم لايزالون فى الصعيد جزءا لايتجزأ من فصيلهم الأم يعرفون بالشرفاء الجعفريين.
2-اما المخطوط الثالث الذى نسبه محمد رضا السكدالى زورا وبهتانا كما مربنا لأبى طالب بن الحسين الزنجانى الذى كما قلتَ انت كان لايزال حيا سنة ( 668)ه لم يَحُطْ بذرية الطالبيين ولاحتى الجعفريين بدليل عدم ورود ذكره لأولئك الذين يعيشون فى الأردن وفلسطين والشام ( سوريا) فضلا عن من يعيشون فى الحجاز موطنهم الأصلى وبدليل قوله : ( والعقب من موسى الهراج بن محمد بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على بن الجواد فى عبدالله بن موسى الهراج له اولاد وإخوة ) ، وعدم ذكره لذرية عبدالله بن موسى الهراج وتجاهله لأسماء اخوته دليل على عدم إحاطته بمعرفتهم.
وعليه فإننا لانرى مانعا فى هذا الكلام المزور -لو اعتبرناه جدلا صحيحا-
يمنع معقل الذى هو كناية لعلى ان يكون ابن عبد الله بن موسى الحراج اوحفيده او ابن احد ابناء اخوته الذين لم يصرح المؤرخ المزعوم بأسمائهم.
الم يصرح مَثَلُكَ الأعلى ابن خلدون انه بقي عليه من سلسلة اجداده عشرة آباء لم يتمكن من معرفتهم؟ فإذا أتى شخص آخر يعرف اسما اواكثر ممن سقطوا من سلسلة نسبه واضافهما اليها نقول نحن( لا) هذا غير صحيح لأن ابن خلدون لم يرد فى نسبه اسم فلان وعلان الموجدان فى هذه السلسلة ومن ثم نحكم علي هذه السلسلة بعدم صحتها.
الم تر أن النسخ المعتمدة المؤكدة لنسب واحد قد يسقط اسما من واحدة منها وقد يزيد آخر فى نسخة اخرى وهذا لايؤثر فى صحتها لدى علماء النسب المرجوع اليهم فى هذا الشأن بل تعتبر تلك النسخ مكملة لبعضها البعض ويأخذ بمن عليها التواتر والأشمل من حيث العدد ولايضر الأخريات ذلك.
ثم لماذا نُصدِّقُ ابن خلدون الذى لم يستطيع تسلسل نسبه وفى نفس الوقت نكذب مايناهز المائتين من المسلمين ؟ ونشكك فى نسبهم؟ ، بل نجزم بعدم صحته لمجرد ان ابن خلدون قاده حقده وانتقامه من فصيل من هذا المجتمع الى ان شكك – دون دليل استند عليه فى مرجع كتابي اوشفوى- فى صحة انتسابهم لآل اليت معتمدا على قرائن اوهن من نسيج العنكبوت هدمها هو نفسه كما سنرى لاحقا إن شاء الله.
هذا لا يجوز شرعا ولا منطقا ، فالشرع قَبِلَ شهادة العشرين بعضهم لبعض فى النسب والنكاح ، بل إن ابن القاسم الفقيه المالكى المشهور قال إن العشرين عدد كثير.
وعلى العكس من ذلك لم يقبل بشهادة العدد القليل بعضهم لبعض ومن باب اولى ادعاء الفرد الواحد لنسب خاصة إذا كان يعود لآل البيت فاليفهم ذلك اللبيب …فالإشارة تكفى.
3-سعيت لزج المؤرخين المصريين فى موضوع لاعلاقة لهم به سعيا على مايبدو لإقناع القارئ العادى البسيط ان عدم ذكرهم لبنى معقل فى من يوجد بأرضهم فى القرن الخامس عشر الميلادى من الطالبيين دليل قاطع على انهم من غير نسبهم ، ومع انك لم تذكر من المؤرخين المصريين سوى مؤرخا واحدا هو: ( احمد بن على المقريزى المعروف باسم تقيى الدين المقريزى المتوفى 845ه – 1442م ) رغم تصدرك للموضوع بقولك:(ولم يذكر المؤرخون المصريون وجودا لمعقل فى صعيد مصر منذ هجرتهم الى المغرب…).
فكيف تريد من تقي الدين المقريزى يادكتور ياباحث عن الحقيقة يامنصف ان يذكر بنى معقل فى صعيد مصر بعد مايناهز خمسة قرون من مغادرتهم اليه ووصول طلائعهم فى ذاك التاريخ الى ضفاف نهر صنهاجة وتنبكتو وسيطرتهم على المنطقة الممتدة مابين نهر صنهاجة جنوبا ومنطقة السوس شمالا وبحر اولاد الزناكية (المحيط الأطلسى) غربا الى تنبكتو شرقا؟
هذا من جهة ومن جهة اخرى هل تكلم تقي الدين عن الجعفريين او البكريين اوالعمريين او الزبيريين اوبنى طلحة غير المقيمين فى مصر آنذاك؟
إذاكان الجواب (لا) وهو الجواب الصحيح المأخوذ مماكتبته أنت ومن المراجع الصحيحة الأخرى فلماذا تتخذ من عدم ذكره لبنى معقلا دليلا على انهم ليسوا من الطالبيين؟ هل عدم ذكره للأدارسة فى المغرب يعتبر دليلا على انهم من غير الطالبيين؟ وهل عدم ذكره للبكريين والعمريين والزبيريين وبنى طلحة المنتشرين فى بلاد المشرق وا لمغرب دليلا هو الآخر على نفيهم عن نسبهم؟
وإذاكان الجواب ( لا) ، وهو الجواب الصحيح فما هو الفرق بينهم وبنى معقل فى هذه الحالة؟
ثم إنك تعلم علم اليقين ان فترة تواجد بنى معقل فى الصعيد كانوا آنذاك جزءا من فصيلة بنى جعفر هناك ولم يكن يطلق عليهم سوى هذا الإسم الشرفاء الجعفريون حتى ان التقسيمات والأسماء التى فصل فيها تقي الدين لم يذكرها ابن خلدون ولا ابن حزم قبله ولاغيرهما من المؤرخين.
5- غاب عنك ايها الدكتورالموقر الباحث انك كل ما حاولت نفي بنى معقل عن نسبهم اثبته لهم من حيث لاتدرى ولا ترغب.
فحين حاولت نفي معقل عن نسب موسى الهراج اصطدمت بأن فصيلا كبيرا منهم يضم العديد من العلماء الأجلاء والاولياء والصلحاء يتسمى ببنى الهراج وهو من ضمن الاربع والاربعين فرقة فى المغرب المعترف بشرفها ، ويطلق عليهم الشرفاء الجعفريون كما يطلق عليهم بنى معقل وقد عدهم ابن جزى الكلبي الغرناطى المالكى صاحب القوانين الفقهية وصاحب التفسير فى كتابه:( كنز الاسرار فى آل النبي المختار) ضمن
ذرية الأمير الجعفرى اباكلاب الذى يرجع اليه نسب موسى الهراج.
كما ان الثعالبة الذين انجبوا العديد من العلماء الأجلاء والصلحاء الأولياء كالعلامة ابومهدى الثعالبى نزيل مكة المكرمة والعلامة المالكى محمد مخلوف مؤلف كتاب شجرة النور الزكية والذين يسكنون الجزائر العاصمة ، وقد اثبت كل من العياشى والازورقانى جعفريتهم هم الآخرون فصيل صغير من الثعالبة الذين ذكرهم تقى الدين المقريزى حوالي خمس مرات فى مانقلته أنت عنه، ومنهم مجد العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم وفيهم نقابة اشراف اجعفريين.
ووجود هذين الفخذين بالإضافة الى اثبات العلماء الثقاة لجعفريتهم قرينة دامغة على صحة نسب بنى معقل الجعفري الهاشمى إن كنا نأخذ بالقرائن عوضا عن الأدلة والبراهن.
وعليه لم يبق شك فى ان ما اعتمدت عليه من وثائق مزورة واقوال نسبتها
للمؤرخين المصريين ماهى الاتهافت فى تهافت لا يلتفة عليه ولاينفى نسب الأشراف من بنى معقل او بنى حسان.
سامحك الله ورعاك وازال الغشاوة والحقد عن بصرك وبصيرتك.
يتواصل فى الحلقة السابعة التى سنبدؤها من تناقضات ابن خلدون.
الدكتور محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى